الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

شيخ الأزهر: فخور بوجودى في جامعة القاهرة

 فضيلة الدكتور أحمد
فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إنه فخور بوجوده في جامعة القاهرة التي خرجت الكثير من رواد النهضة في مصر وعلي وجه العالم، موضحا أنه كان حائرا في اختيار موضوعا يتحدث عنه لطلاب الجامعة، وأنه تردد في مخاطبتهم عن الشباب والعمل أو الشباب والعمل واللامبالاة، أم عن الشباب والحقوق والواحبات، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية أحدث الحضارات الإسلامية وأكثر تأثيرنا في حياتنا.
وأضاف الطيب، خلال كلمته في اللقاء المفتوح بينه وبين عدد من طلاب الجامعات المصرية، المقام بمبني القبة الرئيسي لجامعة القاهرة، اليوم الثلاثاء، أنه لا ينبغي أبدا أن يذهب الشباب عن البعد الحضاري الذي يتميزون به عن شباب العالم أو تاريخ مصر العميق، ومعدنهم النبوي، وحضارة قدماء المصريين والمسيحية والعربية، مؤكدا أن الفرق بين الشباب الغربي والعربي يتضمن أمرين والأول هو أن حضارات الدنيا كلها أحدث من الحضارة المصرية، قائلا: "زارني رئيس كنائس الصين وسالته أي الحضارتين أقدم مصر أم الصين، فرد دون تردد بأن حضارة مصر هي الأقدم، وجاء في بالي أن الصين متقدمة على الرغم من قدم حضارتنا عنها".
وأوضح شيخ الأزهر، أن الفرق الثاني يكمن في أن الشباب يرفض التعامل مع حضاراته القديمة، عكس الشباب في حضارتنا الإسلامية والمصرية، مضيفا: "إذا كان من الإنصاف والعدل أن نعترف بالحضارات الغربية بتحرير الإنسان من البغي والظلم، والنهضة الغربية والصناعة، فلابد من الحق أن يسجل عليها خلقت ما يشبه الأزمة أو الفوضي بالنسبة لإنسان العصر الحديث، ولابد أن نتلفت حولنا لندرك مدي خطورتها على العالم العربي، مؤكدا أن حضارات الشباب العربي الأصيلة تستلهم مسارها من عميق الزمتن على أسس صحيحة".
ووجه الطيب، كلمته للشباب، قائلا: "لا ينبغي أن تذهلوا عن ميراثكم الحضاري الذي تتميزون به عن بقية شباب العالم أو تتناسوا معدنكم النبيل الذي تضربون بجذوره في قديم الأزمان والآباد، أو تاريخكم العريق الذي صنعكم وصنعتموه"، مضيفا "أنتم شباب مصر من بين سائر شباب العالم، تسندون ظهوركم إلى حضارات أصيلة تجري في دمائكم وعروقكم وهي حضارة قدماء المصريين، والحضارة المسيحية في مصر، والحضارة الإسلامية والعربية".
وأوضح شيخ الأزهر، أن البتر المتعمد بين التراث والمعاصرة، كان سببًا في خلق أجيال حديثة تنتمي إلى تغيرات الزمان وتبدلات المكان، بأعمق مما تنتمي إلى فلسفة المبدأ والنموذج، بعد أن محت هذه الأجيال من ذاكرتها تراث القرون الوسطى بكل كنوزه العلمية والمعرفية، وبكل آثاره التي لم تعد تمثل شيئًا ذا بال في خيالهم وذاكرتهم.
وأشار الطيب إلى أن الحضارة الإسلامية، التي هي أحدث الحضارات الشرقيةِ، وأعمقُها أثرًا في نفوسنا، تشبه المثلث المتساوي الأضلاع، هذه الأضلاع هي: الوحي الإلهي، والعقل المنضبط بالوحي، والأخلاق، مطلبا من الشباب بحفظ القرآن قائلا "نصوص القران في السطور وفي الصدور مكن لروح الحضارة الإسلامية وتظل صامدة في معارك التطور، وتبقى على قيد الحياة حتى يوم الناس هذا، رغم ما أصابها من تراجع وتقهقر، ورغم ما يوجه إليها من ضربات قاسية، من الداخل ومن الخارج على السواء، ولو أن أمة أخرى تعرضت حضارتها لما تعرضت له حضارة المسلمين لتلاشت وأصبحت في ذمة التاريخ، منذ قرون عدة".