اختتم المكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب، اجتماعاته، أمس الاثنين، بإصدار "إعلان الخرطوم"، والذي أكد خلاله قناعاته التامة بضرورة الترابط الوثيق بين مستقبل الأمن الوطني لكل دولة عربية، ومستقبل الأمن القومي للأمة العربية، داعيًا بقوة إلى ضرورة إعطاء الأولوية للأمن القومي الجماعي للأمة في جميع النشاطات والتحركات التي يقوم بها القادة العرب والحكومات والمنظمات العربية على جميع المستويات وعلى جميع الأصعدة.
وطالب "إعلان الخرطوم"، القادة العرب والحكومات العربية ببناء نظام عربي جديد يقوم على أسس قوية، من خلال تطوير عمل جامعة الدول العربية وتفعيل أجهزتها ومراجعة أجنداتها، وحث الحكومات العربية على الإسراع في وضع التشريعات اللازمة لدعم الحريات العامة وتوسيعها وحماية حقوق الإنسان وترسيخ مسيرة الديمقراطية والشورى في الوطن العربي، وتوسيع مشاركة المرأة في المجال السياسي وفي مراكز صنع القرار.
وفيما يتعلق بالإرهاب، دعت توصيات وقرارات المكتب الدائم للصحفيين العرب، القادة العرب للنظر إلى مصالح الشعوب ووأد الحروب والنزاعات والتعامل بواقعية الطرح ومنظور الإحاطة بالحقائق التي تساهم في وأد الإرهاب ونبذ التطرف والتعصب الطائفي والتأكيد على أن الإرهاب ظاهرة عالمية يجب التصدي لها، داعيًا إلى تكاثف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف الأمن والاستقرار في مختلف دول العالم، والعمل على تجفيف منابعه ومصادر دعمه وتمويله.
وحول الأوضاع العربية، دعا المكتب الدائم إلى تحرك عربي جاد وموحد وتحرك فاعل وضاغط للجم إسرائيل من ممارستها التعسفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف اعتداءاتها وانتهاكاتها على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مشددًا على أهمية إنشاء وقف خاص بالقدس والمقدسيين في مختلف البلدان العربية والإسلامية لدعم صمود أهلنا وإخواننا في القدس، مطالبًا الدول العربية بتصحيح البوصلة نحو الإبقاء على القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمحورية للعرب جميعًا .
وأدانت التوصيات عمليات التعذيب التي يتعرض لها الصحفيون اليمنيون ويطالب القوات غير الشرعية المهيمنة إلى إطلاق سراح المعتقلين، كما دعت التوصيات الأمانة العامة إلى ترتيب زيارة للصحفيين إلى عدن تضامنا مع الصحفيين اليمنيين والشعب اليمني.
وفيما يتصل بالأوضاع في ليبيا، طالبت التوصيات القوى السياسية في ليبيا إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية، وحذر المكتب الدائم من تنامي تواجد الحركات الإرهابية في الساحة الليبية والتي أصبحت تشكل خطرًا على ليبيا ودول الجوار.
وطالب المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب - في "إعلان الخرطوم" الصادر اليوم الاثنين - برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية على السودان التي أثرت على الصحافة السودانية ومدخلات الطباعة حيث توجه المكتب الدائم بالشكر إلى اتحاد الصحفيين السودانيين على استضافتهم لاجتماعات المكتب الدائم وعلى كرمهم وحسن استقبالهم.
وتداول المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب المنعقد يومي 29 ,30 نوفمبر بالخرطوم حول القضايا المهنية وقضايا الحريات الصحفية والحريات عمومًا ، كما تم تدارس الأمر والوضع داخل الاتحاد العام للصحفيين العرب واستعراض الوضع السياسي العام في الدول العربية.
وناقش المكتب الدائم نقاشا مستفيضا ما يعانيه الصحفيون فى عدد من الدول العربية وبخاصة الوضع فى اليمن واتخذ إجراءات لصالح الصحفيين اليمنيين ووضع الصحفيين الفلسطينيين وما يعانونه جراء الاحتلال الاسرائيلي البشع والغاشم والذي يمثل اخطر أنواع الإرهاب.
وأدان المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب إرهاب الاحتلال الإسرائيلي المنظم ضد الصحفيين الفلسطينيين والذي يمثل أبشع أنواع الإرهاب ويضرب بعمق حق الشعب الفلسطيني في النضال من اجل الحرية والاستقلال.
ووصف المكتب الدائم الوضع داخله بأنه قد وصل إلى حد من الجمود وانعدام التنسيق والجدوى بما يستوجب التغيير الجذري وإدخال إصلاحات عميقة على مستوي الخطاب والممارسة الأمر الذي تقرر بموجبه عقد مؤتمر عام استثنائي في مارس من عام 2016 بتونس، حيث يخصص للمصادقة على النظام الأساسي الجديد للاتحاد وعلى خطة عمل الاتحاد وانتخاب قيادة جديدة له، ويرحب المكتب الدائم باستضافة تونس لهذا المؤتمر.
ونوه المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب بأن الوضع السياسي العام الدول العربية ما يزال يعيش حالة مخاض حقيقي، ويعاني بوضوح من صعوبة الانتقال الديمقراطي في دول عربية عدة مما أدي في البعض منها إلى حالات انفلات تهدد بتقويض أركان التنظيم المدني للدولة والمجتمع.
وسجل المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب في "إعلان الخرطوم" أن الوضع السياسي العام أثّر بشكل سلبي ومباشر على واقع الحريات الصحفية والحريات عموماً فى دولنا العربية كما كان له تأثير مباشر على الظروف المادية والمعنوية والتشريعية لعمل الصحفيين.
وطالب المكتب الدائم الحكومات العربية بعدم أخذ الحرب ضد الإرهاب ذريعة لفرض مزيد من التضييقات على العمل الصحفي والحريات عموما على الرغم من أن الإرهاب يؤثّر سلبا وبصورة مباشرة على ظروف العمل الصحفي ويهدم مقومات الدولة المدنية وان الصحفيين لا يمكن لهم بحال أن يكونوا محايدين في المعركة ضد الإرهاب ولذلك يدعو الاتحاد إلى وقف خطاب الكراهية والتفرقة وثقافة الفتنة في مختلف وسائل الإعلام.
