الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإخوان تريد تكرار سيناريو 25 يناير في الذكرى الخامسة للثورة.. الخطة.. استغلال أزمات المواطن إعلاميًّا وإثارة المجتمع الدولي.. خلافات بشأن التظاهر بالعاصمة وحظر مشاركة قيادات الصف الثاني والثالث

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استعداد واستعداد مضاد، تخطيط وتعقب وقرار بضبط وإحضار" هكذا يمكن تلخيص المشهد السياسي قبل شهرين من الذكرى الخامسة لثورة الـ25 يناير. وبالرغم من طول المدة المتبقية على الحدث إلا أن تحركات جماعة الإخوان الإرهابية بدأت مكثفة خلال الفترة الأخيرة، في محاولة منها لتنفيذ ما تطمح إليه الجماعة لتكوين حشد جماهيري معارض في الشارع، التحركات الإخوانية ليست وحدها على الساحة، بل في المقابل جاءت التحركات الأمنية، التي كان آخرها، قرار اليوم الإثنين من نيابة أمن الدولة العليا، يفيد القبض على خمسة من قيادات غير معروفة قيل إنهم إخوان، وهم: حسام الإسلام أنور محمد سلام، وأحمد محمد عبدالمقصود أحمد، ومحمد عبد الله محمد سياف، وممدوح مرسي متولى، وعلاء محمد صابر الصادق، وتم إيداعهم بسجن شديدة الحراسة.

وجاء في أسباب القبض عليهم التورط في التخطيط لأعمال عنف خلال الذكرى القادمة لثورة 25 يناير.

وأخبرت مصادر إخوانية في القليوبية من قيادات الصف الثاني "البوابة نيوز" أن الجماعة وضعت خطة للتحرك يوم 25 يناير القادم، موضحة أن أبرز التعليمات التي جاءتهم تتمثل في عدم مشاركة قيادات الصف الثاني والثالث من الجماعة في التظاهرات سواء كان قبل 25 يناير أو خلالها، مبررًا ذلك برغبة الجماعة في الحفاظ على ما تبقى من مكاتبها الإدارية وهيكلها التنظيمي. مشددا على أن المهم هو أن يقوم القيادات بالتخطيط لليوم دون النزول.


من جانبه، قال كمال الهلباوي، القيادي الإخوان المنشق: إن الجماعة تلقى في الفترة الراهنة اختلافات في الرأي حول الاكتفاء في 25 يناير بالنزول في المحافظات فقط أم المجازفة والنزول في القاهرة أيضًا. متوقعا أن تفضل الجماعة التواجد في القرى والمناطق البعيدة عن أيدي الأمن، على أن تترك العاصمة للشباب التابع للحركات الثورية.

 

وكانت الصفحات الرسمية لحركات شباب 6 أبريل، والاشتراكيين الثوريين، قد أجرت استفتاء على "فيس بوك" حول أنسب الأماكن التي يفضل النزول فيها خلال 25 يناير، وكانت أغلب الآراء بين متحفظة على النزول أو اختيار سلالم نقابة الصحفيين، باعتبارها لا تحتاج لتراخيص تظاهر.



 

حملة تحريضية على ذكرى ثورة يناير:

تعتمد جماعة الإخوان في استعدادها للذكرى الخامسة لثورة يناير على خطة تشمل جميع الجوانب من التحضير والتعصيد من الجانب المحلي والدولي، من خلال خلق أزمات للبحث عن فرص تعطي الجماعة الحق في التظاهر في هذه الذكرى خاصة بعد فشل الجماعة في السنوات السابقة.


 

مواجهة الأمن لتكرار سيناريو 25 يناير 2011:

تسعى الجماعة الإرهابية إلى الإطاحة بالنظام الحالي من خلال تفكيك الأجهزة الأمنية للعودة مرة أخرى إلى الحكم، وذلك باستغلال الأزمات التي من شأنها إسقاط الأجهزة الأمنية في مصر، خاصة بعد تكرار حادثة وفاة بعض المواطنين داخل أقسام الشرطة، كفرصة ذهبية لها وبدأت في الترويج لها على أن الأجواء عادت مثلما كانت قبل ثورة 25 يناير من قتل سيد بلال وخالد سعيد، زاعمين أنه لا يوجد حل إلا بالإطاحة بالأمن وإعادة هيكلته مرة أخرى.


فيما حرض عمرو دراج القيادي الإخواني الهارب خارج البلاد، الشعب المصري على الانضمام إلى المظاهرات التي تدعو إليها الجماعة للإطاحة بالنظام الحالي، زاعما أن أفضل عصور الحرية التي عاشها الشعب المصري كانت في الفترة التي تولي فيها المعزول محمد مرسي حكم مصر، زاعمًا أن ما يحدث في هذه الأيام شبيه بما كان يحدث قبل ثورة 25 يناير 2011 من إهانة لكرامة المواطن وغيرها من الانتهاكات.

 


واستغل طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، الهارب خارج البلاد، أزمة قتل بعض المواطنين داخل أقسام الشرطة في مناشدة الشباب بضرورة التظاهر من أجل القضاء على الجهاز الأمني وبنائه من جديد، ومحاولة زرع اليأس داخل نفوس الشباب زاعمًا أن الأمن لن يتركهم وسيتم إلقاء القبض عليهم وقتلهم كغيرهم من المواطنين.


* إشغال الإعلام ببعض الأزمات الوهمية:

وضع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية خطة للتعامل مع الإعلام، باعتباره من أهم الوسائل التي تعتمد عليها الجماعة في الفترة الأخيرة من نشر أخبار تشعل الرأي العام للعمل ضد الدولة، والاستعداد لذكري ثورة يناير، حيث تقوم بافتعال أزمات بينها وبين بعض حلفائها، ومن ثم إصدار تصريحات صحفية ويتم التراجع فيها بعدها بأيام قليلة.

وظهر ذلك جاليًا عندما دعا محمد العمدة، القيادي بجماعة الإخوان الهارب خارج البلاد، وأحمد عبدالعزيز، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، للاصطفاف ضد الدولة المصرية، قائلين: "ينبغي أن يكون حقيقيا وليس اصطفافا مغشوشا غير قابل للفركشة – على حد قوله – لمواجهة الأحزاب السياسية في مصر، مضيفا أن من يدعون للاصطفاف ينبغي أن يأخذوا رأى جميع القوى السياسية، وليس فقط رأى أنفسهم ويعرضوا مطالبهم على الجميع، موضحًا أن هذا الاصطفاف الذي تدعو له قوى بالإخوان وشخصيات سياسية سيحقق أهداف الجماعة – على حد قوله.

وبعد هذه الدعوات بأيام ورغم أنها خارجة من جماعة الإخوان ومع دعوة حركة 6 أبريل لجميع أطياف المجتمع بالجلوس للحوار، أصدرت الجماعة بيانا هاجمت هذه الدعوات ورفضت الاصطفاف والحوار قبل عودة المعزول مرسي للحكم والإطاحة بالرئيس عبدالفتاح السيسي من الحكم ورفضت جميع الدعوات بخصوص هذا الشأن قبل حصولها على المكاسب أولًا.


* استغلال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية

وتأتي خطة الجماعة الإرهابية بعدد من المراحل، ومن أهم مراحلها ذات التأثير الأكبر هي الخاصة بالجانب الاقتصادي والأحوال المادية للمواطن البسيط، بدءًا من ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، التي ساهمت بدورها ارتفاع الأسعار، مرورًا بأزمة غرق الإسكندرية والحوادث الإرهابية في سيناء.

ولا يخفى على أحد أن النتائج الأولية للتحقيقات أيدت ضلوع رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، في محاولة تعويم الجنيه المصري، بجانب محاولة وضع العقبات أمام الحكومة من خلال تدمير أبراج الكهرباء والعبث بالبنية التحتية للدولة.


 

* نشر صور المعتقلين:

واستكملت الجماعة خطتها للحشد في الايام القادمة قبل ذكرى ثورة 25 يناير في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال نشر صور لبعض المعتقلين من الشباب وبعض الصور لأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، لإثارة حماس الشباب واستغلال ذلك في الدعوة للعمل على النزول وخلق روح التفاؤل داخل نفوس هؤلاء الشباب، كما حدث وقت اعتصامي رابعة والنهضة ورفع شعار "راجعين للميدان".

 


الإخوان يخاطبون المجتمع الدولي بعد فشلهم داخليًّا:

بدأ الإخوان في الاتجاه للتركيز على الجانب الدولي في حربهم ضد الدولة المصرية مع استمرار تراجع شعبيتهم في الشارع المصري، فاتجهوا بشكل أكبر إلى مخاطبة المجتمع الدولي وجذب تعاطفه نحو قضاياهم، وا سيما الدول التي تؤيد موقفهم أو تتخذ موقفًا غير واضح تجاه السياسات المصرية عقب أحداث الثلاثين من يونيو والإطاحة بحكم الإخوان؛ وهو ما يثير التساؤل حول خطة الإخوان لاستغلال الجوانب الدولية ضد النظام المصري ضمن خطته ضد الدولة المصرية مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير.

ويظهر ذلك في مخاطبة حزب الحرية والعدالة المنحل، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، لتركيا من خلال نشر تدوينة لدعم أحد المحتجزين الإخوان في السجون باللغة التركية، ما فسره طارق أبو السعد، المنشق عن الجماعة، بأنه محاولة لمغازلة الشعب التركي بعدما حازت الجماعة دعمًا كبيرًا من السلطة التركية، ومحاولة لتوسيع شعبيتها ونفوذها هناك.

كذلك اتجه الإخوان في أعقاب 30/ 6 مباشرة إلى تكوين تحالفات تضم القواعد الإخوانية خارج مصر، وتحاول الظهور كمعبرة عن آراء الشعب المصري في الدول التي تقيم فيها، فأطلقت ما يُسمى بـ "الائتلاف العالمي للمصريين في الخارج" الذي يجمع القواعد الإخوانية في الدول الأوروبية، ويستغل المناسبات المختلفة في مصر وزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي أو المسئولين للدول الأخرى لتنظيم تظاهرات أمام السفارات والمعالم الدولية البارزة لكسب تعاطف الشعوب الأخرى مع قضاياهم، ومحاولة منع هذه الزيارات من تحقيق أهدافها. وكذلك يمارس ما يُسمى "المجلس الثوري المصري"، الذي يديره مؤيدو الإخوان من تركيا ويبعث بالرسائل إلى المجتمع الدولي متمتعًا بالدعم التركي.

وجذبت الجماعة تضامن الكثير من المنظمات الحقوقية البارزة واتفقت مع مواقفها، منها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس واتش، وكذلك الإعلام الدولي في الدول المتحالفة مع الجماعة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وقطر وتركيا وغيرهم.

الوجه الآخر لاستغلال الجماعة للجانب الدولي في حربها ضد مصر هو استغلالها للقضايا الدولية المتعلقة بمصر في تحريك رأي عام محلي ودولي ضد السياسات المصرية، مثلما استغل ما يُسمى بـ "تحالف دعم الشرعية" أزمة سد النهضة الإثيوبي والتصريحات الأخيرة من جانب مسئولين إثيوبيين في حشد الرفض للسياسات المصرية في مواجهة أزمة المياه، ودعا إلى أسبوع من التظاهرات تحت شعار "بدمائنا نحمي نيلنا"، وندد على صفحته بما اعتبره تخاذلًا من الحكومة في هذا الملف؛ متناسيًا أن المعزول محمد مرسي ووزير الري في عهده محمد بهاء فشلوا في إدارة الأزمة ولم يحققوا أي تقدم بها إبان فترة حكمهم.


وقال د. رفعت سيد أحمد، المدير العام لمركز يافا للدراسات والأبحاث: من المتوقع بعد إفشال المخطط التاريخي للإخوان في مصر وإنهائه بلا رجعة، أن تستخدم الجماعة كل أدواتها بما فيها قوة التنظيم الدولي والعلاقات مع أردوغان ونفوذ الجماعة داخل الإدارة الأمريكية ومخابراتها.

وأضاف رفعت أنه "رغم كل حملاتهم في الخارج لتشويه مصر واستغلالهم للأزمات الدولية، فإنهم لن ينجحوا في خلق رأي عام مؤيد لهم في الداخل، ورهانهم أن الشعب سيستجيب لهم في 25 يناير غير صائب، وقدرتهم على تغيير الرأي العام باستغلال القضايا المحلية والدولية تعتبر محدودة قياسًا بحالتها خلال الشرارة الأولى لـ25 يناير، حيث لم يكن المصريون قد جربوا الإخوان، وبعد تجربة حكمهم الفاشل حدث نفور منهم وعدم رغبة في التعاون معهم لإطلاق 25 يناير جديدة، وفقدوا المصداقية والقدرة على التأثير في الشعب لمدة 10 سنوات قادمة".

وأشار إلى أنه "رغم أن بعض الدول تتمنى عودة نظام الإخوان وعلى رأسها الولايات المتحدة، وتحاول الضغط على مصر من خلال استخدام منظمات حقوق الإنسان وقطع المعونة واستخدام دول أخرى كإسرائيل وتركيا في الصراع، فإن كل هذه المحاولات منذ 30/ 6 وحتى الآن قد فشلت. وما يحاول الإخوان فعله الآن لن يفوق ما فعلوه فيما سبق ولن يجد صدى كبيرًا في الداخل أو الخارج، ولا يشكل خطرًا مباشرًا على النظام الحاكم في ذكرى 25 يناير؛ فقدرة الإخوان على التأثير من خلال المنابر الدولية والتظاهر وإصدار البيانات محدودة، وتمت تجربتها أكثر من مرة دون تحقيق نجاح".

 وشدد رفعت على أن الدولة يجب أن تلتفت لمصالح أفراد المجتمع المصري وأمنه، فيما يتعلق بأزمة المياه وغيرها، حتى لا تشكل منفذًا للإخوان إلى الرأي العام المصري أو بوابة للفوضى من الإخوان أو غيرهم.