الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

توبة باسم يوسف !

قال إن مصر تعانى من الإرهاب والتقط "سيلفى" مع كبير من فلول تونس !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظهر باسم يوسف كعادته متألقًا خلال حفل «الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التليفزيونية الأمريكية»، والتى قررت أن تختار إعلاميًا عربيًا مسلمًا لتقديم جوائز الحفل السنوية، توقع المتربصون لباسم أن يعلق على الأوضاع فى مصر، أو أن يسخر من الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تقديمه للحفل، أو على أقل تقدير يتحدث عن سجناء الرأى والنشطاء، ليسبب إحراجا شديدا للنظام، ولو كان فعل هذا، لم يكن أحد أن يستطيع أن يلومه، فمعروف للجميع كيف ينظر النظام الحاكم لباسم، وكيف يرى المؤيدون لهذا النظام أنه واحد من الخونة والعملاء الذين باعوا هذا الوطن لحسابهم الشخصى.
لن أخجل أن أقول إننى كنت واحدًا ممن يخونون باسم، ويرى أن أهدافه غير نبيلة، وكنت فى غاية السعادة عندما تم إيقاف عرض برنامجه، ولكننى فى فترة مراجعة لجميع مواقفى خلال الخمس سنوات الأخيرة، وجدت أننى ربما أكون واحدًا من الذين لم يرضهم أداء باسم يوسف فى برنامجه، لا خلال فترة حكم الإخوان، ولا حتى بعد ٣٠ يونيو، ولكن هذا الرفض كان يجب أن يظل وجهة نظر تجاه برنامج لا أكثر ولا أقل، ولكننى سمحت لنفسى أن أوجه عدم إعجابى بالبرنامج لطاقة تتربص بباسم يوسف ومواقفه، لأفسرها بطريقة تمنحنى شعورًا بالرضا تجاه انتقادى له، لا أخجل أن أعترف أننى كنت مخطئًا عندما حمّلت باسم يوسف أكثر مما يستحق، فالرجل لم يكن سوى مذيع يبحث عما يجعله ناجحًا ومختلفًا. من هذا المنطلق تابعت كلمته التى ألقاها فى افتتاح حفل «إيمى»، توقعت أن يسخر باسم كعادته مما يحدث فى مصر، ولكنه تحدث بمنتهى الحياد، قال نصًا إن مصر تعانى من الإرهاب فى سيناء، مثلما تعانى منه دول عديدة فى العالم، قال إن الضحك والسعادة يغلبان هؤلاء الذين يكرهون الحياة وينشرون الرعب فى العالم، صفق الحضور لكلمة باسم يوسف، وللمرة الأولى أرى فيها باسم يوسف على قدر المسئولية، شعر بالخطر الذى يضرب وطنه الأصلى مصر، ربما تكون تفجيرات باريس السبب الرئيسى فى أن يغير وجهة نظره عما يحدث فى مصر والعالم، ربما كان يسخر فى الماضى من جملة «محاربة الإرهاب»، التى يصدرها ويطالب بها النظام المصرى فى جميع الأوقات والمناسبات، ربما يكون قد مل من سماعها مثلى ومثل كثيرين غيرى، ربما لم يصدق أن حادث سقوط الطائرة الروسية مدبر ضد مصر مثلى ومثل كثيرين غيرى، ولكننا جميعًا شعرنا بالخطأ، عندما شهدنا الرعب والدم يضرب شوارع العاصمة الفرنسية، هناك بالفعل إرهاب، هناك أشخاص يريدون أن يفجروا العالم، بعدها بأيام خطف رهائن بدولة مالى، وبعدها تفجيرات بقلب العاصمة التونسية، وبعدها محاولة تفجير فندق بالعريش لقتل القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية، العالم ينفجر من حولنا، بالـتأكيد نظرة باسم للأمور لم تعد كما كانت من قبل، مثلنا جميعاً.
ربما يؤكد كلامى التقاط باسم لصورة سلفى تجمعه بالرئيس التونسى السبسى، والذى يراه الشباب التونسى أبوالفلول، لأنه واحد من أعمدة ورجال على زين العابدين، الرئيس التونسى السابق، والذى كان فساده أحد أسباب قيام الثورة فى تونس، باسم التقط الصورة مع السبسى، ليعلن تضامنه مع الشعب التونسى فى مواجهة الإرهاب.
يجب أن نتعلم جميعًا من أخطائنا الماضية، وأن نبدأ صفحة جديدة، صفحة نحلم فيها بمستقبل أفضل للجميع، ليس من الطبيعى بعد أن وصلت نجومية باسم وشعبيته لهذه الدرجة بالخارج، أن يظل ممنوعًا من الظهور، وليس من المنطق أن يظل فى خانة أعداء النظام والمصريين، باسم بما يفعله ربما يكون قد أعلن توبته عن استفزاز المختلف معهم سياسياً، ويجب أن نمنحه فرصة جديدة، ونستفيد من المكانة التى حققها بالخارج، هل تمتلك الدولة الجرأة لأن تفتح أبواب التليفزيون المصرى لبرنامج باسم يوسف، ليعيد جزءًا من النجاح لهذا الكيان الكبير.
أعلم أن الفكرة صعبة وتكاد تكون غير ممكنة إذا أردنا أن نجعلها هكذا، ولكننا كما ذكرت غيرنا كثيرًا من آرائنا وطريقة تفكيرنا، بعد الكم الكبير من الأحداث التى مرت علينا خلال الخمس سنوات الماضية، هل نستفيد من أخطائنا ونمنح أنفسنا الفرصة لتصحيح هذه الأخطاء؟!