"لو فاتتك الحفلة، فاتك بجد نص عمرك"، ليست مبالغة في الوصف، ولكنها بالكاد ما قد يقال في إيجاز عن حالة العشق والشجن التي نشرتها الفنانة أنغام على عشاقها، في أجدد حفلاتها الغنائية الكبرى، والتي استقبلها خشبة مسرح أوبرا جامعة مصر.
بابتسامة صادقة، وملامح اتسمت بالهدوء والجمال، مع "فستان" تتوه في تفاصيله، كانت إطلالة أنغام الأولى على الجمهور بعد طول انتظار دام أكثر من ساعة على بداية الحفلة، حضرت فصمت الكل، تأملًا في تفاصيل جمالها، كسرت حاجز الصمت بأولى أغنياتها "أهي جت"، والتي كانت كفيلة لإدخال الجميع في "مود" الانفصال عن "دوشة" الحياة، والانعزال قليلًا في "كوكب" المشاعر الصادقة والإحساس المرهف في الأداء.
"أنا مبسوطة جدًا وأنا معاكو، شكرا ليكوا انكو معايا"، جملة هزت بهدوئها أرجاء المكان، لما تبعها من زلزال صيحات وهتاف جماهيري موحد "بنحبك يا أنغام"، استمر صداه في التكرار تقريبًا طوال "ليستة" الأغاني التي قدمتها في الحفلة، مرت خلالها بأغنيات ألبومها الجديد "أحلام بريئة"، بداية من "أكتبلك تعهد"، والتي امتزجت بدمعة مكتومة، مرورًا بـ" بقيت وحدك"، و"جنبك مكاني"، مع إطلالة خاطفة لأغنية "ساندة عليك"، و"تنويعة" مختلفة البهارات من أغاني زمان، مثل "هتمناله الخير"، و"سكت ليه".
التنظيم سلس، والقاعة حملت بالطبع لافتة "كومبليت"، والجمهور تنوع بين مختلف الفئات العمرية وحتى العائلات و"الكابلز"، الضيوف أبرزهم الإعلامي محمود سعد وسيناريست تامر حبيب والفنان محمد شاهين، والحفلة في مجملها "تجربة لا تعوض"، فيكفي سماع أنغام "لايف".
الحفلة تعتبر أول ظهور حي لأنغام في دار الأوبرا بالجامعة، والتي تحضر في جعبتها عدة مفاجآت احتفالية تظهر في الفترة المقبلة، فستكون أنغام بداية لعدد من الحفلات الموسيقية الكبرى، مثلما قال محمد حسانين، مدير العلاقات العامة بالجامعة، في تصريح خاص لـ" البوابة"، فبداية من حفل الفنان مدحت صالح، مساء 20 ديسمبر، وبعده بيومين الحفل الثاني لأنغام، ومن ثم ختام السنة باحتفالية الفنانة ريهام عبد الحكيم، مساء 27 ديسمبر، والحفل المنتظر لأمير الغناء العربي هاني شاكر 21 يناير، بمصاحبة أوركسترا أوبر جامعة مصر بقيادة المايسترو سليم سحاب.
