الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بابا الفاتيكان يتوجه برسالة سلام ومصالحة لأفريقيا الوسطى

البابا فرانسيس بابا
البابا فرانسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توجه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، اليوم الأحد، برسالة سلام ومصالحة من أفريقيا الوسطى التي تفجر فيها العنف بين المسيحيين والمسلمين، حيث تطرق البابا إلى الصراع الذي تعاني منه البلاد ليقسم عاصمتها ويجبر ما يقرب من مليون شخص على الفرار من منازلهم.
وقد انضمت فتيات المدارس في زي باللونين الأبيض والأصفر هي ذاتها ألوان علم الكرسي البابوي، ونساء يرتدين الأزياء الأفريقية التقليدية مزركشة، والتي نقش عليها وجه البابا، إلى الحكومة وسلطات الكنيسة للترحيب بالبابا في مطار بانجي وسط إجراءات أمنية مشددة.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن البابا قوله، في معسكر القديس ساوفور الكنسي، "أمنيتي لكم، ولجميع مواطني أفريقيا الوسطى هي السلام"، ودعا البابا الجميع إلى الهتاف "جميعنا إخوة، جميعنا إخوة، لأننا إخوة نريد السلام".
ومثلت زيارة البابا اليوم الأحد، لحظة نادرة من البهجة في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث قام متمردون مسلمون بالإطاحة بالرئيس المسيحي الديانة في بدايات عام 2013، معلنين بدء حكم جديد، الأمر الذي أسفر عن رد فعل عنيف وسريع ومرعب ضد المدنيين المسلمين عندما غادر زعيم المتمردين السلطة العام الماضي.
وعلى مدار الأشهر الأولى من عام 2014، استهدفت العصابات المسلمين في الشوارع بقطع الرقاب وتقطيع الأوصال وحرق الجثامين ففر عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين إلى تشاد والكاميرون المجاورتين للنجاة بحياتهم، والآن فإن العاصمة التي كانت تضم 122 ألف مسلم لم تعد تضم سوى 15 ألفًا، وفقًا للأرقام التي أصدرتها منظمة (هيومان رايتس ووتش).
وفيما احتفلت الجموع المنتشية بزيارة البابا وبرسالة التضامن، ظل آلاف المسلمين محاصرين في الحي (بي كي 5) غير قادرين على المغادرة نظرًا لأن مقاتلي الميليشيات المسيحية المسلحة، والتي تسمى (أنتي بالاكا)، قامت بتطويق الحي.
ويعتزم البابا فرانسيس زيارة الحي المضطرب صباح غد الإثنين للقاء الإمام والمسلمين في المسجد قبل الاحتفال بقداس ختامي قبل العودة إلى روما.
وكانت الاشتباكات الطائفية قد خلفت خلال الشهرين الماضيين مائة قتيل على الأقل، لكن الإجراءات الأمنية الأخيرة في بانجي غير المستقرة أسفرت عن الحد من إطلاق النار بشكل نسبي.
ولدى ترحيبها بالبابا فرانسيس في القصر الرئاسي، تقدمت الرئيسة كاثرين ساما بانزا بالشكر إلى البابا لتقديمه "درسا في الشجاعة" بتخطيه المخاوف الأمنية للإقدام على الزيارة، وقالت إن وجوده عبر عن "انتصار الإيمان على الخوف"، وأعربت عن أملها في أن تسفر زيارة البابا عن طرد "شياطين الانقسام والكراهية وتدمير الذات إلى الأبد من أراضي أفريقيا الوسطى".
في المقابل، قال البابا إنه قام بالزيارة في حج من أجل السلام، وليبقى رسولا للأمل، وفي مسعى للحث على المصالحة والسلام ونزع السلاح، وأضاف أنه يأمل في أن تمكن الانتخابات ـ المقرر إجراؤها الشهر المقبل ـ البلاد الممزقة بفعل الصراع من أن تبدأ بهدوء مرحلة جديدة من تاريخها.