أكد نقيب الصحفيين يحيي قلاش، ضرورة تكاتف الإعلام العربي بكافة مكوناته لمواجهة التحديات الضخمة التي تتعرض لها الأمة العربية، خاصة في تلك اللحظة الفارقة والحرجة من تاريخها، والتي يتم فيها تنفيذ مخطط إعادة صياغة وتقسيم المنطقة.
وقال قلاش - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم اليوم الأحد، على هامش مشاركته في اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب - إن الإعلام العربي يجب أن يكون قادرا على أداء دوره بإيجابية، لكي يواجه ما يحاك بالمنطقة من مخططات، مشيرا إلى أهمية أن يؤدي الإعلام دوره بحرية وبمسئولية في نفس الوقت.
وأضاف أن اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بالخرطوم، سيكون على جدول أعمالها تلك الموضوعات المهمة، مؤكدا أنه يجب ألا تكون أولوياتنا معكوسة، لافتا إلى وجود صراعات عربية - عربية، ووقيعة بين بعض الشعوب العربية، مما يؤكد وجود قصور إعلامي كبير.
وشدد على ضرورة أن يتوحد الإعلام العربي على صيغة مشتركة تجعله يمكن من أداء دوره في مواجهة ما يحيط بالمنطقة من مخاطر وتحديات، مشيرا إلى ضرورة النظر في إعادة تأسيس اتحاد الصحفيين العرب ليكون مبنيا على رؤية جديدة تمكنه من لعب دوره الحقيقي في تلك اللحظات الحرجة، حتى يكون مواكبا لما يحدث بالمنطقة.
وأكد أن مصر تواجه وتتعرض حاليا لتحديات كبيرة داخلية وخارجية، وأنها مستهدفة من هذا المخطط، الذي ينفذه الإعلام الغربي داخل المنطقة العربية.
وأوضح أن مجلس نقابة الصحفيين عقد اجتماعا عقب حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء، لمتابعة ردود الأفعال للإعلام الخارجي المصاحبة بعد هذا الحادث، مؤكدا وجود محاولات لحصار مصر وفرض إملاءات عليها بطريقة صارخة، مشيرا إلى أنه تم بعدها الدعوة لاجتماع عام ضم رؤساء التحرير وكبار الكتاب والإعلاميين بمصر، كما تم دعوة كل الأطراف المعنية بالإعلام في مصر، حيث تم الاتفاق على ضرورة أن يؤدي الإعلام المصري دوره بإيجابية، خاصة وأن مشهد الإعلام المصري يبدو "مرتبكا"، وأن هناك الكثير من الملاحظات على أدائه.
ورأى أن هذا الوضع لن يتم علاجه إلا بالتنظيم، لافتا إلى أن دستور البلاد عام 2014، يوجد به الكثير من المواد التي تنقل الإعلام نقلة كبيرة.
وقال إن التحدي الحقيقي بعد الدستور، هو كيف نترجم تلك المواد إلى تشريعات تؤدي إلى تنظيم المشهد الصحفي، مؤكدا أنه تم الانتهاء من التشريعات الخاصة بمشروع القانون الموحد للإعلام والصحافة، وأنه تم مناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء، لسرعة إقرار مشروع القانون الموحد الذي تقدمت به "لجنة الخمسين"، والتي ضمت كل الأطياف والجهات الممثلة للإعلام المصري.
وتابع "طلبنا خلال الاجتماع أن يتم إقامة نقابة للإعلاميين، حتى يكون هناك ميثاق شرف إعلامي، ويكون منوط بها تنفيذه في حالة الخروج عن هذا الميثاق، مضيفا أنه تمت المطالبة خلال الاجتماع بأن يكون هناك "مدونة سلوك مهني"، تلتزم بها كل الأطراف لحين ظهور هذه التشريعات، على أن يخضع الإعلاميون الذين يعملون في الفضائيات من أعضاء نقابة الصحفيين في محاسبتهم، لميثاق الشرف الصحفي، لحين صدور ميثاق الشرف الإعلامي الذي سيصدر عن نقابة الإعلاميين.
وحول أوضاع السودانيين في مصر، وما أثير مؤخرا في هذا الصدد، قال نقيب الصحفيين إن من أسباب حرصه على حضور اجتماعات أمانة اتحاد الصحفيين العرب، علمه أنها ستنعقد بالخرطوم، مؤكدا أنه سيعقد على هامش الاجتماعات لقاء مع رئيس اتحاد الصحفيين بالسودان الصادق الرزيقي، للتباحث حول ما يحيط بأجواء العلاقات في الفترة الأخيرة، لافتا إلى وجود كثير من الالتباسات في هذا الأمر.
وشدد على أنه من المستحيل وجود استهداف للإخوة السودانيين بمصر، وأنه لا يوجد حصانة لأي أحد يتجاوز القانون، مشيرا إلى أنه التقى مؤخرا بوزير الداخلية الذي أكد له عدم وجود أحد فوق المساءلة، وأنه قد توجد أخطاء فردية، ولكن لا يترك أحد بدون حساب.
وطالب بأن يكون الموضوع في حجمه وإطاره الحقيقي، مؤكدا أن السودان ومصر أشقاء، وجسد واحد لشعبين، ولن تفلح محالات البعض لإثارة الفتن بين شعبي وادي النيل، لافتا إلى ضرورة بحث أي مسائل عالقة عبر القنوات الدبلوماسية بعيدا عن الإعلام الذي يستغل بعضه هذا الأمر في إحداث الوقيعة، مشددا على أن الشعبين وعبر آلاف السنين، أحرص على تلك العلاقات من أي توجهات أو أزمات.
