الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بالصور.. مغامرة "سامعينك" بحي المرج.. مواقف وطرائف

مغامرة سامعينك بحي
مغامرة "سامعينك" بحي المرج.. مواقف وطرائف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وعلي ما يبدو أن " محمد زكريا "الشاكي، لم ينصفه القلم في توصيف الواقع الذي يحياه، حيث انحصرت شكواه في تهديد زوجته له بالطلاق أن لم يوفر لها مكانا آخر للعيش غير المنطقة التي تعيش فيها وتملؤها الضوضاء، شعرت برفاهية في الرسالة لذا قررت أن انتقل لمكان الشكوي وفك شفرة الرسالة.
انتقلت للمكان ذاته لالتقاط الحقيقة من واقعها وإذا بالعدسات تسجل مواقف وطراف لواقع متناقض يحياه على مضد سكان مدينة الأندلس - عزبة النخل الشرقية، التابع حي المرج.
"بدأت رحلتي، حيث انتهيت إلى منطقة تدعي "الشيخ منصور " وهي الجانب الغربي من حي المرج، التي تعد موقفا للميكروباصات التي لا تدع موطء قدم لمارة، وعلي الجانب الأيمن شاهدت مبنى تحاوطه القمامة من كل اتجاه وتتعاقب على زواره الحشرات بالتناوب ما جعلني أسأل عن ماهية المكان الذي فوجئت بأنه مكتب للإرشاد الزراعي فزالت التعجبات.
توجهت للجانب الآخر، حيث اليسار وكان لزاما عليا
أن انتقل للضفة الاخري من المنطقة عند الجانب الشرقي محل الشكوي، وهنا نصحني المارة بالصعود على كوبري "الزحلقة" أو كما يلقبه البعض كوبري "الشيخ منصور"، ومع صعودي للكوبري الفلكلوري شعرت وكأني وقعت في برنامج للكاميرا الخفية.
الكوبري يأخذ شكل هرمي يبدأ من الأسفل ثم يعلو تدريجيا ثم ينحدر بك للجانب الاجر دون درجات، الأغرب هو تساقط المارة على أرضية السلم بشكل فوجائي جعلني اقبض على الإطار الحديدي للكوبري دون أن اتفهم الأسباب.
وهنا استوقفت إسلام محمود من سكان المنطقة لأسألة عن سر التعويذة لهذا الكوبري فقال: "دا كان سلم "للبهايم" زمان، كان الفلاح ينقل به دوابه من الجانب الشرقي للاخر الغربي حيث كانت المنطقة قديما ارض زراعية ومزارع نخل،وعندما حل العمران استخدمه البشر ولكن بنفس الامكانيات التي اعدت للدواب إلا إن قام الحي بتطويره وتغطية ارضيته بـ "سيراميك" وهو ما يتسبب في تزحلق عشرات المواطنين بكل يومي.
ورغم حرصي المتناهي للحفاظ على سلامتي إلا إنني لم أكن أوفر حظا من سكان المنطقة حيث لاقيت نفس المصير أثناء الهبوط من هذا "الفخ " ولا اعلم كيف لعقلية هندسية أن تصنع كوبري بهذا النحو ومن مادة تدعو للتدحرج وتتسبب في كسور لكبار السن والأطفال.
عبرنا الكوبري بسلام وتوجهت لمدينة الاندلس شارع السويس بالتحديد والذي وردتنا منه الشكوي، فاذا الشارع وكأنه تحول لحديقة حيوانات متنقلة وكأن شعار المكان " حمار لكل مواطن " تكاد لا تجد عمارة سكنية الا ويقطن بجوارها عربو كارو ومعها حما وحصار يتصارعان أو احدهما منفردا بكلب أو يداعب قطة هاربة من بطش الخراف والنعاج بالاتجاه المقابل.
هناك لا مجال لعبور السيارات فالمكان مخصص للدواب ولعربات " العربجية" وتجار الحبوب بالمنطقة ممن استطوطنوا بالمنطقة منذ عشرات السنين.
"زريبة لكل عربجي " هذا هو حال الشارع، لا نستطيع التحدث في الهواتف، لا نملك رفاهية النوم قبل أن تنام الحمير والبغال، لا صوت يعلو فوق صوت الكلاب والماعز على من يتضرر تجهيز حقيبته أو عرض منزله للبيع والا اطلق عليه التجار زخائرهم التي لا تخلو من الباردو والطلقات _ هذا ما قاله الحج عبده امام مسجد الرحمة بالمنطقة.
وأضاف الرجل: رائحة الشارع أصبحت لا تطاق وبيت الله تدخله الحشرات والذباب من كل اتجاه ما جعل المصلين يعتكفون للصلاه في بيوتهم أو الذهاب لمساجد أكثر بعدا اتقاء لأذي ورواثي الحيوانات.
أما أم عاطف: تاجرة حبوب فلم تجد في الأمر غضاضة حيث قالت " أنا بفرش كل يوم ثلاثاء في السوق وابتاع الحبوب أبا عن جد فهي مهنتي ومهنة زوجي ورأس مالنا هو العربة والحمار فأين أتركهم، أبقي ساكنه في ملكي واسكن الحمار في شارع آخر عشان الجيران يرتاحوا؟ هما فاكرين نفسهم في المهندسين ما يعيشوا عيشة أهاليهم، وهنا انصرفت على استحياء عندما علت نبرة صوت المعلمة.
العلاقة بين الحمير والخيول والماعز علاقة تبدو في أعلي مستويات التناغم والتفاهم متجاهلين حالة الغضب والثورة التي تسببوا فيها للسكان، تتجول بينهم وتشعر وكأنهم " أصحاب الدار" وان الأهالي من أغراب وكفار قريش المستعمرون.
أما الأطفال فقد تعاملوا مع الواقع واصبحت الحيوانات جزء من واقعهم اليومي للفرار من بطش الأباء والامهات "المعلمين" أو المدارس الحكومية التي لا تؤتي أكلها، حيث أكد مصطي ابن المعلم رمضان الخضري قائلا: "بالليل بسرح بالفرشة مع ابويا اما في الليل فأقوم برعاية الحصان واللعب معه وبعدين أبيته وأنام.
"المبيت" سؤال فرض نفسه على عقلي، فأين تبيت كل هذه الحيوانات واجاب عنه مصطفى أن بعض التجار يبيتون حيواناتهم داخل بيوتهم في "الحوش" والبعض الاخر ممن يسكنون شقق يبيتون فوق العربة بالشارع بجوار الدواب.
أما مدام صباح التي تعمل في إحدى البنون وتسكن برج الحمد بالشارع المتناقض فقالت: والله يا افندم عايشين في سويقه وفوضي لا يتخيلها عاقل، والأبشع أن الحمير بكل هذاالعدد الذي نراه تنهق في آن واحد وكأنهم "بيردوا على بعض" ومن بعدهم تبدأ فقرة الكلاب والنباح ومطارة ولادنا، مواقف كثيرة محرجة نتعرض لها أثناء قيامنا بأي اتصال هاتفي، اصحابي بيقولولي انت عايشة في "زريبة".
ولأن الفرح والمأتم سنة الحياة كان سؤالنا عن أفراح هؤلاء التجار والمعلمين واذا بأم عمرو تنفجر وتقول: يمين بالله ما في فرح إلا ويقلب لمعركة حربية وشجار وضرب نار، نتيجة لشرب المخدرات والخناق على الرقاصة التي تزن أكثر من طن.
في نهاية الرحلة توجهت للقاء رئيس حي المرج فكانت الطرفة الأندر.. فالحي كله محاصر والطريق للمبني مغلق بالخرصانة العملاقة ومن منطلق "لا يأس مع الحياة "حاولت التسلل من بين المتاريس التي وضعها الحي ليحتمي من الأشرار حتى اصطدمت بعربات كارو جديدة ! وبيكيا وبقايا هدد وأخشاب وقمم من القمامة، فقررت أن انصرف وألا أتقابل مع مسئول غير مسئول.