الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بان كي مون.. إنت راجل بركة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتميز بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، مثله مثل أهل دول جنوب شرق آسيا، بوجه طفولى الملامح. تشع منه أمارات الطيبة والوداعة، خاصة عندما يتحدث ضاغطا على الكلمات مادا شفتيه إلى الأمام شبيها بصورة البطة التى انتشرت بين المراهقين على صفحات التواصل الاجتماعى. تسكن عيناه حالة يمكن وصفها بالاستسلام أو الضعف كأنه يتسول الانتباه من مستمعيه. يتحدث بصوت خفيض مهذب وفى أحيان كثيرة يتلعثم حتى وهو يقرأ من ورقة تلعثما ولجلجة لا تليق بمن يجلس على مقعد الأمين العام للمنظمة الدولية.
وقد نلتمس للسيد بان كى مون العذر، فقد تسلم موقعه عام ٢٠٠٧، وقد تحولت المنظمة الدولية لمبنى تم تفريغه من الأهداف التى أنشئت من أجلها، وأصبحت تلك الأهداف فى حفائر التاريخ بعد أن سيطر عليها عصابة الدول الرأسمالية الكبرى بكل سطوتها وتحرشها.
معذور فهو الرجل الطيب قليل الحيلة أمام آلات الدمار التى سكنت أروقة المبنى وتقود سياساته. معذور فقد بلغ من العمر ٧١ عاما وبضعة أشهر ولم يعد فى الصحة احتمال على «المناهدة» مع أوباما ونتنياهو وأتباعهما أمثال جون كيرى. فالرجل مع تقدم العمر وقلة الحيلة ليس قادرا على أن يصد أو يرد أو أن يشعر بوجوده أحد، فهو كالهواء فى المكان. خاصة عندما يتعلق الأمر بجرائم هؤلاء القتلة ومجرمى الحرب.
ولكن الرجل لإثبات الوجود نراه يزأر فى وجه مصر وكأنه «يا ولداه» يعوض كتمة النفس المفروضة عليه من أوباما وأتباعه، فقد خرج له صوت وطل بوجهه مكشرا عن أنيابه زاما شفتيه، ضاغطا على مخارج حروفه، ودون لعثمة أو ارتباك كالمعتاد أعلن أنه ليس «مستريحا» لما حدث فى مصر، قاصدا رفضه أو إدانته للمواجهة التى تمت بين القوات المسلحة المصرية وعصابة تهريب لمواطنين فى هجرة غير شرعية قادمين من السودان، متخذين من مصر معبرا إلى الخارج. تعاملت القوات المسلحة بما تفتضيه المسئولية لمنع الجريمة، فما كان من المهربين إلا إطلاق الرصاص على القوات فهل كان يرى السيد بان كى مون أن تقدم لهم قواتنا الورود أم أنه لا يدرك أن قواتنا المسلحة كانت تدافع عن حدود بلادنا وسيادتها.
ولكن لأن الرجل الطيب قارئ جيد بالضرورة لبوصلة الكبار فقد وجد فرصته للقيام بدور مضاف إلى دور هؤلاء بالضغط على مصر وحصارها وتشويه كل ما يحدث داخلها، واضعا نفسه فى موضع الوصى على بلادنا.بينما لم نسمع له صوتا حتى وإن خرج متلعثما متلجلجا يدين الجرائم الإسرائيلية فى فلسطين والجرائم الأمريكية فى عموم الكرة الأرضية، أو وعلى سبيل ذر الرماد فى العيون أن يدين الجرائم الإرهابية فى بلادنا، وكأنه يرى أن دماء مهربين يمارسون الاتجار بالبشر أغلى من دماء جنود يحمون بلادهم وشعبهم.
وقد قرر السيد كى مون أن «يهيص فى الهيصة» فالضغط والحصار والتشويه الدائر على مصر فى هذه الأيام فى أعلى درجاته بداية من تلاسن وزير خارجية إثيوبيا وحتى الادعاء بتعذيب سودانيين وسحلهم فى شوارع مصر، بينما- وهذا موضوع آخر- تم اكتشاف أن الصور المستخدمة فى هذه القضية صور لفض اعتصام مهاجرين فى عام ٢٠٠٥ ولكن وكما يقول المثل الشعبى «الغرض مرض»، فالغرض هنا هو إحكام الضغط على مصر من أكثر من اتجاه.
من هنا دخل الرجل الطيب «ليزيط مع الزائطين» لذا فهو يحتاج لنصيحة مخلصة هى أن يقوم بشغله كما ينبغى، وليس كما تريد دول الاستعمار الرأسمالى المتوحش، ونتمنى له الشفاء من الحول السياسى الذى يمنعه من رؤية ما حوله وفقا لإشارة أصابع من يتحكمون فى القرار داخل المنظمة الدولية، وهى الأصابع التى تملى عليه اتجاه الرؤية. ننصحه رغم أنه لن يسمع النصيحة، وسوف يكتفى بالتعامل معهم بصفته «راجل بركة».