رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

تفاصيل 4 أيام من "ثورة الأقصر" على "الداخلية"

بدأت بضبط «شبيب» بتهمة حيازة مخدرات

ثورة الأقصر على الداخلية
ثورة الأقصر على الداخلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أهالى «العوامية» اتهموا 4 ضباط بتعذيب مواطن حتى الموت.. وتجمهروا أمام «قسم شرطة البندر» 5 ساعات من «الكر والفر» أمام مديرية الأمن.. وغلق المدارس والوحدة الصحية والشوارع الرئيسية المجاورة
 ضبط 24 متجمهرًا وإصابة 11 مواطنًا وضابطًا وفرد شرطة.. وتدمير 4 سيارات تابعة للمديرية
تشهد محافظة الأقصر، منذ الأربعاء الماضي، حالة من التوتر والاشتباكات «الدامية» بين الأهالى وقوات الشرطة بمنطقة «العوامية»، وسط مدينة الأقصر، إثر مقتل مواطن داخل حجز قسم شرطة البندر، بعد أن تم اقتياده من إحدى المقاهى وبحوزته أقراصًا مخدرة. وترصد «البوابة» تفاصيل ٤ أيام عصيبة مرت بها المحافظة الجنوبية. 
البداية، كانت صباح الأربعاء الماضي، عندما توجهت قوة أمنية إلى إحدى مقاهى منطقة «العوامية» التابعة لـ«بندر الأقصر»، ثم ألقت القبض على شخص يدعى «طلعت شبيب الرشيدي»، ٤٧ عامًا، لحيازته ٧٤ قرصا مخدرا، وتم اقتياده لديوان القسم للتحقيق، وتحرير محضر بالحيازة حمل رقم «٧٥٢٣ إدارى قسم شرطة الأقصر»، بعدها بفترة وجيزة علمت أسرته بنقله إلى «مستشفى الأقصر الدولي» جثة هامدة.
على الفور تجمع عدد كبير من أسرته وأهالى «العوامية»، وتجمهروا أمام مبنى قسم شرطة البندر، احتجاجًا على مصرع ابن منطقتهم داخل ديوان القسم، مؤكدين وجود «آثار تعذيب» بجثته، ومتهمين ٤ ضباط بتعذيبه، ما أسفر عن وقوع اشتباكات بينهم ورجال الشرطة أمام القسم.
امتدت تلك الاشتباكات إلى مقر مديرية الأمن بشارع «المدينة المنورة» التى شهدت ٥ ساعات من «الكر والفر» بين الأهالى وقوات الشرطة بالشوارع الجانبية بمحيطها، وتم غلق المدارس المجاورة والوحدة الصحية والشوارع الرئيسية بالمنطقة، إلى أن تمكنت القوات من فض تجمع الأهالى باستخدام الغاز المسيل للدموع، وسيارات فض الشغب. لم يسكت المتجمهرون وقطعوا الطريق أمام فندق «جولى فيل» بوسط المدينة، احتجاجًا على ما حدث، وتعاملت قوات الشرطة معهم إلى أن تم فض تجمعهم مرة أخرى باستخدام الغاز المسيل للدموع .
وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على ٢٤ من المشاركين بالاحتجاجات أمام المديرية، وأسفرت الاشتباكات عن وقوع ٦ إصابات، وإحراق كشك شاى ملك لأحد المواطنين وسيارة ربع نقل ملك لأحد الخفراء بقسم الشرطة، إلى جانب إصابة الملازم أول سمير هانى حسن، ٢٤ سنة، معاون مباحث قسم شرطة الأقصر، ومرسال حماد حفني، ٤٠ سنة، رقيب شرطة، وطه عيد أحمد، ٣٢ سنة، عريف، وحمادة مهران عبد الرحمن، مجند، وكمال مصطفى طايع، مجند، وكلهم مصابون بكدمات وسحجات متفرقة، كما تم حرق سيارة شرطة، وتدمير ٣ سيارات أخرى، وحرر محضر بتلك الوقائع حمل الرقم «٧٥٢٤ إدارى قسم شرطة الأقصر». 
بعد ذلك، توجه الأهالى إلى مقر «مستشفى الأقصر الدولي»، لتسلم جثة المتوفى، وكشف التقرير الطبى الصادر من المستشفى حول وفاته أنه وصل إلى المستشفى جثة هامدة بعد منتصف الليل، برفقة رجال الإسعاف وأفراد الشرطة، وتم نقل الجثة تحت تصرف النيابة إلى مشرحة المستشفى لحين صدور أمر بشأنه من قبل النيابة العامة.
وخرجت تصريحات من مديرية الأمن تؤكد عدم صحة ما تم تداوله حول واقعة تعذيب الشاب حتى الموت بقسم الشرطة، موضحة أن السجين تعرض لحالة إعياء شديدة أدت إلى وفاته أثناء نقله إلى المستشفى، وأنه تم إلقاء القبض عليه أثناء تواجده على إحدى المقاهى وبحوزته كمية من المواد المخدرة، وفور وصوله إلى القسم أصيب بحالة من الإعياء الشديد، ما استدعى نقله إلى «مستشفى الأقصر الدولي».
وعادت الحياة إلى طبيعتها بموقع الاشتباكات بين الأهالى والشرطة بالمنطقة المحيطة بقسم شرطة الأقصر، صباح الخميس الماضي، وقام القسم بإغلاق كل الخدمات التى يقدمها مثل الفيش والتشبيه وغيرها، لحين استقرار الأوضاع بالمنطقة، إلا أن عددًا كبيرًا من أهالى مدينة الأقصر خرجوا أول أمس الجمعة، احتجاجًا على مقتل «شبيب» نتيجة «التعذيب»، وهتفوا: « الداخلية بلطجية» و«عايزين حق الشهيد»، مطالبين بإقالة مدير الأمن ورئيس المباحث وعدد من ضباط القسم.
وبادر عدد من النشطاء برسم «جرافيتي»، بعنوان: «مفيش حاكم بيتحاكم»، تم تداول صوره بصورة كبيرة بمواقع التواصل، ولكن سرعان ما تم فض تلك التظاهرات، وبعدها شهد «ميدان صلاح الدين» وسط الأقصر اعتصام المتظاهرين لبضع ساعات دون تدخل لقوات الشرطة، ثم تم فضه بعد تلقى وعودًا من مساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد بمحاسبة المخطئين، وأنه تمت إقالة أحد ضباط القسم، واستمرار التحقيق مع الآخرين من قبل النيابة وجهات التفتيش بوزارة الداخلية.
«البوابة» انتقلت إلى منزل «شبيب»، وتبين أن والديه متوفيان، وكان يعول ٥ أفراد «زوجته و٤ أبناء»، أكبرهم فى المرحلة الثانوية، والأصغر لم يتعد ٤ أعوام. وقال محمد أبو زيد، أحد جيرانه إن «طلعت» شخصية محبوبة ومعروفة من الجميع، ولديه علاقات عديدة طيبة مع الجميع، لكن حالته المادية سيئة جدًا، عقب انهيار السياحة، خاصة أنه يبيع أوراق البردى للسياح أمام معبد الأقصر.
وأضاف أبو الحسن حجاجا ، أحد أقارب «شبيب» أنه لم يكن مريضًا أو مصابًا وقت القبض عليه من قبل رجال الشرطة، وفوجئوا بعدها بوقت قليل بنبأ وفاته، الأمر الذى يؤكد تعرضه للضرب المبرح والتعذيب الشديد داخل ديوان بندر الأقصر، مشيرًا إلى أنهم لدى تواجدهم فى المستشفى عاينوا جثة قريبهم، فوجدوا بها آثارًا للضرب على رأس المتوفى، بالإضافة إلى تعرضه للصعق بالكهرباء بمنطقة البطن. على جانب آخر، نظم عدد من ضباط وأفراد البحث الجنائى والمرور بمديرية أمن الأقصر، بقيادة مساعد وزير الداخلية اللواء عصام الحملى مدير الأمن، وقفة تضامنية، أمس السبت بمنطقة العوامية وسط الأقصر، للتصالح مع الأهالى بعد واقعة وفاة «شبيب» داخل السجن، وحملوا لافتات مكتوبًا عليها: «نعلن نحن مديرية أمن الأقصر قيادة وضباطًا وأفرادًا عن خالص تعازينا لأبناء العوامية وأهالى محافظة الأقصر فى وفاة المغفور له بإذن الله المرحوم طلعت شبيب، وأن شرطة الأقصر تعلن عن استعدادها الكامل للتعاون فى التحقيقات الموسعة التى تجريها النيابة العامة.. وسنطبق القانون على أى فرد حال ثبوت تورطه فى الاعتداء على الفقيد قبل وفاته ولو بكلمة جارحة».