الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ننشر تقرير اللجنة الوزارية بالآثار لفحص ترميم القناطر الخيرية ومطابقتها بشروط اليونسكو.. أعمال الترميم الجارية لا تخالف المواثيق الدولية.. وتردد الشائعات نوع من الإحباط لوقف العمل لأسباب خلافية

القناطر الخيرية
القناطر الخيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور عبد الحميد كفافى، مدير التخطيط والمتابعة، إن اللجنة الوزراية المشكلة لفحص أعمال الترميمات للقناطر الخيرية قد انتهت مؤخرا من تقريرها، والذي قامت برفعه لوزير الآثار لمطابقة مدى التزام عملية الترميم بضوابط منظمة اليونسكو.
ويكشف التقرير الذي حصلت" البوابة نيوز" على نسخة منه، أن أعمال الترميم الجارية تجرى على أعلى مستوى علمى وأثرى وأن أبراج القناطر الخيرية قد أضيفت إليها إضافات في عام 1988 نتيجة ضعف الطوب الأحمر، فقامت وزارة الرى بعمل تكسية لبرجين من الأبراج حماية لهما من عوامل التعرية والتآكل، بما يؤكد أنه عندما قامت لجنة الترميم بالدراسة لحماية وصيانة الأبراج كان الاتفاق على أن لايتم إزالة طبقة التكسية المضافة عام 1988، وقد سجلت القناطر الخيرية بسجلات الآثار 1989 أثار عصر حديث، وفى الحقيقة فإن أعمال الترميم والتطوير لهذه الأبراج وغيرها تخضع للحالة التي عليها طبقا لماتقره مبادئ وتوصيات المواثيق الدولية، حيث يرى اليونسكو أن الصيانة هي تدابير وقائية وإصلاحية وتدابير تحددها التشريعات، وأن الصيانة تستهدف الحفاظ على المظهر التقليدي والحماية من كل بناء أو إعادة تشكيل والتي قد تختل بسبب علاقات الأحجام والألوان القائمة بين الأثر والبيئة.
كما يرى اليونسكو أن الصيانة تتضمن هدم الذي لا قيمة له وإزالة الإضافات غير الأصلية، ويركز الميثاق الاسترالي ( ميثاق بورا) على أن الصيانة هي عمليات العناية بالأثر من أجل الإبقاء على المغزى الثقافي، أما الصيانة المتعاقبة فهي تعنى بإزالة التراكمات من التلف الذي قد علق بالمادة الأثرية سواء في القشرة السطحية للأثر من جراء التغيير الكيميائي نتيجة تعرضها للعوامل الجوية أو الملوثات. كذلك فإن حماية المبنى وعناصره من أخطار الاهتزازات وأخطار المياه هي من أهم أنواع هذه الصيانة، حيث إن أي تأجيل في هذا النوع من أنواع الصيانة، يمكن أن لا يسبب ضررًا فوريًا، ولكنه يؤدى إلى التحلل البطيء للمواد الأثرية، إن التفاعل بين سبل الصيانة القديمة والحديثة للمواد الأثرية يمكن أن يكون خطوة جادة، كذلك فإن نظم السيطرة البيئية إضافة إلى معرفة تصميم المبنى وتوحيد طرق الصيانة للمباني الأثرية يوضح سبل الصيانة ويحدد إستراتيجية صيانة الآثاربالمقارنة بالمواثيق الدولية، لذلك فقد كانت الخطوة الأولى تستهدف عدم إزالة طبقات الملاط التي تمت منذ عام 1988 وطبقا لما ذكر أن الحماية كانت من أهم الأمور ولكن بشرط أن لاتختل علاقات الكتلة مع اللون، لذلك قامت لجنة الترميم المشرفة بالاتفاق مع الأثريين بالمنطقة إلى الرجوع للألوان الأصلية قبل طبقة الملاط المضافة والتي تم التأكيد عليها أنها من الأكاسيد الحمراء المضافة اليها الوسائط وماء الجير كنوع من أنواع التقوية وكنوع من الصيانة المستدامة لوجود الأبراج بمكان يكثر فيها تكاثف الماء ووجود الهاليت الذي يمكن أن يؤثر سريعا بالتلف على مواد البناء لهذه الأبراج، ولذلك رأت أن أعمال الترميم الجارية تسير وفقا للأعمال العلمية ولا تخالف المواثيق الدولية وانما تردد الشائعات هو نوع من الاحباط لوقف العمل لأسباب يمكن أن تكون خلافية.
ونفى تقرير اللجنة نفيا قاطعا لاستخدام تلوين الطوب الأثرى، مؤكدا أن ذلك لم يحدث لأنه لم يتم تلوين الطوب، لأن جدران البرج الشمالى الشرقى مغطاة بطبقة محارة تم وضعها في عملية تطوير وتجديد لقناطر محمد على الأثرية قد قامت بها وزارة الرى سنه١٩٨٨قبل تسجيل الأثر ١٩٨٩ وقد وضع المقاول هذه المحارة على الجدران لحمايتها وتدعيمها، حيث كان الطوب متآكلا وضعيفا وبه الكثير من الفجوات والنحر والثقوب وقامت لجنة من مفتشى آثار غرب القاهرة والقليوبية ومرممى إدارة ترميم آثار غرب القاهرة والقليوبية بمعاينة طبقة المحارة (الفطيسة) واتفقت في محضر رسمى على إبقاء هذه المحارة ومعالجتها وترميمها بالطرق العلمية، لأن إزالتها ستؤثر سلبا على السلامة الإنشائية للبرجين والتي أصبحت جزءا من الأثر،
وذكر التقرير أن الشائعات التي ترددت بشأن استخدام ألوان الزيت والبلاستيك وكيماويات البناء الحديث في تلوين البرج مجرد "مغالطة"، فقد تمت عملية تلوين وصبغ طبقة المحارة بالأكاسيد الطبيعية وماء الجير وخلات الفينيل المبلمرة، مضافا إليها مضادا فطريا وهذة التركيبة من أكاسيد ومواد طبيعية تستخدم في ترميم الآثار، وهى للتقوية والدهان في نفس الوقت، حيث إن خلات الفينيل المبلمرة مادة تقوية ووسيط للون وماء الجير من مكونات طبقة المحارة، وهو مادة مقوية وعازلة للرطوبة في نفس الوقت ويمكن التأكد من ذلك بالعودة إلى الموقع ورؤيته على الطبيعة، أما لون الصبغ للدهان الأثرى الطوبى فهو نفس لون الطوب الأثرى المبنى منه قناطر محمد على، وقد تم الاتفاق مع التفتيش الأثرى بمحضر على تنفيذ هذا اللون لإحداث نوع من التناسق الجمالى بين أبراج القناطر الخيرية، حيث إن اللون الذي كان موجودا مخالف للون الطوب الأثرى بالبرج (النبيتى) مع ملاحظة أن أبراج فرع دمياط بخلاف البرجين الشمالى الشرقى والغربى غير مغطاة بطبقة ملاط وبعد تنظيفها وترميمها سيتأكد ظهور ووضوح لونها الطوبى الأثرى المبنى منه هذه الأبراج.
وأكدت اللجنة أن إطلاق الشائعات وترددها أثناء أعمال الترميم والصيانة هو بمثابة وقف للعمليات الجراحية التي يمكن أن يلتفت فيها الطبيب بعيدا عن المريض فيموت، لذلك نرى أن الحكم بعد الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة سيكون له واقع ملموس، لأن هذه الأعمال الجارية تتم وفقا لحاجة العمل وعلى مستوى عال من المهارة.
يذكر أن اللجنة الوزارية التي أعدت تقريرها تضم كلا من الدكتور عبدالحميد الكفافى مدير عام التخطيط والمتابعة لترميم الآثا، والدكتور ضاحى أبوغانم مدير عام ترميم المخازن، والدكتور طلعت محرم مدير عام ترميم الآثار الإسلامية بشمال القاهرة.