الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

كايروكي.. 12 سنة عدت ولسه ع القمة

"بتسمع كايروكي؟ آه.. حضرت عيد ميلاده؟ لأ .. يبقى متعرفوش"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"من كل جهات المدن الخرسا، ألوف شبان زاحفين بينادوا بموت الفجر".. فور سماعك أمير عيد ينطق بهذه الكلمات، تجد نبضاتك تلقائًيًا انتفضت بزيادة نبضة تلو الأخرى، تتدفق في شرايينك دفعات من أدرينالين الحماسة، مرفقة ببعض خيوط ذكريات أيام مضت، عن "ثورة" كانت ولم تكن، "فورة" حركة تنتابك لحظيًا استعدادًا لسماع دوي كلمات تعد من أقوى ما نطق به الباند في مشواره، تجد لسانك بشكل لا إرادي يكملها "بلدي بربيع وصباح، لسه في قلبي هديل الينابيع، لسه في صوتي صهيل المصباح، لسه العالم حي رايح جي" ولن تمنع نفسك من "التنطيط" من هول التشويق والحماس المضاعف.

"دخلة" ولا أروع اختارها كايروكي لتكون بمثابة صفارة الانطلاق لسباق احتفاله الضخم بعيد ميلاده الثاني عشر، وسط آلاف من عشاقه، ممن "احتلوا" ساحة النهر بساقية الصاوي على مدار يومين متتاليين بواقع أربع ساعات يوميًا، حفر الباند بكل "استحقاق" اسمه في تاريخ حفلات المزيكا المستقلة ومجال الأندرجرواند، بكونه أول فريق يأخذ زمام المبادرة والمغامرة في نفس الوقت بتقديمه حفلتين "ورا بعض" في نفس اليوم وعلى مدار يومين، في "مقامرة" على جماهيريته التي تعد قاعدتها من أكبر قواعد "الفانز" لباند تمكن من خطف انتباه مسامع مساحة عريضة من المستمعين و"المهووسين" بأغنياته وموسيقاه، بمختلف الفئات العمرية، والتي ارتكزت أغلبيتها على صغار السن والشباب ووصل صداه للكبار، باند أبسط ما يقال عنه "بيعرف يسوق لنفسه"، بيقدر يخطفك"، يستطيع منعك من الشعور بالملل مهما كررت سماع تراكاته أو حضرت له حفلات "لايف".


"بتعرف كايروكي؟ آه.. طيب حضرتلوا حفلة لايف؟ لأ .. يبقى متعرفوش".. جملة علقت في أذهاني طويلًا فور سماعها من "فانز" الباند، خاصة ممن لم يتخطى عمرهم العشرين، تثبت بكل بساطة مدى عمق "حالة الإدمان" التي أعطاها الباند لجمهوره عبر "سرنجات" أغنياته، وإطلالاته الحية "الخاطفة للأنفاس"، إن جربت مرة حضور حفلته "لايف" في مرة تلو الأخرى ستشعر بالفرق مهما تكررت نفس "البلاي ليست"، يقدم "شو" حماسي أكثر منه غنائي اعتيادي، أغنياته محفوظة عن ظهر قلب، تتردد كلماتها من قبل الجمهور أحيانًا أكثر من "أمير" الفوكال، تتردد الصيحات في أرجاء المكان طول مدة الحفل دون توقف، لن تجد أحدًا من الحضور "واقف ساكت" أو "مبيتحركش"، فالكل في حالة "هايبرة" متواصلة لا تتوقف سوى مع غلق الستار.


تخيل تلك الحالة من "الحراك" الجماهيري والزلزلة المستمرة من "هيجان" الحضور ممن يتخطى أعدادهم أكثر من 3 آلاف شخص في مساحة ضيقة جدًا تستقبلها الساقية، تخيل "جرعات" الحماس والأفورة في "الاستمتاع" تتضاعف على ضفاف النيل و"تحت الكوبري"، لمدة 4 ساعات متواصلة، اسرح في خيالك أكثر، في جملة "عيد ميلاد كايروكي"، فكيف يمكن لباند كبير مثله أن يحتفل بمرور 12 سنة على بدايته، ستيدج خاطف للنظر، مع إضاءة "مثيرة للانتباه" و"شاشات" عرض لكليباته الشهيرة، ووصلة أغنيات تخطت حاجز العشرين تراك، مر خلالها برحلة طويلة المدى من "كوكتيل" ألبوماته، بداية من "مطلوب" زعيم"، وصولًا إلى "ناس وناس".


"احنا الشعب" كانت البداية، التي امتزجت بقوة محتوى "اثبت مكانك هنا عنوانك، ده الخوف بيخاف منك، وضميرك عمره ما خانك"، لتكون كفيلة لإشعال فتيل الـ"أووووه" الجماهيرية ووصلة من الصراخ والهتافات المدوية التي وصل صداها لبر الساقية الثاني، زادت للضعف بالطبع مع لحظة دخول زاب ثروت، بنيران كلمات "مطلوب منك السكوت تكون إنسان بديل، مطلوب تسكت تموت أو تعيش أسير"،  لتتم تهيئة الأجواء للدخول في "قوقعة" المتعة اللامتناهية، و"الهايبرة" عالية الأثير، التي زادت لثلاثة أضعاف مع أداء "صوت الحرية"، الأغنية التي تجمع بين الباند وإطلالة هاني عادل، ممن أصر على مشاركة الفريق حفلة عيد ميلاده في اليوم الأول، ليكون ظهوره جنبًا إلى جنب مع أمير عيد على مسرح واحد، كافية جدًا لنشر جو "الجنان" على الحضور، ممن اشتاقوا لمثل هذه اللحظة منذ مدة طويلة، لحظة أعادت ذكريات أيام الثورة، أيام ما كان الشعب بكل أطيافه متشبثًا بأمل التغيير في ميدان واحد، والكل ردد كلمات "في كل شارع في بلادي صوت الحرية بينادي"، التي سجلت "لايف" من التحرير في كليب الباند الذي ساعد على شهرة الفريق واتساع رقعة جماهيريته بلمسته الغنائية الثورية.


وأبى كايروكي إلا وأن يحيي تلك الذكريات بوصلة أغنيات "مطلوب زعيم"، فتخيل مثلًا أن تسمع "ياه يا الميدان" لايف، وخلفية المسرح يكون "الكليب" مع عايدة الأيوبي، تخيل أن تردد "ساعات بخاف تبقى ذكرى، نبعد عنك تموت الفكرة، نرجع تاني ننسى اللي فات، نحكي عنك في الحكايات"، لن تمنع نفسك من تكرار كلمة "ياااه" في بالك، وتجدك تكرر الكلمات عن ظهر قلب، حالة من "الانتفاضة" التشويقية نشرها كايروكي في أرجاء الحفل، هدأت وتيرتها قليلًا مع "المود" الهادئ نسبيًا مع ألبوم "وأنا مع نفسي قاعد"، وأغنيات "تايه" و"لكن إحساسي مش كفاية"، والتي نثرت جوًا من "السرحان" خاصة في جو كلمات "وأنا هنا مع نفسي قاعد، سألت نفسي مش بتجاوب، مع يأسي دايمًا بتخانق، جوا نفسي لوحدى بغرق".


"نقلة" مفاجئة أدخلها الباند على "مود" الحفل، بدخوله لدنيا أغنيات ألبوم "السكة شمال"، عبر تراكات "انتي عايشة في مسرحية" و أجمل ما عندي"، والتوزيع الأكثر من رائع لأغنية "غريب في بلاد غريبة"، والتي تعجز عن منع نفسك من الرقص على وقع المزيكا، ورومانسية "ياترى فاكر وللا ناسي"، وطبعًا القوة المفرطة المختزلة في عبارات "نفسي أفجر الشوارع"، و"بس بلدنا مش عاوزانا وبتدينا على قفانا، السكة شمال واليمين مش شغال على فين رايحين"، جمل نشرت حبوب طلع الأفورة الحماسية من جديد، بعد فرش "زاب" لسجادة التشويق عبر أغنية "احنا جيل وانتوا جيل"، والتي أعقبها بأداء أجدد أغنياته التي كشف عنها لأول مرة، بمشاركة "غير اعتيادية" من  الدرامر تامر هاشم، زاب الذي زاد احتفال الباند بعيد ميلاده "لعيدين" عبر "تورتة" خاصة، نثرت جوًا من البهجة على جمهور اليوم الثاني، والتي أعقبت أيضًا بمشاركة "غير متوقعة" للمطرب عبد الرحمن رشدي، والذي خطف مسامع الحضور بأغنيته الأشهر "ياروح تطيبي بأرواحهم" والتي أعادت ذكريات حفلة الساوند كلاش الأخيرة التي جمعت بين كايروكي وشارموفرز، وكانت أول لقاء يجمع بينه وبين جمهور الباند.


تصاعدت ضربات القلب من فرط الانبهار والمتعة حتى وصلت للقمة مع لحظة أداء أغنيات "ناس وناس"، أجدد ألبومات الباند، والذي حقق نجاحًا استماعيًا وتجاريًا واسع المدى خلال موسم إطلاقه منذ أشهر، بهارات غنائية حارة قدمها الباند لعشاقه بداية من "جينا الدنيا في لفة"، وجرعة الأمل المصاحبة لـ"كل حاجة بتعدى"، ورومانسية "نعدي الشارع سوى"، و"حالة "مربوط بأستيك وسط ناس بلاستيك"، لتكون كلمات ناس وناس أفضل خاتمة لإحدى أفضل حفلات كايروكي على الإطلاق، التي اعتبرت سابقة في حد ذاتها لباند في ساحة المزيكا المستقلة، يغامر بتقديم أربع حفلات "ورا بعض"، وتحمل جميعها لافتة "كامل العدد" في رسالة شديدة اللهجة لكل محبيه وحتى "اللي مش بيحبوهم" أن جماهيريتهم تتخطى مجرد "قاعدة فانز كبيرة" بل وإنما يكمن السر في "عشق" جمع الباند وجمهوره على محبة "المزيكا".


 نجاح يحمل على عاتق مانجر الباند ريم الوزيري وهادي لبيب، مسئولية الحفاظ على مكان الفريق في القمة، تقول ريم: "وصلنا لحد معين مينفعش نقل عنه، ومطلوب مننا نتطور أكتر ونحافظ على نجاحنا"، في حين عبر هادي بجملة :" كل نجاح بننجحه بيحملنا مسئولية ازاي نحافظ عليه، وكمان نتقدم خطوات لقدام ومنقفش في مكاننا".

12 سنة مرت من عمر الباند، وصل في نهايتها إلى قمة "المجد" و"الشهرة" في مجال المزيكا، من الباندات القليلة التي حافظت على النجاح المتتالي لسلسة ألبوماته، ومن الفرق النادرة ممن تصبح حفلاته "اللايف" عادة لابد منها "كل شوية"، حتى "تعدل مزاجك"، ومن الصعب أن "تزهق" منهم، فببساطة كايروكي ليس مجرد باند، وإنما "حالة عشق".