رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإعلام الروسي يكشف أدلة شراكة نجل أردوغان لـ"داعش" في تجارة النفط.. وينشر صورًا تجمعه مع قيادات التنظيم الإرهابي.. وخبراء: موسكو تضغط على أنقرة من خلال الإعلام والتجارة والسياحة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نقلت وكالة سبوتنك الروسية عن وسائل إعلامية روسية صورًا تجمع نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقيادات بتنظيم داعش، وعقبت وسائل الإعلام على هذه الصور بأن عائلة أردوغان تربطها علاقة وثيقة بالتنظيم الإرهابي بسبب التجارة المشتركة في قطاع النفط في السوق السوداء بسوريا، وأضافت أن سمية ابنة الرئيس التركي أشرفت على تجهيز مستشفى بالقرب من الحدود السورية التركية لعلاج الجرحى التابعين لتنظيم داعش.
واعتبرت تلك الوسائل أن نجل أردوغان هو السبب في إسقاط المقاتلة الروسية داخل الأراضي السورية، بسبب قيام الجيش الروسي بضرب وتدمير الصناعة النفطية الخاصة بداعش مما يؤثر على تركيا.
وعقبت د. نهى بكر، أستاذ العلاقات الخارجية بالجامعة الأمريكية، على ذلك بأن ما ذكره الإعلام الروسي يأتي في إطار التصعيد بين الدولتين الناتج عن أزمة ضرب الطائرة الروسية، التي ادعت تركيا أنها اخترقت مجالها الجوي. 
وتابعت في تصريحات لـ "البوابة نيوز": "الإعلام الروسي يرمي من خلال هذه الحملة الإعلامية إلى عدة أهداف أولها شرح أن الطائرة لم تكن مستهدفة بذاتها، وإنما كان الهدف من إسقاطها إضعاف ضربات روسيا لمعاقل الإرهاب في سوريا".
وأشارت بكر إلى أن روسيا تحاول، ضمن حملتها على تركيا، الضغط بوسائل أخرى غير الإعلام، مثل حجم التجارة الكبير بين البلدين والسياحة الروسية التي تشكل 12.5% من السياحة في تركيا. مؤكدة أنه من المتوقع أن يستمر تصاعد المشهد وأن هذه التصعيدات الإعلامية قد تحمل معلومات حقيقة أو تكون مجرد حملة مضادة نظرًا لاتخاذ الإعلام موقفًا لإحدى الدول على حساب الأخرى. 
وأوضحت حول تصورها للعلاقات بين تركيا وداعش: "تواترت أنباء في الفترة الأخيرة تؤكد أن تركيا تمد الجماعات في سوريا بالسلاح، وادعت تركيا أنها تدعم المعارض المعتدلة لإسقاط نظام بشار الأسد الذي يخالف كل حقوق الإنسان، ولكن روسيا اعتبرت أن تركيا تؤازر داعش. كما تم مؤخرًا ضرب باخرتين تركيتين تحملان السلاح من تركيا إلى ليبيا". مضيفة أن التنظيم يبيع برميل النفط بـ 12 دولارًا وهو ما يؤثر بالسلب على تجارة النفط الخليجية، ورغم وجود مؤشرات على شراء تركيا والغرب لنفط التنظيم فإنه لا يوجد دليل قاطع أو وثائق تثبت ذلك، الأمن البحري العالمي هو القادر الوحيد على تحديد من يشتري النفط من داعش.
فيما أشارت د. نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم صرح قبل وسائل الإعلام الروسية، في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، بتردد أنباء حول ضرب الطائرة الروسية بسبب ضرب روسيا لمعاقل النفط في سوريا، بما يضر بالمصالح التركية. 
وأكدت الشيخ في تصريحات لـ "البوابة نيوز" أن النفط الداعشي لا منفذ له للخروج من سوريا سوى تركيا، موضحة: "روسيا ضربت 100 صهريج للنفط تابع لداعش، وهذه الكمية الضخمة لا يمكن تهريبها من سوريا سوى عن طريق تركيا، كما أن النفط لكي يتم تهريبه وبيعه يمشي نحو 100 كيلومتر داخل تركيا، ومن غير الممكن أن يعبر كل هذه المسافة دون أن يكون ذلك بعلم السلطات التركية، لذا بالتأكيد هناك جانب تركي مستفيد من هذا النفط، إما رجال أعمال أو مسئولين كبار، وهي بالتأكيد متورطة إما من خلال أن تأخذ النفط لنفسها أو تستفيد من تمريره عبر أراضيها". 
وفيما يتعلق بكون تركيا منفذ تهريب الجهاديين أيضًا إلى سوريا، أوضحت الشيخ: "الحدود التركية السورية تمتد إلى 822 كيلومتر وهو امتداد ضخم يسهل استغلاله لتهريب البشر، ومن الثابت أن تركيا تستقبل مقاتلي داعش أو غيره من كل أنحاء العالم إلى مراكز تدريب على أراضيها ثم تنقلهم عبر الحدود إلى سوريا، ولم يكن الأتراك ينكرون ذلك في البداية بل يفتخرون بتقديم الدعم المادي واللوجستي وتوفير السلاح لهم". مؤكدة على أن تركيا تدعم العناصر الإرهابية في ليبيا ومصر والعراق وكل مكان، وبشكل أكبر في سوريا. 
قد تثير مواقف تركيا الداعمة للإرهاب أسئلة حول وجود سياسة واضحة لدعمه، أو تقديمه لخدمة مصالح دول عظمى أخرى. أوضحت بكر في هذا السياق أن الحملات الروسية ضد تركيا تهدف أيضًا إلى إظهار تركيا على أنها أداة دعم لداعش بالإنابة عن قوى أخرى، ويتضمن ذلك تكهنات بأن تركيا تمثل المصالح الأمريكية في المنطقة، خاصةً أن الولايات المتحدة تحاول أن تتخذ موقفًا وسطًا فيما يخص تركيا، وأعلنت أنها لا تعلم ما إذا كانت الطائرة الروسية قد اخترقت المجال الجوي التركي أم لا نظرًا لأن المنطقة التي سقطت فيها جبلية. 
فيما وضعت الشيخ الاحتمالين في الاعتبار، ولفتت إلى أن أردوغان ابن للتيار المتطرف، وتم سجنه عامين بسبب أفكاره المتطرفة، وليس ببعيد عن داعش ثقافيًا فالفروق بين التيارات الإسلامية في العموم تكون محدودة وتنطلق جميعًا من نفس الوعاء الفكري. وبالتالي له أجندته وحلمه الخاص بوصول هذه التيارات إلى الحكم في مختلف البلاد وبناء إمبراطورية إسلامية. 
وأكدت أن تركيا تدعم العناصر الإرهابية في ليبيا ومصر والعراق وكل مكان، وبشكل أكبر في سوريا، فتدعم الإخوان في مصر كمثال حتى أنها كانت ترسل لأساتذة جامعات معروفين في مصر دعمًا ماديًا تحت غطاء مشروعات بحثية مشتركة، لتصل هذه الأموال إلى الإخوان. كما قدمت الدعم لغرفة عمليات رابعة التي انطلقت منها العمليات ضد قوات الجيش والشرطة، والدعم المادي الكافي لإطلاق القنوات الإخوانية مثل رابعة ومكملين وغيرهما.
وأضافت الشيخ من ناحية أخرى أن تركيا قد تكون وكيلًا للولايات المتحدة في المنطقة ذكرت أن الولايات المتحدة تدخلت في اختيار السلطة التركية أكثر من مرة في تاريخ تركيا الحديث، وللصعود بأردوغان إلى السلطة على وجه الخصوص. حيث باركت كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وصول أردوغان للحكم، ومن قبل ضغطت على الجيش التركي للسماح له بحرية الحركة حين كان محاصرًا بسبب فكره المتطرف.