تحركات هنا وهناك وعمليات استقطاب تجرى على قدم وساق بين قائمة في حب مصر وحزب المصريين الأحرار؛ من أجل السيطرة على مجلس النواب، كل من الفريقين يحاول أن يكون صاحب الأغلبية تحت قبة البرلمان ليكون هو صاحب القرار والكلمة والتحكم في تشكيل هيئة مكتب المجلس التي تتكون من الرئيس والوكيلين وأيضا تشكيلات هيئات مكاتب اللجان الـ 19 والمكونة من رئيس ووكيلين وأمين سر.
كما نشبت حالة من الصراع الشديد خلال الأيام الماضية، بين قائمة في حب مصر،
وحزب المصريين الأحرار، حول الأغلبية في البرلمان، بعدما أعلن اللواء سامح
سيف اليزل مقرر قائمة في حب مصر، أنه سينافس مع المصريين الأحرار على
تشكيل الأغلبية، مما دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كان الصراع الانتخابى
بين الجانبين سيدفع أحدهما لتشكيل تحالف لمواجهة الآخر.
الفريقان
يتظاهران بأن كلا منهما نجح في تكوين تحالف مع النواب المستقلين، بينما يأتى
ذلك في الوقت الذي ظهر فيه المارد الصعيدى بقوة من خلال نواب الصعيد الذين
يسعون إلى تشكيل "تحالف صعيدى" بينهم لمواجهة أي محاولة تهميش لهم داخل
البرلمان، حيث كشروا عن أنيابهم بضرورة أن يكون من بين هيئة مكتب المجلس
وكيلا يمثل الصعيد كما كان معمولا به لسنوات طويلة كان آخرها المرحوم أحمد
حمادى وكيل المجلس عن الفئات، والذي كان ينحدر إلى محافظة سوهاج بالصعيد.
في الوقت ذاته لم يكتف نواب الصعيد بهذا المطلب لكنهم طلبوا أيضا بأن يكون لهم دور محوري وهام داخل اللجان ورئاسة 50% منها.
وبدوره
كشف سيد عبدالوهاب، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، عن عقد اجتماعات
بين نواب محافظات الصعيد لتشكيل كتلة برلمانية للحصول على مقعد رئيس
المجلس، والحصول على 10 لجان من لجان البرلمان من 19 لجنة داخل مجلس
النواب.
وأضاف "عبدالوهاب أن من بين اللجان التي يسعى نواب الصعيد للحصول
عليها لجان القوى العاملة والزراعة، باعتبار أن هذين المجالين من أهم
المجالات التي تشغل أهالي محافظات الصعيد.
وأوضح عبدالوهاب، أن
اجتماعات تمت بين نواب محافظات الجيزة والفيوم وسوهاج والمنيا، لبحث أوضاع
نواب الصعيد في البرلمان، وبحث كيفية ترشيح نائب من الصعيد لرئاسة المجلس،
وكذلك ترشيح نائب لمنصب الوكيل، وأمناء سر، موضحًا أن هناك أعضاء كثر من
النواب ينتمون لمحافظات الصعيد.
وعلى نفس المنوال أسس كل من النائبين
محمد عبدالعزيز الغول، ومعتز محمد محمود عن محافظة قنا، تحالف
لنواب الصعيد للمطالبة بحقوقهم المهدرة والمنسية منذ سنوات، مؤكدين أن
مطالبهم بسيطة ومشروعة، أولها تخصيص مقعد وكيل مجلس النواب لأحد نواب
الصعيد، وذلك لأن نواب الصعيد يمثلون ما يقرب من 47% أعضاء مجلس النواب،
ولا بد أن يتوازى تمثيلهم مع نسبة تمثيلهم في رئاسة اللجان النوعية، بما
يشمل نصف اللجان، بجانب أحد مقعدى وكالة المجلس.
وأكد "الغول" في
تصريحات صحفيه أنه استطاع خلال الدورة التعريفية التي عقدتها الأمانة
العامة لمجلس النواب مؤخرا من الالتقاء بأكبر عدد من نواب الصعيد، واتفقوا
جميعا على ضرورة إعادة النظام الذي كان مطبقًا في السابق، باختيار وكيل
للمجلس عن الوجه البحرى ووكيل عن الوجه القبلى.
وأوضح "الغول" أنه تم
الاستقرار على أحد القامات القانونية الكبرى للترشح لهذا المنصب، تم
التوافق عليها من الجميع، مشيرًا إلى أنه آن الأوان ليكون للصعيد صوت قوى
داخل البرلمان.
يأتى ذلك في الوقت الذي أعلن عدد من أعضاء مجلس النواب
بمحافظة سوهاج، عن تدشين تحالف مع زملائهم النواب في محافظات الصعيد يهدف
إلى التركيز على عدة قضايا في البرلمان لتنمية وتطوير الصعيد الذين وصفوه
بالمهمش خلال الفترة الماضية.
وحدد النواب أولويات القضايا التي سيركزون
عليها في البرلمان فور انطلاق جلسات المجلس، وعلى رأسها قضايا الاستثمار
والصحة والتعليم والصرف الصحى والسياحة وتشغيل الشباب.
فيما أكد اللواء
سامح سيف اليزل، الفائز بمقعد البرلمان على قائمة "في حب مصر "، أن نواب
القائمة الفائزين في المرحلتين، والبالغ عددهم 120 عضوا من المقرر أن
يعقدوا اجتماعا خلال اليومين المقبلين لحسم أمر رؤساء عدد من اللجان
النوعية بالمجلس، ومعرفة أي من اللجان التي سيرأسها نواب القائمة، وعن نيته
الترشح لرئاسة أي من اللجان، قال سيف اليزل إن الأمر سيحسم في الاجتماع
وبناءً على ما سيتم الاتفاق عليه لن يكون لدى اعتراض، مشيرا إلى أنه سينضم
إلى لجان الدفاع والأمن القومى والشئون العربية والشئون الخارجية.
وعن نيته الترشح إلى منصب رئيس المجلس، قال اليزل" ليس لدى رغبة خاصة أن خلفيتى عسكرية، وهذا لن يكون مرض لأحد".
وعن الأسماء المطروحة من خارج البرلمان لتولى المنصب، أوضح اليزل أن الأمر
لم يحسم لاختيار الرئيس لحين إعلان النتائج النهائية، والبحث في من يصلح
أولا من المنتخبين ثم من الذين سيتم تعيينهم.
يأتى ذلك في الوقت الذي
أكد فيه النائب مصطفى بكرى عن قائمة "في حب مصر"، إن الأحزاب المشاركة
بالقائمة علاوة على عدد كبير من المستقلين، سيكونون ضمن ائتلاف برلمانى
كبير يستطيع أن يشكل الأغلبية البرلمانية، ويكون الظهير السياسي للدولة
المصرية.
وأضاف "بكرى أن القائمة تتمنى أن يكون لها عدد أكبر من
المستقلين خلال المرحلة الثانية، رغم أن النسبة التي نجحت من المستقلين
الذين نسقت معهم القائمة في المرحلة الأولى جيدة، إضافة إلى أنه من المفترض
أن تكون الأحزاب المشاركة معهم في القائمة ضمن تحالفهم في البرلمان.
فيما
قال النائب جمال عبدالناصر عقبى، عضو مجلس النواب عن قائمة في حب مصر
بالصعيد، إن هناك مجموعة نواب مستقلين سينضمون لتحالف في حب مصر.
وكانت القائمة دعت عددا من النواب المستقلين الفائزين في المرحلة الأولى لبحث التحالف مع القائمة.
وأضاف أنه يتوقع أن يضم تحالفا في حب مصر تحت القبة ثلثى أعضاء مجلس النواب.
فيما أكد حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد،
أن الاتجاه السائد حتى الآن داخل الحزب، هو تشكيل كتلة برلمانية مستقلة
لنواب الحزب الفائزين في الانتخابات البرلمانية، لافتا إلى أن أمر الدخول
إلى ائتلافات تحت القبة أو عدم الدخول متروك حتى نهاية الانتخابات
البرلمانية وجولتها الأخيرة المقررة مع بداية شهر ديسمبر القادم.
وأضاف
الخولى أنه عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية، ستجتمع الهيئة العليا للحزب
لحسم اتجاهات حزب الوفد تحت قبة البرلمان، واتجاهات الهيئة البرلمانية
للحزب، ما إذا كانت ستنضم إلى ائتلاف من عدمه، مشددًا: "مينفعش أكون لسه
عندى مرشحين بيخوضوا الإعادة وأقرر دلوقتى هدخل ائتلاف أم لا؟".
