الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

"الموساد": "داعش" يجهز لعملية إرهابية كبرى في أوروبا

٥٠ من "عرب إسرائيل" انضموا إلى التنظيم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
■ «البغدادى» أسس جهازًا لـ«العمليات الخارجية» بقيادة «أبوعمر الشيشانى»
■ التخلى عن استراتيجية «الذئاب المنفردة» وفتح جبهات فى الهند وإفريقيا
لم تكن لإسرائيل مشكلة مع وجود داعش فى الجولان، إذ لم تنطلق أى رصاصة باتجاه إسرائيل من مقاتلى تنظيم الدولة الإسلامية، وجودهم لم يخلق إلا توترًا فقط وتحذيرًا دائمًا للدولة العبرية، ورغم ذلك يدور اليوم فى أروقة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى أبحاث وتقارير حول قدرات داعش وخطواته المقبلة وفقًا لما كشفت عنه بعض الصحف العبرية.
أول الملفات المطروحة الآن داخل تل أبيب يوجد على مائدة الشاباك - الجهاز الاستخباراتى المعنى بالإرهاب الداخلى - عبارة عن مجموعة من التقارير حول انضمام عرب إسرائيل لداعش، إذ كتب المحلل السياسى، نداف سرغاى، فى تقرير له بجريدة «إسرائيل اليوم»، أن نحو ٥٠ عربيًا من إسرائيل انضموا فى السنوات الأخيرة أو حاولوا الانضمام إلى صفوف التنظيم، مؤكدا أن «الشاباك» يراقب توجهات عرب إسرائيل نحو داعش من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وكذلك من خلال الرسائل التى يتبادلونها من خلال «الواتس آب»، ويتناقلون فيها صورًا لذبح أشخاص على يد أفراد من التنظيم، ويكتبون شعارات على الجدران تدافع عن التنظيم، ويرفعون أعلامه أو أعلامًا مشابهة فى البلدة القديمة فى القدس، وفى «جبل الهيكل» وبالقرب من كنيسة البشارة فى الناصرة، وفى أماكن أخرى من البلدات العربية فى إسرائيل.
وقال البروفيسور بوعاز غانور، مؤسس معهد الدراسات فى هرتسليا، إن وضع إسرائيل فى مواجهة نشطاء داعش أفضل بكثير من دول أوروبا، وإن داعش ينشط على حدود إسرائيل فى سيناء والجولان ويخترق كثيرا من اللاجئين السوريين، معربًا عن قلقه من وجود مؤشرات تؤكد انتشار التنظيم داخل حماس أيضا.
أما العميد احتياط، نيتسان نوريئيل، الذى كان رئيسًا لطاقم محاربة الإرهاب فى مكتب رئيس الحكومة قبل ثلاثة أعوام، أوضح أن عدد العرب من الإسرائيليين الذين يتعاطفون مع التنظيم هو بضعة آلاف، وأن من يغادر إسرائيل للانضمام إلى داعش لا تعرف الجهات الأمنية عنهم شيئا لأنهم يغادرون بحجج مختلفة لكن يتم اعتقالهم لو عادوا.
وفى نفس السياق أعرب الشاباك عن قلقه من ظهور حزب يسمى «حزب التحرير»، وهو القريب أيديولوجيا من داعش ويتواجد نشطاؤه فى القدس وبجوار المسجد الأقصى، إذ يطالبون بالعيش وفق الشريعة الإسلامية والعودة إلى جوهر الإسلام وإقامة خلافة إسلامية ولا يتحدثون عن إقامة الدولة الفلسطينية، بينما صرح مصدر أمنى إسرائيلى قائلا: حزب التحرير هو داعش فى زى قانونى ونحن نتتبعهم. وفى هذا الإطار قال رافى غرين، مدير مكتب معهد أبحاث الاتصالات فى الشرق الأوسط، إن مشكلة فلسطين لا تشكل اهتماما لداعش لأنها تتعارض كليًا مع الأسس الدينية والأيديولوجية للتنظيم الإرهابى الذى يسعى للخلافة الإسلامية.
أما الملف الآخر الذى يشغل الجهات الأمنية فى إسرائيل، هو ما يبحثه الموساد الآن عن العملية القادمة لداعش، إذ أوضح المحلل العسكرى أليكس فيشمان، المقرب من الاستخبارات فى مقاله بجريدة يديعوت أحرونوت، أن التقديرات فى إسرائيل تؤكد أن هناك عملية إرهابية كبرى فى أوروبا يتم التحضير لها الآن من قبل داعش، إضافة إلى وجود شبكة واسعة للتنظيم داخل أوروبا ما يصعب تحديد مكانها، مضيفا أن رجال الاستخبارات الآن يحاولون فهم أسباب انتقال داعش من عمليات الذئاب المنفردة فى أوروبا - هجوم شارلى إيبدو - إلى عمليات كبيرة ومنظمة، إذ أرجعت التقارير أن السبب هو فشل قوات التحالف فى العراق وسوريا.
وبحسب فيشمان فإن تقارير الموساد أكدت أن العمليات فى باريس يقف خلفها جهاز منظم للعمليات الخارجية، يرأسه خبراء فى حرب العصابات جاءوا من القفقاس تحت قيادة «أبوعمر» وهو مواطن من الشيشان ومعه ٢٠٠٠ مقاتل روسى.
وأضاف فيشمان، أن التنظيم أصبحت له مواقع ومقاطعات فى الهند والشرق الأقصى والشيشان وبعض الخلايا السرية الأوغارية فى الصين، بالإضافة إلى مواقعه فى سيناء وغزة وليبيا ونيجيريا فى إفريقيا، ويتم التواصل بين تلك المواقع عن طريق سفراء بين النظام المركزى وحكام المقاطعات، وفى المقاطعات البعيدة يتم التواصل من خلال وسائل متطورة جدا.
أما بخصوص أعداد المنضمين للتنظيم الإرهابى، فبحسب التقارير الأخيرة للموساد والتى كشف عنها فيشمان فى عام ٢٠١١ وصل رجال داعش إلى سوريا مباشرة بعد ثورات الربيع العربى، وبدأوا وقتها فى احتلال مناطق عسكرية سورية، وفى ٢٠١٤ عادت ميليشيات داعش إلى العراق وتم احتلال الموصل.
وقبل أشهر تم استقطاب ١٥ ألف متطوع من أنحاء العالم، منهم ١٥٠٠ من بريطانيا، ١٢٠٠ من فرنسا، ٦٠٠ من بلجيكا، ٦ آلاف من تونس، و٤ آلاف من السعودية، ٧٥٠ من الأردن، ٥٠٠ من اليمن فبحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية يوجد فى صفوف داعش الآن أكثر من ٣٠ ألف مقاتل.
وفى هذا السياق علق المحلل السياسى، شموئيل روزنر، فى مقاله بجريدة يديعوت أحرونوت: نحن نبدو أفضل فى منع الإرهاب من الداخل، ونفهم طبيعة المنظمات الإرهابية وأهدافها أكثر من أوروبا، ولكننا أيضا مثل باراك أوباما وفرانسوا هولاند، لا نعرف كيف نهدئ الشرق الأوسط، ونحن أيضا مثل السوريين البائسين الذين ينتظرون القوة العظمى أن تنقذهم من الفوضى.