السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

خط النفط السري وأذان أوباما الطويلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل هناك ثمة ترابط ما، بين إسقاط الطائرات التركية الـ"أف 16"، للطائرة الروسية "سو 24"، والنزوح الجماعي للمهاجرين واللاجئين لأوروبا ؟!.. وعلاقة ذلك بأذنيي أوباما الطويلة؟!.. الأمر هنا يتعلق بالمال والمصالح.

ولكن حركة الواقع تكشف عن أن أنقرة وزعيمها العثماني أردوغان، حذر موسكو مسبقًا، من خرق المجال الجوي لتركيا.. وهو ما أكدته المعلومات الاستخباراتية الروسية، من وجود خط نفط سري بالمنطقة التي أسقطت أنقرة فيها الطائرة الروسية.

الخط يمد تركيا سرًا باحتياجاتها من النفط، تم تشييده من قبل تنظيم "داعش" المتطرف، إلي مصفاة علي الحدود السورية التركية، ومن ثم إلى العمق التركي، وهو ما صرح به رئيس الوراء الروسي، وهذا ليس من قبيل الصدفة، بأن يتهم رئيس الوزراء الروسي "مدفيديف" النخبة السياسية التركية العثمانية بأن لديها مصالح مالية مباشرة مع النفط الذى استولى عليه تنظيم داعش، مما كان له بالغ الأثر في إسقاط تركيا للطائرة الروسية.

 فقبل شهر مضي كشف الموظف السابق بوكالة المخابرات الأمريكية "سي أي أيه " جون كيري، بأن النفط المستأجر من إرهابي داعش، يصل في أنبوب سري إلي الأراضي التركية، ويسيطر عليه حفنة من القادة المحليين المرتشين التابعين لحزب أردوغان "العدالة والتنمية"، ضمن تنظيم عنقودي للفساد بالحكومة التركية، بزعامة داود أوغلو، عوائد هذا الأنبوب المذكور تصل محصلتها شهريًا للتنظيم الإرهابي من 50 إلي 60 مليون دولار شهريًا، والغريب أن هذه اعترافات المخبر الأمريكي السابق، أن سلطة أردوغان مستفيدة من عوائد مالية ضخمة من التعامل السري مع داعش، عبر هذا الأنبوب النفطي السري المذكور.

وهنا يطرح السؤال نفسه، هل صدفة إسقاط تركيا الطائرة العسكرية الروسية، بزعم خرق مجالاها الجوي، الأمر ليس من قبيل الصدفة، فالأجهزة الاستخباراتية الخاصة الروسية رصدت قوافل من الشاحنات النفطية الخاصة بتنظيم داعش الإرهابي تعبر هذه المنطقة التي أسقطت فيها طائرتها.

كما أن المنطقة قريبة من قاعدة "إنجرليك" العسكرية التركية، والتي ترابط بها الطائرات الأمريكية والأطلسية، علي بعد 200 كم، من الحدود السورية التركية، ويتضح من ذلك كنتيجة باستحالة إقلاع طائرة مقاتلة من القاعدة التركية المذكورة لملاقاة الطائرة الروسية، خبراء عسكريون يعتقدون، بأن الطائرات العسكرية التركية، نصبت مصيدة للطائرة الروسية، بل وانتظرتها.

الشك يتأكد هنا من خلال تواجد ما يسمي بالأقلية التركمانية السورية المعارضة - التابعة لأنقرة - والذين كانوا بموقع سقوط الطائرة الروسية (صدفة) كما قيل، وقاموا بتصويرهم لسقوط الطائرة الروسية.

وبالنظر إلى الرد الفعل الأوروبي والأمريكي والأطلسي، نرى بأن محور الأطراف لن تنخدع في بالصنارة والطعم التركي، الكل يلعب في الصدام الجيوبوليتيكي الدائر بمنطقتنا العربية بأوراق أصبحت مكشوفة للمواطن العادي، بل أن اللاعبين الكبار أصبحوا مدركين بأن أنقرة العثمانية لا تريد الصدام والدخول في مواجهة مفتوحة مشتركة مع الإرهابيين، فهي أكثر المستفيدين من تواجدهم اقتصاديًا وسياسيًا، ومنذ 3 سنوت مضت، وأنقرة تسعي بكل الوسائل لإسقاط بشار الأسد ونظامه، حتي باستخدام وتوظيف الأقلية التركمانية، فيما عرف بالكتيبة 12 من المقاتلين التركمان المدربين والمسلحين بواسطة المخابرات التركية، كذريعة للتدخل المباشر بحجة الدفاع عن مواطنيها.

 ومن هنا جاء الموقف التركي في المطالبة بإعلان منطقة الشمال منطقة حظر جوي ضد القوات السورية والضربات الروسية ضد الإرهابيين، ويظهر هذا أكثر في اللعبة العثمانية، بجعل تركيا لاعب في المحيط الدولي، باستمرارية أمد صراع مشهد السوري وتغذيته بالانفجار، علي منحي الصدام ما بين الناتو وروسيا، ومن ثم إخراج إيران من المشهد.

المؤكد أن خطة أنقرة مصيرها الفشل، مصادر تؤكد بأن أنقرة العثمانية أصبح في جعبتها مرشحًا (وفي)، قادم لرئاسة سوريا، عوضًا عن الرئيس بشار الأسد، التي تطالب رسميًا بإسقاطه، ومن ثم يمر النفط والغاز العربي لأوروبا خلال سوريا بعد التقسيم خلال الأراضي السورية، ومن ثم لأوروبا، لكن الأحلام التركية تتهاوي علي يد الضربات السورية الروسية.

الأمر الآخر يكمن في تمكين أنقرة بضم تنظيم لميامي للتحالف الدولي ضد الإرهاب، لأن أنقرة العثمانية الجديدة لديها هدف واحد مع الإرهابيين الذين تمولهم، وهو تصفية الأكراد؛ للاستيلاء علي آبار الغاز والنفط بمناطقهم، بل إدخال الناتو في المعركة الكبرى، لتشكيل سيناريو شرق أوسط جديد مقسم عرقيًا وطائفيا ومذهبيا، وجعل يعيش في تناحر، من أجل أمن إسرائيل ووصايتها علي المنطقة، وللاستيلاء الكامل علي الغاز، ونفط الشرق العربي، وتحويله لأوروبا عبر تفريعات، لخنق روسيا وضربها في تصدير ومد غازها لأوروبا، الذى يعد المصدر الوحيد  للطاقة في أوروبا، ومن ثم ضرب الاقتصاد الروسي القائم في أساسياته علي تصدير الغاز وعوائده للدخل القومي، واستبداله بالغاز القطري، والنفط السعودي.

تركيا حتي الآن تقوم بفتح حدودها للمهاجرين واللاجئين القادمين لأوروبا، الكثير في

أوربا يتساءل، لماذا تستمر المستشارة الألمانية ميركل في الخنوع لإرادة البيت الأبيض الأمريكي في أوكرانيا واليونان وغيرها ؟!.. ولكن السر يكمن في عمليات التصنت والرصد ومتابعة المخابرات الأمريكية لرسائل واتصالات "ميركل "منذ عام  2013 وخباياها !

 مصادر تؤكد علي صفقة "ميركل" و"أردوغان" بتخفيف نظام التأشيرات لألمانيا من قبل المواطنين الأتراك، مقابل إغلاق الحدود التركية في وجه المهاجرين واللاجئين القادمين بمئات الآلاف إليها، بالإضافة إلى صدفة إسقاط الطائرة الروسية، في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا تعاون ملموس عبر الرئيس الفرنسي "هولاند" للحشد الأوروبي وللتعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب، لكن الناتو عبر بيانه - المبتعد عن التورط - زاد من عصبية أردوغان، وأوصي بضرورة الحوار التركي الروسي للابتعاد عن تكرار الحادث، وفي هذا المنحى جاءت خسائر الشركات الأمريكية العاملة في استخراج الغاز المسيل من باطن الأرض، وعدم قدرتها علي تسديد ديونها للبنوك وفوائدها.