السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر.. الإرهاب يطال الجميع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحذير الرئيس عبدالفتاح السيسى مرارا من خطورة تمدد الإرهاب إلى دول العالم كان فى محله ولم تكن مجرد تحذيرات جوفاء بل كانت تحذيرات جادة مبنية على معلومات وتقارير استخباراتية من أن الإرهاب لن يترك أحدا وهو ما أكده فى خطابه أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن الإرهاب لا وطن ولا دين له وسيضرب الجميع إن لم يتكاتف المجتمع الدولى بعيدا عن خلافاته السياسية الطارئة والمصالح الضيقة لمواجهة تلك الآفة التى ضربت بالفعل العديد من العواصم العالمية فمن القاهرة إلى باريس إلى لبنان إلى تونس ومالى وهلم جرا.
تحذير مصر لدول أوروبا والعالم لم يكن طنطنة تصريحات بل إشارات واضحة لتلك الدول أبرزها وأهمها بريطانيا التى وفرت ملاذا آمنا للكثير من العناصر الإرهابية المتطرفة بكل مسمياتها سواء كانت من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة أو من خرج من عباءتها تحت مزاعم حقوق الإنسان ومنح اللجوء السياسى لتلك العناصر الإرهابية الهاربة والصادر ضدها أحكاما عن أعمال عدائية ضد مصر.
لم يتوقف القائد والزعيم السيسى عند حدود التحذير بل بإعلانه الواضح الصريح بأن مصر تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب رغم تحقيقها نتائج كبيرة على أرض الواقع نأت بالبلاد والعباد عن عمليات إرهابية كانت من الممكن أن تخترق كل مكان على أرض مصر لولا وقفة الجيش الصامد والشرطة والشعب معا يدا واحدة رغم التضحيات الكبيرة التى يقدمها من شهداء الوطن من الجيش والشرطة ورجال القضاء بين الحين والآخر.
الإرهاب يطال اليوم الجميع دون استثناء تحت رعاية الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وصف فى شبكات التواصل الاجتماعى «بالداعشى الأولى وراعى الإرهاب فى العالم» والمدافع عن تنظيم داعش الإرهابى وتعاون قوى إقليمية متمثلة فى تركيا وقطر كشفت عنها الكثير من الصحف ووكالات الأنباء الروسية على خلفية إسقاط تركيا لإحدى الطائرات العسكرية الروسية خلال أداء مهامها فى سوريا.. وعلى الرغم من أن مصر التى تقف وحدها منفردة تحارب الإرهاب بجيشها وشعبها فى مواجهة هذا الكيان الإرهابى المتطرف الموغل فى الوحشية والدماء والدمار لحساب قوى إقليمية وأطراف خارجية ولاعبين سياسيين دون دعم دولى أو لوجستى أو حتى معلوماتى.
ولم يكن الحادث الإرهابى الذى وقع مؤخرا واستهدف أحد الفنادق فى مدينة العريش سوى حلقة من حلقات العنف والإرهاب البائس لمجرد إثبات أنه ما زال موجودا وقادرا على القيام بعمليات جبانة ظنا منه أنه يستطيع وقف مسيرة المرحلة الثالثة من خارطة الطريق لمصر المستقبل، وذلك فى أعقاب انتهاء الجولة الأولى من المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية لتخلف وراءها العديد من الشهداء والضحايا والمصابين
وكم رأينا ما فعله الإرهاب من جماعة تنظيم داعش الإرهابى فى فرنسا مؤخرا وما جرى فى العاصمة باريس من عمليات نوعية متعددة ومزدوجة أربكت ليس فقط الأمن الفرنسى بل فرنسا الدولة ما اضطر الرئيس الفرنسى هولاند إلى طلب الجيش للنزول فى قلب باريس بل تعدى ذلك حالة من الرعب والارتباك فى دول الاتحاد الأوروبى واتخاذها جملة من الإجراءات العنيفة بين ليلة وضحاها لتغلق حدودها على الفور وفرض حالة الطوارئ التى ما زالت تعانى منها حتى اللحظة، ثم ما جرى ويجرى فى بروكسل من إجراءات حاسمة، وكما ضرب الإرهاب مصر وفرنسا نرى ما جرى فى تونس أيضا من اعتداء إرهابى سافر على إحدى الحافلات العسكرية التابعة للحرس الجمهورى أفضى إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين وقبلها ما جرى فى لبنان من تفجير الضاحية الجنوبية ثم فى مالى على أيدى جماعة «بوكو حرام» المرتبطة ارتباطا كبيرا بتنظيم القاعدة فى شمال إفريقيا وتحولهم مع أنصار الشريعة التى انضمت بدورها مع داعش بالانتقال إلى ليبيا لتصبح معقل داعش الرئيسى.. والتى لا تشكل تهديدا للأمن القومى المصرى فقط بل تهديدا للأمن والسلم والدوليين.