السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الشحرورة.. ملكة ودعها العالم بالرقص والورود

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم، تم استقبال جثمانها بالرقص والضحك والورود، هي الشحرورة التي طاردتها شائعة وفاتها لأكثر من 5 سنوات إلى أن تحققت يوم 26 نوفمبر 2014، ولدت جانيت جرجس فغالى، وشهرتها صباح في ١٠ نوفمبر١٩٢٧ بلبنان، بدايتها الفنية كانت في صغرها في لبنان، واستطاعت أن تميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحد، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجيًا.
ثم ذهبت صباح إلى أسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في فيلم القلب له واحد عام 1945م، وكان عمرها وقتها نحو 18 عام. ويقال إن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي.
شاركت في السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر هي إحدى نجماتها، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغان، حيث أن لها 83 فيلمًا بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، ومايزيد على 3000 أغنية بين مصري ولبناني. وتعتبر ثاني فنانه عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأوليمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها.
وطلبت الشحرورة قبل مفارقة الحياة أن تُدفن في قبرٍ أشبه بغرفة فندق فاخر، حيث انها أمضت حياتها تهتم بجمالها وإطلالاتها أرادت أن يكون مثواها الأخير مميّزًا أيضًا.
وما كان من أفراد عائلتها إلّا أن استجابوا لرغبتها هذه، فقاموا ببناء قبرٍ لها تحت الأرض، جعلوه نسخةً عن غرفةٍ راقية تتألّف من سريرٍ أبيض ومرآة وخزانة ملابس صغيرة وحتى تلفاز على الحائط.
وحرص المقرّبون من النجمة الراحلة على تحقيق أمنيتها الأخيرة، مُعتبرين أنّها تستحق تصميمًا رائعًا ومميزًا، إذ أنّها قدمت الكثير لهذا العالم، وقبل انتقالها إلى رحمة الله، أوصت "الشحرورة" عائلتها بعدم الحزن في دفنها، بل طلبت منهم الفرح والرقص على ألحان الأغاني.
وقد سبّب خبر وفاة الصبوحة موجة من الحزن في العالم، حتى أنّ الصحف الأجنبية قامت بنعيها من خلال مقالات عديدة، أبرزها مجلة Paris Match الفرنسية التي كتبت عن رحيلها بعنوان "لبنان يبكي ملكته".