السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

30 % من الزوجات يتعرضن للعنف النفسي والجسدي.. د.هدى: أكثر حدوثًا في المجتمعات المتقدمة.. "زيد": الثقافة الموروثة هي السبب.. الشيخ زكي: القرآن قدم النساء على الرجال في بعض سوره

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت الإحصاءات التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والتي أكدت أن واحدة من كل أربعة نساء يتعرضن للعنف الجسدي من الزوج، وأن أكثر من 30 % من النساء اللاتي سبق لهن الزواج تعرضن لشكل معين من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي على يد أزواجهن، وذلك وفقا لبيانات المسح السكاني الصحي مصر 2014، حالة كبيرة من الجدل. 
وأشار بيان الجهاز الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة -إلى أن نسبة النساء اللاتى سبق لهن الزواج واللاتي يتعرضن للعنف الجسدي من الزوج 25.2%.
وأضاف أن "العنف الجنسي يمثل أقل أنواع العنف انتشارا فقد سجلت نحو 4 % من إجمالي السيدات اللاتي سبق لهن الزواج"، لافتا إلى أن نسبة العنف النفسي بلغت نحو 19% بين النساء السابق لهن الزواج.
علما بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد عرفت "العنف ضد النساء" بأنه "أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي، جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل أيضًا التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة." 
"البوابة نيوز" التقت خبراء النفس والاجتماع والدين لمعرفة رأيهم حول تصاعد حالات العنف ضد المرأة وانعكاساتها السلبية على الأسرة والأطفال.

بداية قال الشيخ محمد زكى بدار، أمين اللجنة العليا للدعوة، إن المرأة كرمها الإسلام أما وأختا وبنتا وزوجة والنبى صلى الله عليه وسلم قال (واستوصوا بالنساء خيرا).. (والنساء شقائق الرجال) وقد قال الله في القرآن الكريم في آخر سورة ال عمران (فاستجاب الله لهما أنى لا أضيع عمل عامل منكم ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) صدق الله العظيم.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم، (وعاشروهن بالمعروف فان كرمتموهن فإن تكرهوا شيئا يكن فيه خيرا كثيرا) كما أنهم بركة الحياة فكل رجل عظيم خلفه امرأة.. حتى إن الله قدم النساء عن الرجال فقال في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (يهب من يشاء إناثا ويهب من يشاء الذكور) صدق الله العظيم وقال رسول الله (من رزق الله بنتا فعلمها وأدبها ولم يأدها الا كانت له حجابا من النار ) صدق رسول الله. ولنا في قصة سيدنا موسى مع بنات سيدنا شعيب عظة وعبرة حيث قال الله في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تزودان) صدق الله العظيم ومعناها (تبعدان بعيدا حتى لا تختلطا بالرجال) فقال لهما سيدنا موسى ما خطبكما قالوا لا نستطيع أن نسقى أغنامنا إلا بعد أن يسقى الباقون فسقا لهما وهذا أن دل فإنما يدل على أن المجتمع مكلف بمساعدة النساء وأنه لا خطأ في عمل النساء
.
كما قالت الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع جامعة الزقازيق، إن العنف ضد المرأة في المجتمعات المتقدمة أكثر من المجتمعات المتخلفة والعنف ضد المرأة ليس عنفا جسديا فقط بل إن العنف يتشكل بعدة صور حيث إن بعض الرجال يستخدمون المرأة على أنها أداة عمل فقط مثلا وفى نهاية الشهر يأخذ نقودها لنفسه وهذه صورة من صور الابتزاز والعنف ضد المرأة وقد سمحت الثقافة بهذا حيث إنها قسمت الأدوار بين الرجال والنساء والرجال أخذوا فكرة العنف عن أنهم المسيطرون والذين يصرفوا على النساء ماديا، وكثير جدا من الرجال يعيشون على حساب النساء، والمرأة بذات الوقت لا تضمن عيشة كريمة، كما أنها تعاقب دائما وفى جميع الأحوال فإذا حدث مثلا وتحرش أحد بالمرأة في الشارع فإن اللوم يقع عليها حيث يقومون بسؤالها عن نوع الملابس الذي كانت ترتديها أو الشارع الذي كانت تمشى فيه ويلمونها على شكل ملابسها أو عن مشيها في أحد الشوارع في وقت متأخر مثلا، وهى ثقافة عامة يمارسها المجتمع أما المشكلة الأخرى فإن الكثير من الرجال فقدوا شعورهم بالرجولة، وبالتالى يستخدمون العنف ضد المرأة حتى يستعيدوا هذا الشعور.. وبالنسبة للأطفال فإن البنات يتربون على الخوف والولد يتربى على ممارسة العنف وكل الدراما التليفزيونية تربى عند الأبناء نفس الفكرة.
وقال الدكتور عبدالحميد زيد، الخبير النفسى إن هذه الظاهرة متكررة وموجودة منذ فترات طويلة وترجع إلى الثقافة الموروثة والعامة وبعض العادات التي يقتنع بها المجتمع، والذي يظن أن العقاب الجسدى هو الذي يؤدى إلى الطاعة والسيطرة داخل المنزل على المرأة وهذا سلوك غير شرعى ولا تحدده أي مبادئ ولا قوانين والإسلام جعل بين الرجل والمرأة مودة ورحمة وللآسف فإن هذه الطريقة في معاملة المرأة لا تؤثر فقط على الزوجة بل إنها تؤثر على الأطفال أيضا.. حيث إن هذه الطريقة قهرية وسيئة وستجعل من الأطفال جبناء وضعيفى الشخصية ولا يعرفون لغة الحوار ويبتعدون عن التسامح، وبالتالى سوف يكون هذا نمط حياتهم المستقبلية حيث إن الطفل عندما يكبر فإنها في الغالب يقلد والده مضيفا أنه يجب أن يكون هناك شراكة اجتماعية من الإعلام ومؤسسات المجتمع المدنى والنظر إلى خطورة هذا السلوك المشين واستبداله بسلوكيات صحيحة وفعالة.
وقال الدكتور أنور حجاب أستاذ علم النفس، إن المجتمع يفتح للمرأة الأبواب وهى القوة الضاربة في المجتمع وشاركت في الثورات وحازت على مقاعد بمجلس الشعب.. والزوجة دائما ما تمتلك الكثير من الصلاحيات والمسؤوليات العليا في المجتمع ولكن بالنسبة لاضطهادها والتعدي عليها فأن هذا غير ملموسا بصورة كبيرة في المجتمع المتحضر حيث إنها بدأت في أخذ وضعها في المجتمع وفى معظم الأعمال كما أنه بالنسبة للعنف من قبل الزوج فإنها في الغالب ما يكون نتاج شيء ما متعلق بهما شخصيا، ويمكن أن يكون نتاج تجاهله فبعض الزوجات تتجاهل رجالها وتضعه في مركز اللاشيء وهذا ما يجعل الزوج في ثورة وغضب دائم، ولكن هذا العنف من قبل الرجل مرفوض تماما لأنه لا يؤذى الزوجة فقط وإنما يؤذى الأطفال حيث إن الأطفال يحفرون الذكريات والأشياء التي يلتقطوها في أذهانهم طوال العمر وهذا يؤدى إلى وبالنسبة للزوج الذي يوجه العنف ضد زوجته فإن الخطا عند الزوجة حيث إنها تتجاهله وتعامله دائما أنه غير موجود وتأثيره عليها نفسيا ينعكس عليها صحية، ويصيبها بـأمراض نفسية شديدة تقلل الجهاز المناعى لديها.. وبالنسبة للبنات فأنها تربى بها صورة سيئة للرجل وتتعامل مع زوجها ببعض القسوة عند كبرها حتى لا تجعله يسيطر عليها حتى وإن كان هو لا يعاملها بالمثل وتتصرف بلا شعورية تجاه زوجها.. والولد ينظر للمرأة كما يعامل والده أمه ويكون عنيفا وغالبا ما ينحرف الابن عندما يكبر.