الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"البوابة" تنشر خريطة ذئاب الإرهاب في "الخضراء"

فتش عن الإخوانى راشد الغنوشى المتهم الأول

جبال الشعانبى
جبال الشعانبى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جبال الشعانبي محطة «تسمين» المتطرفين وتصديرهم إلى ليبيا والعراق
فتش عن راشد الغنوشى، زعيم جبهة النهضة الإخوانية فى تونس، لتعرف السر وراء التواجد الإرهابى على أرض تونس الخضراء، التى تتمركز معظم العناصر الإرهابية فيها بجبل الشعانبى، موزعين بين تنظيمى «داعش» و«القاعدة»، بينما انتقل بعضهم إلى ليبيا وسوريا، فى الوقت الذى تؤكد فيه الإحصائيات انضمام ما يزيد على ٣ آلاف تونسى للتنظيمات الإرهابية.
لم يكن استهداف حافلة لحرس الرئاسة التونسى أمرا جديدا على تونس، بعد تكرار الجرائم الإرهابية هناك، ولعل أكثر ما تسبب فى الظهور الإرهابى الكبير هو ما أقدم عليه راشد الغنوشى القيادى الإخوانى، إذ فتح الباب على مصراعيه أمام خروج ودخول الإرهابيين، وترك الحبل على الغارب لهم ودعمهم فى تونس، حتى وصلت لما هى فيه الآن من تواجد كبير للإرهابيين وتصديرهم أيضًا للدول الأخرى، ومن بين هذه القيادات البارزة أبوبكر الحكيم «أبو مقاتل» المتهم بقتل المعارض التونسى شكرى بلعيد وهرب لسوريا وانضم لـ«داعش» الإرهابى.
نجح «الغنوشى»، عقب ثورة ٢٠١١، فى تجميع الإرهابيين على كافة أشكالهم، وكان بعضهم فى السجون التونسية وبعضهم الآخر ممن كانوا يشاركون فى العمليات الإرهابية بالعراق وأفغانستان والشيشان وعدد من البلدان الأخرى، وعاد كثير منهم إلى تونس، وانضم لهم بعض المتهمين فى قضايا جنائية، بالإضافة لتجنيد المزيد من الشباب التونسى الصغير، ثم سافر بعضهم إلى ليبيا وسوريا والعراق والانضمام لتنظيمات مثل جبهة النصرة وداعش، بينما ظل العدد الأكبر متمركزًا فى سوسة التونسية وجبال الشعانبى والتى تعتبر أكثر الأماكن خطورة فى تونس.
وجبل الشعانبي هو أعلى مرتفع فى تونس إذ تبلغ قمته ١٥٤٤ متراً، ويعد الجبل من أشهر وأكبر مناطق «تسمين» الإرهابيين فى العالم العربى وإرسالهم للخارج، حيث يتلقون تدريبًا واسعًا بهذه المنطقة التى لا تعرف الحكومة التونسية حتى الآن كيفية الدخول إليها، ولايزال الجيش التونسى يستخدم الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والدبابات والمدرعات لدك حصون الإرهاب فى جبل الشعانبى منذ عامين تقريبا.
وتتشكل من إرهابيى الجبل خلايا إرهابية متخصصة فى اغتيال شخصيات عامة محسوبة على التيار العلماني، منهم المعارض شكرى بلعيد فى فبراير ٢٠١٣، والنائب بالبرلمان المؤقت، محمد البراهمى فى شهر يوليو من العام نفسه، بالإضافة إلى الهجمات الدامية التى استهدفت سياحا فى متحف «باردو» بالعاصمة التونسية، وأيضا بمدينة سوسة. ويتواجد بجانب هذه الخلايا خلية «عقبة بن نافع» التابعة لتنظيم القاعدة والتى أعلن بعض أعضائها الانشقاق عنها والانضمام لتنظيم داعش.
وتؤكد كل الشواهد أن الحادث الإرهابى الأخير فى تونس لن يكون نهاية المطاف، ويتحمل حزب النهضة الإخوانى فى تونس جزءًا كبيرًا منه لأنه سمح لهؤلاء بالتمدد والانتشار.