الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكتوبر العظيم (8)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان لزامًا علينا أن نستكمل رصدنا التاريخى لتفاصيل ما حدث فى معركة الكرامة والعبور، التى يعمد بعض الخونة والعملاء إلى جانب مجموعة من الشباب المغيب إلى محاولة تشويه حقيقتها بهدف النيل من جيشنا العظيم، وربما سندرك فى نهاية هذا المقال المحرك الحقيقى لهؤلاء، وكنا قد توقفنا فى المقال السابق عند قبول مصر وإسرائيل قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فى ٢٢ أكتوبر، ولكن الجيش الإسرائيلى قرر استغلال الفرصة والتقدم نحو الغرب وتحديدا نحو منطقة الدفرسوار ومدينة السويس، وذلك بهدف تغيير النتائج النهائية للحرب، لكن أبطالنا تصدوا لكل هذه المحاولات، وفشلت إسرائيل بعتادها أن تدخل مدينة السويس الباسلة ونجح أبطال المقاومة الشعبية فى تكبيد إسرائيل المزيد من الخسائر، وأجبروها على الهروب منها فى ٢٤ أكتوبر وهو التاريخ الذى تحدد فيما بعد ليكون عيدًا قوميًا للمحافظة، وترضخ إسرائيل فى نهاية المطاف إلى قرار إيقاف إطلاق النار، وبكت «جولدا مائير» وهى تعلن هزيمة جيشها، وتشكلت لجنة فى إسرائيل برئاسة «شيمون أجرانات»، قاضٍ فى المحكمة العليا، وكان هدف هذه اللجنة التحقيق فيما حدث أثناء حرب الغفران، وكانوا قد أطلقوا على حرب أكتوبر هذا الاسم نظرا لنشوبها فى أقدس يوم عند اليهود وهو يوم الغفران أو بالعبرية «كيبور» ولما انتهت هذه اللجنة من عملها، وضعت تقريرًا جاء فيه على لسان قادة إسرائيل إن المصريين قد خدعونا ولم نتصور يوما أنهم سوف يحاولون عبور قناة السويس لاستحالة هذا الأمر، ولم يخطر على بالنا أن الجندى المصرى لديه القدرة على صعود خط بارليف أو تدميره، واعترف قادة الجيش الإسرائيلى بأنهم واجهوا كارثة حقيقة وأن أكبر مفاجأة لهم تمثلت فى هذا التخطيط البالغ الدقة والذى لم يترك شيئا للصدفة، وحملت لجنة «إجرانات» رئيس الأركان الإسرائيلى «أليعازر» مسئولية عدم تقدير الوضع وقررت عزله من منصبه، وهو نفس ما حدث «لإلياهو زعيرا» رئيس الاستخبارات العسكرية، وقررت اللجنة أيضا عزل مجموعة كبيرة من الضباط الذين هربوا من أرض المعركة أمام المصريين وتركوا أسلحتهم وأجهزة اللاسلكى الخاصة بهم، والتى مكنت سلاح الإشارة المصرى من فك شفرات الاتصال بين قادة الجيش الإسرائيلى، ومن ثم أصبحت معلومات تحرك وحداتهم العسكرية عند المصريين أولا بأول، واضطر «موشى ديان» أن يستقيل من منصبه كوزير للدفاع معلنا تحمله المسئولية السياسية للهزيمة، وبعد سنوات كتب فى مذكراته يقول: «إن إسرائيل كادت تنهار فى ٧٣»، وكتبت «جولدا مائير» فى مذكراتها التى نشرتها فى كتاب بعنوان حياتى «لاشىء أقسى على نفسى من كتابة ما حدث فى أكتوبر فلم يكن ذلك حدثا عسكريا رهيبا فقط إنما كان مأساة عاشت وسوف تعيش معى حتى الموت، ولقد وجدت نفسى فجأة أمام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل منذ إنشائها»، وهكذا فقد اعترف قادة اسرائيل بهزيمتهم وأعلنوا ذلك فى مذكراتهم ورغم ذلك فإن بعض شبابنا ينكر انتصارنا ويشكك فيه، فهذه امرأة جاهلة وعميلة تسمى آيات عرابى وتدعى أنها إعلامية وهى هاربة ما بين قطر وتركيا وأمريكا لا تتوانى عن الهجوم على الجيش المصرى، وفى أكتوبر الماضى بثت فيديو عبر «الفيس بوك» تقول فيه إن الجيش المصرى لم يحقق انتصارا فى ٧٣، وقد أصابتنى تلك الأكاذيب بصدمة كبيرة لاسيما عندما وجدت بعض الشباب يعلق على هذا الفيديو بتأكيده على كلامها، وهؤلاء لم يكلفوا أنفسهم مراجعة التاريخ وما كتبه قادة إسرائيل أنفسهم عن حرب أكتوبر التى ستظل نصرا عظيما رغم كيد هؤلاء الخونة الذين يحاولون تغيير التاريخ، والذين لم يقرأوا اعتراف الرئيس الأمريكى نيكسون فى كتابه «نصر بلا حرب» حين قال: «إن هزيمة إسرائيل فى ٧٣ جعلتنى أؤمن بأن المواجهة العسكرية مخاطرة وأن التفوق فى التسليح لا يعنى ضمان النصر»، ولما عدت إلى أوراق لجنة أجرانات وجدت توصية مهمة أرجو أن ننتبه إليها جيدا وهى أن التاريخ يجب أن تمحى من سجلاته هزيمة إسرائيل وذلك لن يتم إلا بأمرين: الأول إشاعة أن المصريين لم يحققوا نصرا وأن المعركة انتهت بتفوق إسرائيل، والثانى هو تشويه كل من حارب فى أكتوبر من قادة الجيش المصرى لكى يفقد مصداقيته، هنا فقط أدركت أن هؤلاء الخونة إنما يفعلون ذلك كتنفيذ لتوصية لجنة أجرانات.