رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أمعاء المصريين مقلب زبالة..شاور: أمريكا تتخلص من 175 ألف طن كبدة مليئة بالسموم في مصر.. وسعد: تخزن بها المضادات الحيوية وبقايا الأدوية والهرمونات..التربانى: نستوردها كأعلاف

أمعاء المصريين مقلب
أمعاء المصريين مقلب زبالة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سندوتش الكبدة في مصر من أكثر الوجبات السريعة التي يلجأ إليها المصريون دون النظر أو معرفة مصدرها أو أضرارها، فمصر تستورد 175 ألف طن سنويا حسب آخر إحصائية أعلنها المستوردون في الغرفة التجارية في اجتماعهم لمناقشة المواصفة القياسية التي وضعتها الحكومة لهم في نهاية 2014 ولم تطبق لاعتراضهم عليها، وعند البحث والتدقيق وراء مصدر هذه الكبدة وجد أنها تستورد من أمريكا وأستراليا والمجر والبرازيل وبعض الدول الأوربية، كما أن هذه الكبدة لعجول أو أبقار كبيرة السن وتم تسمينها بالهرمونات والمضادات الحيوية والأدوية وكل هذه السموم تتركز في الكبد، وعند ذبح هذه الحيوانات يتم تجميد الكبد عند درجة حرارة -80 درجة مئوية ثم تحفظ في درجة -18 درجة ويتم التخلص منها كمخلفات أن يتم إعطاؤها للمستوردين المصريين للتخلص منها أو إعادة تدويرها باستخدامها في صناعة الأعلاف ولا تؤكل ويتم إعطاؤها للمستوردين بدون مقابل مادى ما أدى إلى أنها أرخص منتج لحم في مصر يتراوح سعره من 18 إلى 24 جنيها للكيلو وإلى أضرار وخطورة هذه الكبدة نترككم مع بقية التحقيق...


قال الدكتور لطفى شاور، مدير عام الطب البيطرى والتفتيش على المجازر بالسويس، إننا منذ أن اكتشفنا استيراد 32 ألفا من العجول المهرمنة من استراليا عام 2012 بدأنا نلقى الضوء على اللحوم والكبدة والدواجن كونها مهرمنة أو غير مهرمنة، فاتضح لنا في استيراد اللحوم أن الدول تنقسم لقسمين الأول يعلن للعالم أنه يستخدم الهرمونات كوسيلة في التسمين ولذلك يبيع لحومه بأسعار تنافسية رخيصة مثل أستراليا وأمريكا الجنوبية وغيرها، وأخرى تحترم إنسانية العالم وتقول: إنها تستخدم الطرق الطبيعية في تسمين العجول وبالتالى أسعار لحومها مرتفعة، وبما أن مصر دولة فقيرة ولفساد بعض المسؤولين فنستورد من الدول التي تستخدم الهرمونات في تسمين العجول حتى يكون سعر اللحوم رخيصة، مضيفا أن الدولة حاولت في العامين الماضيين أن تعدل من القوانين ومن المواصفات القياسية في استيراد اللحوم والكبدة والدواجن لكنها فشلت فشلا ذريعا، وهذا الفشل يتمثل في تطبيق المواصفات القياسية لاستيراد الكبدة واللحوم والتي من المفترض أن كانت طبقت في يناير 2015 وهى تمنع استيراد الكبدة المعالجة هرمونيا وهذا يؤثر على المستوردين بالطبع ماديا، مؤكدا أنه في شهر ديسمبر الماضى اجتمعت الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية حتى يتحدثوا عن مواصفات الكبدة وقالوا: إن لجنة سلامة الغذاء التابعة لوزارة الصحة الخاصة بإجراءات سحب العينات الخاصة بالفحص المعملى للحوم والكبدة المستوردة ستكبدهم خسائر فادحة، مطالبين بضرورة ارجاء تطبيق قرار هيئة الرقابة على الصارات بالتعديلات الخاصة بالهرمونات بالمواصفات القياسية للحوم ومنتجاتها رقم 310 لسنة 2014، مؤكدين أن هذا القرار سيوقف استيراد 175 ألف طن سنويا من أمريكا والتي لم تصدر شهادة بالهرمونات على صادراتها من الكبدة واللحوم مؤكدين أن ذلك سيؤثر على ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن في مصر. 


وأكد شاور، أنه قد ورد الينا منشور أنه تم تعديل المواصفة القياسية التي بها الاشتراطات القياسية وهى أن تكون الكبدة واللحوم مستوردة من دول خالية من الاوبئة والاشعاع وعدم معاملتها بالهرمونات الصناعية والمضادات الحيوية قبل شهر على الأقل من الذبح وان يثبت الفحص البيطرى خلو الشحنات الواردة قبل الذبح وبعده من الأمراض المعدية وأطوارها وإفرازاتها وأن يكون الذبح جرى على الطريقة الإسلامية وتشترط التعديلات أن تكون الحيوانات مصدر اللحوم لم يسبق معاملتها بالهرمونات وأن تكون عند الذبح خالية من الهرمونات الصناعية ونواتج تحللها وأن تكون الهرمونات الطبيعية في حدود الهرمونات الطبيعية التي يفرزها الجسم طبقا لجدول تمت إضافتها للمواصفة، كما جاء بها أن تكون بقايا المبيدات في حدود ما تقرره المواصفة، موضحا أن هذا معناه أن الحيونات والكبدة المستوردة بها كل الصفات السابقة.
وأوضح شاور، أن كبد الحيوانات المذبوحة في أمريكا تعتبرها أمريكا جزءا غير صالح للاستهلاك الآدمى لأنها تكسر السموم الموجودة في جسم الحيوان ويتم التخلص من النفايات والمضادات الحيوية والهرمونات المحقون بها الحيوان في الكبد وبالتالى يتم التخلص من كبد الحيوانات أن يتم إعطاؤها للمستوردين المصريين بدون مقابل ويقوم المستورد المصرى باستيراد هذه الكبدة وتغليفها وتجميدها ثم توريدها إلى السوق المصرية وبالتالى تجد أن الكبدة أرخص لحوم في مصر فكيلوا الكبدة يصل إلى 20 جنيه، متابعا أن هذه الكبدة تعتبر خامة جيدة لغش المستهلك المصرى ويغش المستهلك أن يقوم الجزارين وعديموا الضمير من التجار بصهر الكبدة المجمدة إلى كبدة في درجة حرارة الغرفة العادية ولم يستطع أحد كشفها أهى بلدى ام مستوردة الا بالفحص الميكروسكوبى وبالتالى يمكن غش المواطنين بها ببيعها ككبدة بلدى في بعض منافذ البيع، كما أن اللجنة الموجودة في الميناء ترى صلاحية الكبدة ووضعها للتجميد والتداول فقط، وليس لدينا التقنية العلمية والتكنولوجية التي تكتشف أن الكبدة مهرمنة وخاصة الهرمونات المصنعة ونواتج تحللها، كما أنه المستوردين يأتوا بشهادة من بلد المنشأ صاحبة المصلحة أن هذه الكبدة خالية من الهرمونات وهى شهادة مجاملة، وفى بعض المحال يقوموا بتسييحها ويبيعوها على أنها كبدة بلدى ومن الممكن أن المفتش لا يفرق بين الكبدة البلدى والمستوردة، وكل ما يستطيع أن يكشفه المفتش البيطرى أن يقول: إن هذه الكبدة مرت بمراحل تجميد فقط أم لا، وحتى نعلم أن هذه الكبدة مجمدة فهى تجمد في -80 درجة مئوية وتحفظ في درجة حرارة -18 وهذا يتم داخل المجزر الذي تم به الذبح.


ورأى الدكتور حسين بدر التربانى، أستاذ فسيولوجيا الحيوان بكلية الزراعة جامعة الأزهر، أن الكبدة بشكل عام ليس بها مخاطر طالما أنها ليس بها أمراض مثل الطفيليات كالديدان الشريطية وغيرها، إضافة إلى أن الكبدة هى مركز السموم تخلص الجسم من السموم المختزنة به والأشياء التي تستخلصها من الجسم تسربها خارجه عن طريق عملية الإخراج ولا تختزن به وإلا فشل الكبد، مضيفا أن الكبدة المستوردة والمهرمنة لها خطورة بالفعل على صحة الإنسان بلا شك ويتم إعطاء الهرمونات للحيوانات لرفع معدل النمو للعجول والمشكلة أن الغالبية العظمى من الهرمونات تتكسر إلى مركبات أصغر منه ومن الممكن أن يتحد ويكون هرمونات أخرى، والهرمونات التي ترسب الدهون وتزيد معدل النمو للعجول لها خطورة أكبر على الرجال فهى تزيد من نسبة الدهن بجسم الإنسان وتقلل من الخصوبة لدى الرجال وقد تسبب عقم في النهاية لأنها هرمونات أنثوية، مضيفا أنه من الصعب اكتشاف الهرمونات بالكبدة عند تحليلها عند استيرادها فالهرمونات حتى تسحبها لابد أن تسحبها من الدم ولا يمكن التعرف عليها في الانسجة فالهرمونات مادة كيميائية تسرى في الدم، ولابد أن يكون شرط الاستيراد أن تكون الكبدة منتجة من عجول لم تأخذ الهرمونات.


وقد أكد الدكتور محمد سعد، أستاذ الكيمياء الحيوية واستشارى التغذية بجامعة القاهرة، أن الكبدة المستوردة هى أحد مخلفات المجازر وفى الخارج كل المذبوحات عبارة عن بقر وعجول وكبدها هى أحد مخلفات المجازر التي يعاد تدويرها ودخولها في صناعة الأعلاف ولا يتم تناولها كطعام لهم، والمستوردين لدينا يحجزوها من هناك كمخلفات من المجازر، كما أن ذبح الحيوانات في الخارج ليس على الشريعة الإسلامية لأن المستوردين لم يتعاقدوا لشراء الحيوانات نفسها حتى يذبحونها لهم على الشريعة، موضحا أن الكبدة والكلاوى بالنسبة للمجازر في أوربا هي أحد مخلفات المجازر لأن حيوانات التسمين والتربية يتم التعامل معها من الناحية الكيميائية وبالتالى فكبد هذه الحيوانات تحتوى على المضادات الحيوية والهرمونات وبقايا الأدوية البيطرية والدهون والمواد السامة التي تخزن فيه والمسؤول عنها الكبد، مؤكدا أن هناك توجه للتسمين أن العجل أو البقرة يكون وزنه من 600 إلى 800 كيلوا، وهى كبيرة في السن ويكون بها تراكمات من العلاجات والهرمونات وكل هذه التراكمات تؤدى إلى الضرر المباشر على صحة الإنسان بصفة عامة، مؤكدا أن كبدة المعيز والجمال والبتلوا في مصر ليس لها أي أضرار بل لها فوائد لأنها لم تربى على الهرمونات أو تحقن بمضادات حيوية مثلما يحدث بالخارج، متابعا أن المستوردين يستوردوا الكبدة من أمريكا والمجر والبرازيل ودول أخرى.