الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

جمال مصطفى لـ"البوابة نيوز": أطالب نواب البرلمان بعدم رد الجميل لأهالي دوائرهم على حساب الآثار.. الثغرات القانونية وراء زيادة التعديات وفي حالة إثباتها ترفع قضايا رشوة ضدنا

جمال مصطفى في حواره
جمال مصطفى في حواره مع "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 - نخضع لضغوط سياسية لدفاعنا عن التراث وفى حالة الرفض يتم نقلنا

- 182 إجمالي العالمين بالقلعة ووفقنا أوضاع 60 فرد أمن لحمايتها

80 % حجم الإشغالات الحكومية وأزلنا 120 طنًّا من المخلفات الزراعية

 دار الدرب لن تتحول لدار للعملة وقدمنا مقترحًا لتحويلها لقاعات عرض متغير

200 ألف دولار لترميم القصورالسلطانية مدعومة من البنك الكويتى الإنمائى

- نحتاج مبلغ 360 ألف جنيه لإصلاح الطفطف ليكون موجودًا بالقعلة

 

23 موقعا أثريا هي إجمالى المواقع الأثرية بقلعة صلاح الدين لا يعرف عنها المصريون شيئًا إلا مسجد محمد على، ورغم أنها تشغل مساحة 70 فدانًا إلا أن المستغل منها فقط عشرة أفدنة، وهو ما دفع وزير الآثار لتعيين جمال مصطفى مدير المنطقة لإعادة تأهيلها من جديد وفتح مواقع أثرية للزيارة. حاورنا مدير القلعة للكشف عن خططه لمواجهة مشاكل التعديات والإشغالات الحكومية وطمس معالمها للبحث عن حلول للنهوض بها من جديد فإلى نص الحوار:

 - ما هي خطتك الحالية لتطوير منطقة القلعة؟

عندما تم تكليفى من الأمين العام بعد موافقة وزير الآثار كانت لدى تكليفات محددة بالنسبة للقلعة تتمثل في الارتقاء بالمرافق الموجودة في المنطقة، وحصر الإشغالات الحكومية، والتعامل معها برفعها والعمل بالجهود الذاتية لتطوير المنطقة لحين توافر ميزانيات، وتلك المرحلة تعتمد على إقامة دراسات أكثر منها تنفيذ، وقمت بعرض الخطة على السلطة المختصة ومدتها أربع سنوات، واعتمدت على محاور كان أهمها الهيكلة الإدارية، لأن المنطقة بها ما يقرب من 23 آثرًا والمساحات الضخمة بها تصل لسبعين فدانًا، ويقوم بالعمل في القلعة 182 موظفًا ما بين أثريين وإداريين وفنيين، وكل تلك التخصصات تحتاج لإعادة هيكلة، وبالنسبة للفترة التي سبقت كان هناك أعداد كبيرة تدخل في الهيكل الإدارى، وشكلت هذه الأعداد عبئا كبيرًا على العمل، وهو ما جعلنا نضع خططًا لإدارة الأمن والشؤون الفنية وتم عمل هيكل كامل للموظفين الذين يصلحون للعمل ليتم وضعهم في أماكنهم، وغير القادرين على العمل يتم وضعهم في أماكن تناسب قدراتهم.

 

- ما هي أهم الصعوبات التي تواجهكم في الهكيلة؟

التوزيع الجغرافى، فمعظم أفراد الأمن ليسوا من القاهرة، وهذا يؤثر على نسبة التواجد، وكل القيادات السابقة حاولت التغلب على تلك المشكلة لتسيير العمل، ولكن قلة الدخل لم تساعد على الإنتاج، وشكلت تلك العوامل ضغوطا كبيرة، وخاصة أفراد الآمن اللذين لجأوا للعمل بوظيفة ثانية بجوار عملهم بالقلعة.

 

- ما هي الآليات التي وضعت للتغلب على تلك المشكلة؟

قمنا بتوزيع المهام على أفراد الأمن للتناوب طبقا لساعات العمل، حيث يكون لكل فرد أمن العمل ثلاثة أيام في الساعات المحددة لها ويبقى يوم رابع يتم تناوب ساعات العمل مع زملائه إضافة إلى أننا اعتمدنا على العناصرالمستقرة في القاهرة للعمل بساعات الصباح؛ لأن هناك أعدادًا كبيرة كانت تواجههم صعوبات لبعد مقر سكنهم عن وظيفتهم ووقفنا بجانب المتضرر لصالح العمل.

 

- كم عدد أفراد الأمن العاملين بالقلعة؟

60 فرد أمن إجمالى الأعداد من بينهم 50 تم توفيق أوضاعهم وباقى العشرة سيتم حل مشاكلهم.

 

- هل لديكم خطة لتأهيل العاملين؟

أغلب أفراد الأمن اجتازوا دورتين تؤهلهم للعمل منها دورة للإطفاء وللأمن، ولكن أغلب العاملين من الفنيين يحتاجون إلى إقامة دورات تدريبية لهم، ولذا قمنا باستحداث إدارة جديدة للتدريب.

 

- كم عدد المناطق الأثرية المفتوحة للزيارة بالقلعة من إجمالى 23 موقعًا موجودًا بداخلها؟

لدينا 9 مواقع في الخارج أغلبهم يتوزع ما بين أضرحة ومساجد وبعضها غير مكتمل ولا يوجد بهم زيارة، وإذا نظرنا للداخل سنجد أن هناك عددًا كبيرًا من المواقع الأثرية المفتوحة للزيارة، وللأسف لفترات طويلة اعتبرت القلعة ممثلة فقط في جامع محمد على، ولا أحد يعرف أن هناك 23 أثرًا موجودًا بها على مساحة سبعين فدانا غير مستغل منها سوى عشرة أفدنة، وهذا بالطبع كان يؤثر على الزيارات السياحية، وهذا قصور من جانبنا، ولابد من الاعتراف به للبدء في البحث عن حلول للترويج للمعالم الأثرية بالقلعة لاستقدام موارد مالية، ولابد من التنسيق مع كل من وزارة السياحة حتى لا تكون مجرد "ترانزيت" للسائح.

 

- هناك مساحات كبيرة جدًا من الإشغالات الحكومية التي تعطل العمل بالقلعة، ما هي خطتكم لإزالتها؟

أشكرك على هذا الطرح لأننا بالفعل جادون في إزالة تلك الإشغالات، لدينا إشغالات كبيرة تخص قطاع المتاحف والمالية ووزارة الدفاع والشرطة، وكل الإشغالات تمثل أكثر من 80% من مساحة القلعة، ومؤخرا قمنا بإزالة 120 طنا من الإشغالات الزراعية الموجودة في الخفاء والتي كانت نتاج الزراعة.

- لماذا انتظرت القلعة كل تلك الفترة لتتراكم مثل هذه الأطنان من المخلفات الزراعية؟

كانت لدينا سيارة لنقل القمامة ولكن عقدها كان قاصرًا على نقل القمامة الداخلية للقلعة، ولم يشمل العقد التطرق للمخلفات الزراعية الموجودة، وقمنا بالتنسيق معهم لتوفير سيارة للبدء في نقل المخلفات الزراعية بالتنسيق مع الإدارة المركزية للتجميل لإخراج تلك المخلفات خارج القلعة، وساعدتنا سيارات الحى، وللأسف تلك المخلفات كانت تمثل خطورة كبيرة لأنها كانت تشتعل من وقت لآخر.

- هل لنا أن تقدم خريطة سياحية لمنطقة القلعة؟

قمنا بتقسيم المنطقة لخمس مناطق داخلية، كل منطقة لها طابع خاص المنطقة الأولى يهيمن عليها اللون الأصفر، وتضم باب العزب وتعتمد على مشروع حاليا يدرس مع اليونسكو لضم الحطابة إليها، والتي توجد بها تعديات على خمس آثار، والمنطقة الثانية دار الدرب والمعروفة بدار"العملة"، أما منطقتا "الجبخانة" و"سرايا العدل" فتخضع للدراسات حاليا، أما الجزء الثالث فيضم منطقة محمد على والقصور السلطانية والقصر الأبلق والذي دخل طور الترميم داخل الترميم هو وقصر الجوهرة، إضافة إلى مناطق بئر يوسف والمخصصة لإقامة المهرجانات والاحتفالات، وكذلك "المهندس خانة الخاصة"، وهى مساحة مغلقة منذ عام 1983، ويتم حاليا تجهيز مكان فيها للمفتشين والإداريين.

- بذكر منطقة "دار الدرب" لماذا لا تفتح للزيارة رغم الانتهاء من ترميمها؟

مجلس إدارة الآثار رفض فتحها وتحويلها مقرا لعرض العملات، ولدينا تصور لاستخدامها كقاعات عرض متغير، ولابد من عرض هذا على الجهات المختصة وبمجرد الموافقة على المقترح سيتم البدء فيه.

- هل سيتم استغلال أماكن أخرى بالقلعة لزيادة الموارد المالية؟

لدينا مكان مخصص للتنورة وهى مساحة كبيرة وبالتنسيق مع الآثار والسياحة ستكون أسرع مكان للاستغلال هي ومنطقة بئر يوسف وهى جاهزة.

 

- ماهو الدعم المقدم لمنطقة القصور السلطانية؟

لدينا دعم من الصندوق العربى الإنمائي الكويتى وأخذنا 50 ألف جنيه، وباقى 200 ألف دولار سيتم تسليمهم على دفعات لدعم ترميم القصور.

 

- ولماذا لا نرى" الطفطف" ضمن المشاريع القادمة؟

الطفطف موجود، ولكن بطاريته متعطلة ويحتاج إلى 360 ألف جنيه لإصلاحه، وبمجرد توافر الموارد المالية سيتم إصلاحه.

 

- مؤخرًا.. لجأت القلعة لتوفير سيارات "ليموزين" لضيوف الـ vip

القلعة تستقبل يوميا عددا كبيرا من الحفلات الخاصة والمهرجانات، ودخول السيارات للمنطقة يساهم في حدوث هبوط أرضى بها، لذا قررنا توفير سيارات ليموزين ليدخل بها الزائر، ويترك سيارته في أماكن انتظار السيارات.

 

- هناك تعديات كبيرة في منطقة السور الشمالى للقلعة.. إلى متى ستظل قائمة؟

مشكلة التعديات تواجه كل المواقع الأثرية للأسف.ليس لدينا وسيلة لمنع المتعدى لأنه يستغل الثغرات الموجودة في القانون التي تمنع إخراجه من سكنه إلا بوجود بديل، واستغل تلك الثغرة بعض المحامون لرفع قضايا رشوة على موظفى الآثار بمجرد إثبات حالة التعدى وهو ما يدفع الموظف للخوف،ومنطقة السورالشمالى كلها تعديات تقضى على المناظر الجمالية للقلعة،وكل قرارات الإزالة التي تصدر تحتاج لدراسات أمينة لإخلائها وكثير من تلك الدراسات تؤخرالتخلص من الإزالات.


- هذا معناه عدم القدرة على التخلص من تلك التعديات الفترات القادمة؟

هذا يعتمد بالطبع على تداخل الاختصاصات، لابد من وجود جهة واحدة.

تكون مختصة بإزالة التعديات لأن تداخل الاختصاصات لأكثر من جهة يعقد المشكلة أكبر، ولا يساعد على حلها، وكثير من نواب البرلمان يقفون بجانب أبناء دائرتهم المتعدين على الحرم الأثرى، ويعتبرنى خصمًا لهم ممثلا عن الدولة، وحينها يأتى لرد جميل لأهل دائرته فيقوم بالاعتداء على الحرم الأثرى ببناء مدرسة مخالفة للقانون أو نادي.


- ما الذي تطالبه من نواب البرلمان القادم بشأن ملف التعديات؟

أطالبهم بالقضاء على فكرة رد الجميل لأبناء دوائرهم عند نجاحهم، وأن يأخذوا دورات في التراث لمعرفة قيمته، وللأسف بعض من أعضاء البرلمان لا يعرفون شيئا عن التراث، لذا أطالبهم بتنظيم زيارات للمواقع الآثرية للتعرف على مشاكلها، ووضع خطة للتعامل مع التعدى مباشرة خاصة وأن الآثار ليست ممثلة في البرلمان، وكثير ما تمارس علينا ضغوطا للرضوخ للتعدى على الآثر.

- ما نوعية الضغوط السياسية التي تمارس عليكم بهذا الشأن؟

لا يمكن تفسيرها، وعندما يعترض المسئول عن تنفيذها يتم نقله، ولكن لدى أمل في التخلص منه بشكل نهائى وأن يعرف عضو البرلمان أنه مساند لى ضد تلك الضغوط.

- هل هناك حصر لعدد التعديات بمناطق الحطابة وعرب اليسار؟

كل المنطقة توجد بها تعديات لأن سكانها قاموا بالبناء على أملاك الدولة، وهذا للأسف يعود لتراكمات سنوات طويلة، ولابد أن يكون للدولة دور للقضاء عليها وليس الإعتماد فقط على الدعم الأجنبى في هيئة منح لأنه يفعل الفوضى.

- مؤخرا انهارت إحدى الباكيات الموجودة في القصورالسلطانية أثناء ترميمها ما السبب؟

السبب يرجع للرى بالغمروهذه مشكلة لاحظناها مؤخرا عند انهيار باكية من القصورالسلطانية، والفعل بدأنا في تقليل المساحات الخضراء لأن التربة جيرية وتتأثر بمياه الرى،ولذا تعاونا مع إدارة التشجير بالقلعة على الرى بالغمر في حدود بسيطة جدا للحفاظ على التربة لمنع حدوث سقوط أو انهيار في أرضيات القلعة نتيجة هذا الري، ونحاول حاليا الحفاظ على المساحات الخضراء بزراعة نباتات لا تحتاج لمياه كثيرة وتقليص المساحات التي يمكن الاستغناء عنها من بين الآشجار، ومؤخرا منعت الرى بالغمر منذ أن تسلمت المنصب إلا في حدود بسيطة جدا،من يقوم بالرى يلازمه مفتش أثرى معه لعدم إلقاء الخراطيم على الأرض بما يسمح بتسرب مياه كثيرة للأرض تضر بحالتها الجيرية.

 - هل هناك حلول لمنع تأثر التربة الجيرية بمياه الرى بالغمر؟

نعكف على إقامة دراسات للبحث عن حلول للحفاظ على المساحات الخضراء ولكن بشكل قليل حتى لا تضر بطبيعة المنطقة.


- ما هي أهم المشاريع التي ستخضع للترميم في المرحلة المقبلة بالقلعة؟

لدينا عدد من المشاريع التي ستخضع للترميم لتدخل ضمن خطة التطوير من بينها مسجد عبد الرحمن كتخودة العزب وهو في حالة سيئة جدا ويحتاج لترميم.