الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"السرطان" المرض اللعين الأكثر انتشارًا.. أطباء نفسيون: تحسين الحالة المعنوية للمصاب والاكتشاف المكبر والتوعية الدينية أهم طرق العلاج.. وأهم أعراضه الاكتئاب

السرطان المرض اللعين
"السرطان" المرض اللعين الأكثر انتشارا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر مرض السرطان من أكثر الأمراض انتشارًا في الآونة الأخيرة والذي تتعدد أنواعه حتى أصبح يصيب كل أجزاء وأعضاء الجسد، فضلا عن أنه يصيب الفرد بدون أي مقدمات، لارتباطه بمسببات عديدة منها التلوث، فيروسات الكبد، أيضا هناك العديد من الأطعمة التي أصبحت على علاقة قوية بإصابة الإنسان بهذا المرض اللعين، فبمجرد أن يسمع الشخص أنه مصاب بهذا المرض يعيش في دوامة نفسية قد تجعله يصل إلى المرحلة الأخيرة وهي الموت، فالحالة النفسية تلعب دورًا مهما في علاجه، حيث أثبتت الكثير من الدراسات أنه من 17 إلى 99% من المصابين بالسرطان يصابون بالوهن والاكتئاب النفسي جراء الإصابة به، ما يجعل فرصة تلقيهم للعلاج ضعيفة، لذلك ينصح الأطباء النفسيون هؤلاء المرضى بضرورة التعامل مع هذا المرض بشكل طبيعي، ويرون أن الوازع الديني يلعب دورا مهما في مراحل العلاج.


"البوابة نيوز" استمعت لشكوى المصابين بهذا المرض، وكذلك الأطباء النفسيين للتعرف على أهمية العلاج النفسي لمريض السرطان.
في البداية تحدثت س.ع، موظفة بوزارة الثقافة ـ 45ـ سنة، عن رحلتها مع سرطان الثدي، قائلة: اكتشفت إصابتي بهذا المرض عن طريق الصدفة، كنت ذاهبة مع صديقتي المصابة بهذا المرض بالصدفة، وفي المستشفى قررت عمل تحاليل للوقاية ليس إلا، لكن سرعان ما صدمني الطبيب بأنني مصابة بسرطان الثدي، وأضافت: شعرت بالحزن الشديد وبكيت كثيرًا، لكن والدي وقف بجواري في الوقت الذي تركني زوجي عندما علم بإصابتي بهذا المرض ما جعلني أطلب منه الطلاق، خصوصا عندما قرر الطبيب استئصال ثديي وقتها شعرت بالمرارة لكن الله منحني القوة، والآن أتعامل بشكل طبيعي، اعتبرت هذا المرض اختبارًا من الله.


بينما قالت مديحة زلط مدير عام بالإدارة التعليمية بمحافظة البحيرة وهي كانت أما لفتاة مصابة بالسرطان لكن هي الآن في ذمة الله، حكت قائلة عشت معاناة مع ابنتي أماني أصيبت بهذا المرض اللعين وهي في 18 من عمرها، كانت طالبة بكلية الطب، وأضافت أصيبت بهذا المرض بعد قيامها بحشو ضرس عند طبيب أسنان، ولم يكتمل الشهر حتى علمنا بإصابتها بالمرض وذلك بعد إجراء عشرات الأشعة والفحوصات الطبية لكن لم تستمر طويلا وتوفيت وهي الآن في ذمة الله، لافتة إلى أنها حتى هذه اللحظة صورتها لم تفارق خيالي، وأصبحت مرعوبة من هذا المرض بمجرد أن أسمع أن هناك شخصا مصابًا به تنتابني حالة من الهلع.
ولفت د. سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة إلى أن مرض السرطان يرتبط بجهاز المناعة والحالة النفسية للمريض لابد أن تكون جيدة، مشيرًا إلى أن السرطان عبارة عن مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالنشاط العدائي للإنسان، وتنتشر بسرعة، كما أن لها القدرة على غزو أنسجة الجسم المجاورة، وعن أسباب هذا المرض قال د. عبد العظيم أن التلوث بمختلف أنواعه أحد الأسباب للإصابة بهذا المرض، كما يلعب العامل النفسي والوراثي دورًا خطيرًا في هذا المرض، لافتا إلى أنه الأخطر إذا اكتشف أنه سرطان خبيث وليس حميدًا، هنا تبدأ رحلة الآلام النفسية والتي تبدأ بشعور المريض بالخوف والهلع، وأشار إلى أنه لو تم علاجه مبكرا تكون النتيجة أفضل، أما إذا أهمل المريض هنا يصل إلى المرحلة الثالثة والرابعة من المرض والتي تؤدي إلى الموت، فالعلاج لا يأتي دفعة واحدة، وأضاف إلى أن خطط العلاج تبدأ أولا بالتشخيص، والذي يتعرض له المريض فترة طويلة حيث يصاب بحالة نفسية نتيجة كثرة الأشعة والتحاليل.


وقال د. عبد العظيم شاهدت في معهد الأورام العديد من الحالات التي أصيبت باكتئاب نفسي جراء إصابتها بالسرطان، لافتا إلى أن هناك عقاقير قادرة على تدمير الخلايا السرطانية، لكن بها درجة من السمية التي تحتاج علاجًا آخر ما يؤثر بالسلب على الحالة النفسية للمريض، وبالتالي اتجه الأطباء لمنعها والبحث عن بدائل أخرى، حيث بدأت النظم العلاجية تحدث أنواعا علاجية جديدة لهذا المرض، وأشار إلى أن أغلب عقاقير معالجة السرطان تصيب المريض بالاكتئاب، رغم أنها مضادة للسرطان، وذلك نظرا لأنها تؤثر على المخ والجهاز العصبي بالسلب، أيضا المصابون بسرطان الدم خصوصا الأطفال فهم يحتاجون إلى تغيير النخاع ما يتطلب إجراء فحوصات طبية شديدة قد تصيب المريض بالمرض النفسي.
ونصح د. عبد العظيم علاج مريض السرطان يتطلب العلاج النفسي والتوعية الدينية مهمة للغاية خصوصا في مرحلة ما قبل الموت، فلو كان للمريض عمر وأجل مسمى، لابد من ضرورة إبلاغه خصوصا في حالة إذا أراد أن يكتب وصيته لأهله، وقال هنا الأمور تتداخل وتكون صعبة، لذلك يكون عند الأطباء وعي ودراية بالنواحي النفسية والقانونية التي لابد من اتخاذها، لافتا إلى أن أهل المريض أنفسهم يصابون بمرض نفسي نتيجة المعاناة التي يتعرضون لها من خلال آلام المريض أمامهم، منهم من يصاب باكتئاب وهو من أخطر الأمراض النفسية لذلك تلعب التوعية الدينية دورًا مهمًا في هذه الحالة، وينصح د. سعيد مريض السرطان الذي يكتشف المرض في بداياته بضرورة ممارسة الرياضة فهي تساعد على تحقيق الشفاء وتحسن الدورة الدموية، بل تقلل من الإصابة بالمرض، منوها إلى أن المرأة تحتاج إلى النشاط الحركي وذلك لتنظيم الهرمونات خصوصا الاستروجين.
ونبه د. هاشم بحري أستاذ الطب النفسي، أن المريض المصاب بالسرطان تتدهور حالته النفسية، حيث يصاب بالضغط العصبي والتوتر باستمرار ما يدفعه لعدم تقبل أي كلمة من المحيطين به، وأشار إلى أن الأهل يلعبون دورا بارزا في دفعه لتجاوز هذا المرض، ونصح بضرورة طرح نماذج ناجحة لأناس نجحوا في تجاوز المرض.