رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"السودان".. الممر الآمن للإرهابيين وحلقة الوصل.. التنظيمات التكفيرية تستخدمه لتهريب السلاح والمقاتلين.. عمليات تهريب ذهب وأموال لـ"داعش" الإرهابي إلى ليبيا ودعم "بيت المقدس" في سيناء

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتخذ التنظيمات الإرهابية من السودان ممرًا آمنا لتهريب السلاح والعناصر المقاتلة والذهب والأموال من المناطق التي يسيطرون عليها إلى أعضائهم في أفريقيا، ما جعل الدولة ذات أهمية إستراتيجية لجماعات العنف والتطرف.
عمليات تهريب مختلفة نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي إلى مناطق تواجده عبر "السودان" إلى ليبيا ومصر وتشاد وأفريقيا الوسطى، كان آخرها تلك العملية التي كشفت عنها عناصر جهادية بأن خمسة مقاتلين لـ"داعش" من العراق وسوريا بقيادة شخص يدعى "حداد بشار الأنصاري"، وصلوا إلى مدينة "سرت" الليبية من الشمال الغربي للسودان منذ ثلاثة أسابيع لسحب كميات كبيرة من الذهب والدولار الأمريكي والجنيه المصري المخزنة لدى قيادات التنظيم في المدينة، والتي استولوا عليها في الشهور الماضية لتحويلها إلى حسابات التنظيم غير المعلنة في تركيا عبر السودان وتشاد.
كما أكدت العناصر، أن "تركي البنعلي"، المعروف بـ"الشرعي العام" للتنظيم الإرهابي سافر إلى ليبيا منذ عدة أشهر عبر الأراضي السودانية، ولم يكن الأول الذي يسافر إلى ليبيا عبر السودان وسط أنباء عن وجود "أبو على الأنباري"، المقرب من أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم هناك.
تستخدم الجماعات الإرهابية في أفريقيا، وخاصة داعش وفروع القاعدة، السودان كحلقة وصل للتنقل والوصول إلى مصر شمالًا، وأريتريا شرقًا، بجانب الوصول من وإلى جنوب القارة السوداء، لإثيوبيا، وأوغندا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وأفريقيا الوسطى، كما تنتشر جماعات العنف في الغرب مع حدود تشاد خاصة في العاصمة "نجامينا" التي تحوي عددا كبيرا من المتطرفين، ممن يسهلون عملية التواصل مع جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المبايعة لداعش.
زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وجد من السودان ملاذًا آمنا عام 1991 إلى 1996، حيث بدأ الرجل في تكوين التنظيم سرا، تحت عباءة العمل في مشاريع استثمارية في البلاد.
وتأوي السودان حاليًا عددا كبيرا من أعضاء جماعات الإرهاب والعنف الهاربين من أحكام قضائية وعلى رأسهم أعضاء الجماعة الإسلامية والإخوان في مصر، وأشهرهم أبو العلا عبدربه، قاتل المفكر فرج فودة، وهو ما دفع السلطات الأمنية المصرية قرارًا، بإدراج السودان ضمن الدول التي يرتبط السفر إليها بضرورة موافقة الأمن الوطني، قبل السماح بالسفر، وذلك لمنع هروب متطرفي الإخوان وجماعات العنف إليها وللحفاظ على الأمن المصري.
وتحوي السودان، خلايا نائمة للعنف والتطرف، حيث استطاع تنظيم "داعش" الإرهابي، تجنيد خلية كبيرة له في العاصمة الخرطوم تعمل على إرسال مقاتلين من طلاب الجامعة المنتمين للحركة الإسلامية، وهو ما أكدته السلطات الأمنية في السودان عقب محاولة ثلاثة من طلاب كلية العلوم الطبية، الانضمام إلى التنظيم ضمن 12 آخرين، وأكدوا بعدها أن أكثر من 27 طالبًا وطالبة من السودان انضموا إلى "داعش" خلال الأشهر الفائتة.
كما تشهد السودان انتشارا واسعا للجماعات السلفية الجهادية وسط الشباب والطلاب، أبرزها تنظيم (السلف الجهادي في بلاد النيلين)، التابع للقاعدة، وظهر التنظيم الجهادي علنا في البلاد مع انطلاق التظاهرات الاحتجاجية التي نددت بالإساءة للرسول، حيث استغل بعضهم التظاهرات وهاجموا سفارتي المانيا والولايات المتحدة بالخرطوم، وظهر منسوبو الجماعة يتوشحون قماشة سوداء مكتوبا عليها (لا إله إلا الله)، كما شكل مقتل الدبلوماسي الأميركي غرانفيل على يد جماعات إسلامية متشددة، وهروب المتهمين من السجن، إعلانا رسميا لوجود الجماعات التكفيرية في البلاد، بجانب الحادث الأشرس الذي شهدته بإطلاق الرصاص على خمسين مصليًا منذ عدة سنوات.