الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"مش بعيد عن مروة".. خطوات جادة على مسيرة مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي

 العنف ضد المرأة
العنف ضد المرأة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي يستعد فيه المجتمع المدني في مصر والمنظمات والحركات النسوية لفعاليات 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة واستكمال المسيرة النضالية الطويلة لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في المجال العام والخاص، تطالعنا الصحف بقضية فتاة الفيوم "مروة" التي قام أهلها بذبحها إثر هروبها للزواج والعيش مع شاب مسيحي.
بعد الصدمة التي تحل بنا بعد قراءة الخبر يظل أول سؤال يتبادر إلى الذهن، ما الذي يدفع الأهل للقيام بذبح ابنتهم بكل تلك الأريحية وما الذي يجعل تلك الشريحة العريضة والغالبة من المجتمع تتصالح مع ما اقترفه الأهل من جرم وتقوم الدولة والمجتمع باعتباره حفظًا للدين والشرف ودرءًا للفتنة !!
ولا ينتهي السؤال قبل أن يلحقه سؤال آخر حول مصير كل تلك الجهود المبذولة للقضاء على التمييز ضد النساء في المجال العام ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والبحث في آليات القضاء على العنف ضد النساء في المجال الخاص، أذ تأتينا تلك الفتاة التي تذبح هكذا بين طرفة عين وانتباهتها في تأييد صريح من الدولة بقوانينها وتشريعاتها وقبول مجتمعي واسع.
مروة ليست ضحية التمييز الذي يفرضه النظام الأبوي ومنظومة الأعراف والعادات والتقاليد والتفسيرات الدينية وحسب، بل هي أيضًا ضحية تلك المنظومة التشريعية التي تتبنى تشريعات ظالمة للنساء تفرط في حقهن وتقتل العدالة لا تعليها، وتبرر كل الجرائم المرتكبة في حق النساء ما بين الحق في التأديب وحفظ الشرف ودرء الفتن و الالتزام بأحكام الشريعة لحد يتجاوز كل معايير الإنسانية ويفرق بين الأزواج أو يحرم الأم أطفالها أو ميراثها أو يهدر دمها.
مروة وكل الحالات التي تشابهها هن ضحايا لدولة تقر بالعنف ضد النساء ونظام يؤصل له، وهو ما يجعل قضية مروة ليست ببعيدة عن أي فتاة مصرية ويجعل مسألة العنف ضد النساء غير منفصلة عن عدد غير قليل من القضايا الملحة التي تضرب بعدالة الدولة ونظامها القضائي ومنظومة تشريعاتها.
لذا قرر مركز هردو لدعم التعبير الرقمي في إطار تدشينه لحملة للحكي الرقمي عن العنف الموجه للنساء ومناقشة دور التعبير الرقمي في دعم قضايا النساء وتوثيق نضالهن وإيصال صوتهن، أن يجعل من "مروة" فتاة الفيوم أيقونة لفعاليات الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة وأن تحمل تلك الحملة اسم "مش بعيد عن مروة".
هذا وندعوكم لمشاركة حكايتكن بالنص أو الصوت أو الصورة أو الفيديو أو أي وسيلة للحكي الرقمي عن أشكال العنف الذي تواجهونه، وإبداء مقترحاتكن/م وأفكاركن/م وأرائكن/م حول مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي على الهاشتاج #مش_بعيد_عن_مروة
تبدأ الحملة مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 نوفمبر وتمتد إلى 16 يومًا انتهاء في 10 ديسمبر والذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان.