الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

خبير آثار يطالب بإحياء الرحلة المقدسة من دير مارمينا لسانت كاترين

 الدكتور عبد الرحيم
الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار، أن الرحلة المقدسة للمقدّسين المسيحيين من أوربا إلى القدس عبر سيناء كانت بدايتها من دير مارمينا إلى دير سانت كاترين ومنه للقدس وهما مسجلين تراث عالمي بمنظمة اليونسكو.
وطالب ريحان - في تصريح اليوم الأربعاء بمناسبة ذكرى استشهاد القديس مارمينا التي توافق 25 نوفمبر من كل عام - بإحياء الرحلة المقدسة من دير مارمينا لسانت كاترين، موضحًا أن مار بكسر الراء كلمة آرامية (سريانية) تعنى السيد وتطلق على كبار القديسين الشهداء أمثال مارجرجس ومارمينا، وقد ذاعت شهرة القديس المصرى مينا الذي رفض عبادة الإمبراطورية الوثنية في عهد دقلديانوس ورفض السجود للآلهة وخرج إلى الصحراء متوحدا وقضى زمنًا طويلًا ثم قبض عليه وتعرّض للتعذيب ثم قطعت رأسه بالسيف ودفن بالإسكندرية.
وأضاف أنه بعد إنقضاء زمن الاضطهاد نقلت رفاته إلى المكان الذي يحمل اسمه الآن بمريوط، وذلك على إثر رؤيا ظهرت للبطريرك في ذلك الوقت بأنه أثناء حمل الجسمان من الإسكندرية توقف الجمل الذي يحمله في مكان معين ولم يتحرك حتى بعد أن استبدلوا الجمل بآخر لم يتحرك أيضًا لذلك دفنوه في هذا المكان بمريوط حيث شيد الدير.
وأشار إلى أن شهرة القديس مارمينا شاعت في جميع أنحاء العالم وجاء المقدّسين المسيحيين لزيارة قبر القديس لنيل البركة وطلب الاستشفاء وقام العالم الألماني كاوفمان في عام (1325هـ / 1907م) بأعمال حفائر في الموقع، وتبعه الدكتور بيتر جروسمان وعثر بين أنقاض دير مارمينا على بقايا أواني فخارية تعرف بقناني القديس مينا الفخارية من أحجام مختلفة، كما يوجد بالمتحف القبطي بمصر والمتحف البريطاني والمتاحف الأوربية مجموعات عديدة من هذه الأواني التي كان يحملها المسيحيون لتملئ بالماء من بئر شهير عند زيارة القديس مينا يعتقد أنها تشفي من أمراض العيون وهذه الأواني لا يمكن أن تقوم واقفة بل يجب حملها بواسطة خيوط تربط بين العنق والأذنين.
وذكر ريحان أن منطقة أبو مينا تقع 75كم غرب الإسكندرية ويقع الموقع الأثري خلف الدير الحديث الذي أنشئ أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي وهو مسجل كأثر بالقرار رقم 698 لسنة 1956، وسجل كتراث عالمي باليونسكو عام 1979 واكتشف الموقع عام 1905 على يد العالم الألماني كاوفمان بعدها حفائر المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية مواسم من 1925 إلى 1929 ثم حفائر الألمانيين دالشمان وفون جيركان موسم 1936، والانجليزي وارد بيركنز والمتحف القبطي بالقاهرة مواسم 1951 - 1952، ومنذ عام 1961 بدأ المعهد الألماني للآثار بالقاهرة في حفائر مستمرة في مواسم سنوية، وأسفرت التنقيبات منذ عام 1905 عن كشف مدينة كاملة كان يطلق عليها المدينة الرخامية لكثرة الرخام بالإضافة لمجموعة من الكنائس والمنازل والحمامات.
ووصف ريحان الموقع بأنه يضم مركزًا للحج وهو مكان تجمع المسيحيين في طريقهم للرحلة المقدسة للقدس عبر سيناء وتخطيطه من فناء متسع على شكل ميدان محاط بصفوف من الأعمدة ودور الضيافة وتقع حول مركز الحجاج ومنازلها من الطوب اللبن وبها حوانيت وورش وطريق المواكب وهو طريق كبير وعريض خاص بالمواكب يمتد من دور الضيافة إلى ميدان الحج، ومجمع معماري ضخم يتكون من مبان منفردة ومتصلة ببعضها البعض بشكل مباشر، ويشمل البازيليكا الكبرى (كنيسة البابا ثاؤفيلوس) التي تعود إلى أواخر القرن الخامس الميلادي وكنيسة المدفن (كنيسة البابا أثناسيوس) غرب البازيليكا وتعلو مقبرة القديس مينا مباشرة وتعود لعصر جستنيان (528- 565م).
وأضاف أن مدفن القديس مينا هو مقبرة تحت الأرض لها درجين أحدهما للصعود والآخر للهبوط لكثرة عدد الوافدين والمعمودية وهى ملحقة بكنيسة الشهيد مارمينا والكنيسة الشرقية التي تقع جنوب جبانة البرعسي وحمام مزدوج وحمام شمالي ومعاصر العنب وبيمارستان وهى مستشفى تقع جنوب الكنيسة البازيليكية الكبرى.