الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حقودة وأحسد الآخرين.. كيف أتخلص من ذلك؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القارئة: م. ع – القاهرة
أنا سيدة متزوجة أبلغ من العمر 35 سنة، استاء كثيرًا من نفسي، ولا أعرف ما الحل لمشكلتي، التي تتلخص في كوني إنسانة حقودة، وأكره الخير للآخرين، سواء الأصدقاء أو المعارف، ودائمًا ما أقارن نفسي بهم، وأكره أن يأتيهم خيرًا لم أنله، أحاول كثيرًا، مُجاهدة هذا الشعور، ولا أحبه، وأشعر بالذنب الشديد، وأستعيذ بالله من الشيطان، فكيف أتخلص من هذا الشعور السيئ تجاه الآخرين؟ علمًا أني على درجة من التدين والالتزام.

ريح قلبك – هدى زكي
قال الشاعر أحمد شوقي "ارْحَم نَفسَك من الحِقْدِ فإنّه عَطَب، نارٌ وأنتَ الحَطَب"، وكما قال الكاتب والمفكر الكبير مصطفى محمود "جرب ألا تشمت ولا تكره ولا تحقد ولا تحسد ولا تيأس ولا تتشاءم، وسوف تلمس بنفسك النتيجة المذهلة، سوف ترى أنك يمكن أن تشفى من أمراضك بالفعل، إنها تجربة شاقة سوف تحتاج منك إلى مجاهدات مستمرة ودائبة مع النفس، ربما لمدى سنين وسنين".
عزيزتي صاحبة الرسالة، قرأت كلماتك باهتمام بالغ، واسعدني سعيك الدؤوب للتخلص من هذا الشعور السيئ، فكثير من الناس الذين تعتريهم مشاعر الغيظ والحنق والحسد، وعدم حب الخير للآخرين، لا يشعرون بمجرد الذنب، بينما يتملكهم شعور الفرح، والشماتة في مصائب الآخرين والتمني بزوال النعمة عن من حولهم.
أنا أشجع رغبتك في التخلص من كل هذه المشاعر السلبية التي لن تجلب لكِ سوى الحزن، فعدم الرضا بقضاء الله هو من أشد المشاعر تعذيبًا للإنسان في رأي ولا يجلب سوى البؤس.
أعلمي يا غاليتي أن الله قسم الأرزاق لعبادة بالعدل، ولن يأخذ أحد منك ما رزقك الله إياه، ولن تأخذي أنت أيضًا، ما هو غير مقسوم لك فسواء تمنيتي الخير للناس أو لا لن يضرهم ذلك شيئا، وسواء قارنتي بين ما يملكون وما تملكيه، فلن يزيدك شيئا أو ينتقص منه، لذلك استمري في مجاهدتك لنفسك والاستعاذة بالله من الشيطان فهذه أرزاق مكتوبة، وعليك دائما أن تحمدي الله على ما أنعم به عليك وعلى أسرتك وعندما يخالجك شعور بالحسد أو الحنق تذكرى نعم الله عليك وأن الكثيرين ممن هم سواك لا ينعمون بها.
الرضا بقضاء الله وقدره، هو سبيلك للتخلص من تلك المشاعر السيئة وأدعوك في هذا الصدد لممارسة أي نشاط خيري مثل رعاية الأيتام ومساعدة غير القادرين، فإن السعي في الخير يزيل غشاوة القسوة عن القلوب، ويجعلها رقيقة عامرة بالإيمان والتقوى وتذكري جيدًا، عندما تتملكك مشاعر الحسد والغيظ أنه قد يكون هناك أيضا من يتمنى زوال النعم عنك كما تفعلين مع غيرك فكما تدين تدان فهل ترغبين في ذلك ؟ أنت بحاجة لوقفة مع النفس فكلنا خطاؤون، ولكن رغبتك في التغلب على ذلك هي السبيل "لا يؤمن المرء حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، أسأل الله لك التوفيق وأن يرزقك القوة على مجاهدة نفسك وينعم قلبك بمحبة الحق والخير للآخرين حتى تدوم سعادتك وتنعمين بما وهبك الله.

للراغبين في مراسلة "ريح قلبك" يمكنكم عرض مشكلاتكم وتلقي الردود عليها من قبل المختصين عن طريق التواصل على البريد الإلكتروني التالي: raya7.albaak@gmail.com