الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الذين كفروا بإدارة السيسي!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن بعض السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال الذين ناصروا الرئيس عبدالفتاح السيسى وقت ترشحه لانتخابات الرئاسة؛ قد بادروا إلى هذا الفعل على طريقة الفنان عبدالحليم حافظ فى فيلم «معبودة الجماهير» عندما سئل عن انتمائه الكروى فأجاب «زمهلكاوى» وهى طريقة يستخدمها معظم الفنانين والنجوم للاحتفاظ بحب وتعاطف أكبر قطاع ممكن من الجمهور.
هؤلاء الذين أقصدهم لم يتوقفوا عند البرنامج الانتخابى للسيسى، فكل ما شغلهم شعبيته التى عملوا على استثمارها لصالحهم بالظهور كمؤيدين متحمسين وداعمين للرجل.
وهم بالمناسبة مرتبطون بحزمة مصالح مشتركة «المال» عنوانها الرئيسي وتتحكم طبيعة هذه المصالح فى توجيه حركة العناصر المرتبطة بها سواء كانوا صحفيين أو سياسيين أو رجال أعمال، وتنفصل هذه المصالح تماماً عن المصلحة الوطنية، وقد بدا ذلك واضحا فى رد الفعل على خبر اتهام رجل الأعمال صلاح دياب بالاستيلاء على أراض وإلقاء القبض عليه..
وليست هذه القضية سوى التجلى الأوضح والأبرز لهذه الفئة التى لا تعمل إلا لصالحها، فمنذ وقت ليس بقليل بدأت عناصرها تتحرك كلٌ فى اتجاه بحسب طبيعة وظيفته.
الإعلاميون ومعهم السياسيون على سبيل المثال بدأوا يشككون فى طريقة إدارة الدولة من قبل الرئيس، وراحوا يوجهون رسائل بهذا المعنى فى إلحاح شديد على مسامع الرأى العام، بل وأطلقوا أحكاماً نهائية على نتائج بعض الأحداث والأزمات السياسية التى نمر بها، منها ما قاله نجيب ساويريس بشأن خسارة مصر لحليفها الروسى القوى على خلفية تداعيات سقوط الطائرة الروسية، وقد صاحب هذا التعليق لغط على بعض المواقع الصحفية حول استخدام روسيا للمادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة لتوجيه طلعات حربية نحو سيناء فى سياق حقها فى الدفاع عن نفسها.. وهو ما أثار بلبلة لدى الرأى العام بشأن مصير العلاقات المصرية الروسية، لكن حديث الرئيسين السيسى وبويتن فى اليوم التالى حسم ذلك اللغط، وترجم توقيع اتفاقية مشروع الضبعة النووى مدى قوة العلاقات بين البلدين، ليكون رداً عملياً على افتكسات ساويرس، ولا أظنه برئيا أو ساذجا كعوام الناس إلى حد لا يجعله قادراً على فهم مدى التعقيد فى العلاقات الدولية، وصعوبة الحديث عنها من منطلق الحسابات البسيطة.
بعضهم أطلق أحكاماً بفشل المشروعات القومية التى لا تزال فى طور التنفيذ، حتى إن الإعلامى إبراهيم عيسى أحد أبرز من تصدر مشهد الدفاع عن صلاح دياب، خاض حملة للتشكيك فى جدوى مشروع الضبعة النووى، ولم يترك مناسبة إلا وسخر منه، ومن الذين يصممون على تنفيذه؛ متناسياً حملات انتقاد الرئيس الأسبق حسنى مبارك لعدم إتمامه المشروع ذاته، على الرغم من أنه سينقل مصر نقلة علمية وتكنولوجية نوعية.
فارق كبير بين معارضة النظام السياسى، وانتقاد آلياته وأدواته، فكلنا جزء من النظام الذى نشأ عقب ثورة الـ٣٠ من يوليو، والكل هنا يعنى الشعب والرئيس والحكومة والأحزاب مؤيدها ومعارضها وكل هذه العناصر أدوات وآليات تعمل داخل النظام وينبغى انتقاد أى تقصير أو إهمال يظهر على أداء أى منها.
أما معارضة النظام السياسى فتعنى وبوضوح الدعوة إلى تغييره والانقلاب عليه، وهو ما يبدأ بالتحريض عليه والتشكيك فى صلاحيته.
للأسف لا يزال بعض السياسيين والإعلاميين يستعملون نفس أدوات المعارضة التى استخدموها ضد نظام الرئيس مبارك ويمعنون فى التحريض ضد نظام ٣٠ يونيو، وللحق بعضهم يفعل ذلك جهلاً، أو مراهقةً يريد أن يظهر نفسه مستقلاً محايداً، وبعضهم جزء من حلف المصالح يتجاهل قيام بعض رجال الأعمال بتهريب مليارات الدولارات رغم الظروف الصعبة، ويخصص منبره الإعلامى للدفاع عن حق الناشط حسام بهجت فى نشر أكاذيب ومعلومات مغلوطة عن الجيش المصرى ويصنف قضيته ضمن قضايا حرية الرأى والتعبير، وهو نفس ما فعلوه مع قضية صلاح دياب وحولوها من قضية استيلاء على أراضى الدولة بما يخالف القانون إلى قضية استهداف رجل أعمال مؤسس ومالك لصحيفة غراء.