الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصر تحتاج.. والشعب يريد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر صاحبة الحضارة القديمة والتاريخ الطويل الممتد الثري بأحداثه ومنعطفاته وتقلباته، مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية، مصر التي تنقلت بين عصور انحطاط وعصور ازدهار وتقدم، بين عهود طويلة من العيش تحت وطأة الاحتلال والاستعمار وبين استقلال وحرية، مصر التي مر عليها الاستعمار بمختلف أجناسه واختلاف أساليبه، مصر التي كانت الدولة الوحيدة التي خرج منها المستعمر متأثرًا بثقافاتها ولغتها ولم يؤثر فيها، مصر التي طالما فرضت عليها الحروب وخاضتها وذاقت طعم مرارة الهزيمة لكنها لم تنكسر ونهضت وحققت الانتصارات تلو الانتصارات تباعًا حتى وصلت للنصر الأكبر والعظيم، مصر صاحبة الثروات المتعددة المختلفة التي قلما تمتع بها شعبها ونهبت وسرقت هذه الثروات، إما بواسطة مستعمر طامع أو سلطة حاكمة فاسدة.. مصر التي أرادت لها الأقدار بحكم تاريخها وموقعها الجغرافي وثراء شعبها حجمًا وثقافة ورسوخًا أن تكون القائدة الرائدة في منطقتها العربية، فإذا ما كانت مصر قوية وإذا ما ارتفعت قويت بها وارتفعت معها الأمة العربية وإذا ما ضعفت مصر انحسرت القوة عن بقية الأمة، مصر التي طالما كانت الباعث لثورات تحرر على مستوى العالم كله.. مصر التي كانت ومازالت وسوف تكون المطمع لكل كيان غاصب قائم على سرقة الأوطان.
ونستطيع مواصلة السرد حتى تمتلئ به الصفحات كي نصل الى ما هي مصر.
ومصر الماضي هي مصر الحاضر الآني والمستقبل الآتي.. والحاضر الذي يقودنا الى المستقبل يستدعي منا وقفة تأمل وتفحص وتمحيص يتلامس فيها العقل مع القلب.. وقفة يتلاشى فيها تمامًا الخاص أمام العام، تنتهي فيها الأنا وتسود كلمة واحدة مضيئة براقة حبيبة غالية هي كلمة (مصر).. تتراجع فيها كل المصالح الخاصة والشخصية أمام مصلحة الوطن.. أمام مصلحة مصر.. مصر الأم، مصر الحامية، مصر الحاضنة، مصر الأمان والحياة والعمر المتضمن القيمة والمعنى للبقاء.
ومصر الآن، تمر بمرحلة غير مسبوقة من الخطر، مرحلة يفوق فيها الخطر على كل ما كان، وكل ما مرت به من قبل حتى في مراحل الحروب العسكرية المتعددة التي واجهتها.
وكم من الحروب واجهت فيها مصر خطر العدو الخارجي مغيرًا عليها جوًا وبرًا وبحرًا.. لكنها الآن تواجه الخطر بكل أنواعه وخساسة أشكاله.. تواجه عدوًا من وراء حدود يخطط ويواصل حلمه القديم والأزلي.. عدو مستعد يتحين لحظة الانقضاض، ويتفق حلمه ومخططه مع عدو داخلي خسيس، للأسف ولد على أرضها وحمل اسمها وينتسب لها!.. عدو يوصف خطأ بأنه من أبنائها ـ وأقول خطأ لأن الابن لا يخون والابن لا يخرب ولا يمزق ولا يبيع.
ومصر أيضًا تواجه خطرًا أشد خطورة في كونه مستترًا لامعًا براقًا مضللاً لمن لا يعرف بالقدر الكافي والمطلوب، مصر تواجه ما يسمى بالطابور الخامس الذي زرعته أمريكا ورعته ودعمته بملايين تتدفق الى داخل حسابات أعضائه، فتعمي الملايين القلوب وتذهب بالضمائر وتنهي أي إحساس بمعنى الوطن وقيمة الوطنية.. طابور تحتضنه أمريكا وتعمل على تقويته وتغلغله كما السوس يتغلغل بنعومة وتستر حتى ينهار الوتد.
كل هذه المخاطر وغيرها الكثير تمر بها مصر الآن، ويعرفها شعب مصر وأبناء مصر الذين ليس لهم وطن سواها بديل.. يعرفونها كل بقدر مختلف عن الآخر، لكن الإحساس بالخطر موجود لديهم والخوف على مصر موجود لديهم والتفكير لكيفية الخروج بمصر الى بر الأمان والاستقرار موجود لديهم.
تتفاوت المعرفة لدى أبناء مصر الحقيقيين بحقيقة حجم الخطر الذي يحيط بمصر الآن، لكن الفهم والوعي والإدراك يكاد يكون متوحدًا حول أن مصر تحتاج الى قيادة بمواصفات محددة.
تتفاوت المعرفة لدى أبناء مصر بحجم الخطر لكن تتوحد الأمنيات والمطالب.
يتوحد ما يريده الناس المحبون لهذا الوطن والذين ليس لهم ولن يكون لهم سواه بديل.
الشعب يريد قائدًا يقود المسيرة نحو التقدم والعزة والرفعة، يأخذها من جديد على طريق الريادة والقيادة والإرادة المستقلة وامتلاك القرار.. يأخذها الى مستقبل ترتفع فيه رايتا العلم والعمل متلازمتين مع راية القيم والأخلاق.
تريده قائدًا ممتلكًا لعناوين واضحة جلية لا تحتمل لبسًا ولا مواربة ولا مراوغة ولا محسنات كلامية سياسية يجيدها السياسيون من أصحاب الكلمة قبل الفعل.
لكن الشعب يريد صاحب الفعل المتلازم مع الكلمة والمتسق معها في آن واحد.
الشعب يريد قائدًا محبًا لمصر الوطن أكثر من حبه حتى للحياة (مع أن المعروف دائمًا أنه لا يوجد ما هو أغلى من الحياة).
الشعب يريد قائدًا يعرف قيمة ومقام مصر.. لتكون رائدة قائدة قوية تؤثر قبل أن تتأثر وتملك قرارها ولا تقبل بوصاية غير وصاية أبنائها.
الشعب يريد قائدًا شجاعًا مخلصًا شجاعة الموقف وإخلاص الموقف قبل شجاعة وإخلاص الكلمة.
الشعب يريد قائدًا وفيًا للعهد والوعد وفاء الموقف وليس وفاء الكلمة.
الشعب يريد قائدًا قريبًا منهم بملامحه وبساطته وإحساسه بفقرهم وقسوة حياتهم وظلم الأقدار لهم.. ليعمل جاهدًا على رفع هذا الظلم والتخفيف من هذه القسوة والأخذ بهم الى طريق الحياة الحرة الكريمة بتطبيق العدل والمساواة بين الجميع.
** : الشعب يريد.. الشعب يطالب.. الشعب الذي حينما استدعى ملأ الميادين هاهو الآن يريد ويطلب.
** وللحديث بقية قد تصل بنا الى من الذي يريده الشعب قائدًا لمصرنا.