الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

باراك أبوبكر البغدادي أوباما

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلما لاحت فى الأفق بوادر لتوحيد الجهود الدولية ضد الإرهاب، تخرج إدارة البيت الأبيض بتصريحات مشحونة بالنوايا الخبيثة، ظاهرها يحمل الدعوة لتحالف دولى بزعم مواجهة «داعش»، أما باطنها فيضع العراقيل أمام أى رغبة حقيقية.
لعل آخر تلك التصريحات التى أثارت جدلا واسعا فى الأوساط السياسية، ما جاء على لسان «باراك أوباما» بالتزامن مع لقاءات زعماء الدول الكبرى الرامية لتوسيع دائرة الحشد الدولى ضد الإرهاب وتكثيف الضربات الروسية لتدمير البنية الأساسية للتنظيم.. حيث اعتبر الرئيس الأمريكى أن القضاء على داعش، لن يتم إلا بخروج بشار الأسد من المشهد السورى.. بهذه التصريحات يتبنى «أوباما» أفكار الإرهابى أبوبكر البغدادى قائد تنظيم داعش.. فخطابهما واحد المقصود رؤية البيت الأبيض والفكر الداعشى كلاهما يدور فى فلك التخلص من نظام بشار الأسد، لأن التنظيم نشأ على أيدى الاستخبارات الأمريكية لأجل هذا الغرض.
بهذه التصريحات يتأكد لكل عاقل، أن الإدارة الأمريكية لا تريد القضاء على الإرهاب، لأنها ببساطة شديدة هى التى صنعته وأمدته بالسلاح وقامت بتوطينه فى المنطقة، غرست بذوره بموافقة بعض الأنظمة العربية وبدعم منها.
هذه الأنظمة لم تدرك حجم المخاطر الناجمة عن الولاء المطلق للرغبات الأمريكية الرامية لتمزيق المنطقة على أساس عرقى وطائفى ومذهبى، فضلا عن أن العمليات العسكرية الأمريكية فى سوريا كانت وهمية رغم الضجيج الذى صدعت به رءوسنا.. فهذه الحقيقة تكشفت فى أعقاب التدخل الروسى المباشر فى سوريا.
لذا فإن الضربات الأمريكية لم تكن موجهة ضد «داعش» لكنها كانت تهدف بالأساس إلى إنهاك القدرات العسكرية للجيش السورى، بما يتيح الفرصة لتفكيك الدولة وتمدد التنظيمات الإرهابية للسيطرة على المنطقة.. فهى -أى واشنطن- تقوم بدعم الإرهابيين بادعاء أنهم معارضة معتدلة جرى تسميتهم بالجيش الحر.
رغم ضبابية المشهد السياسى على المستويين الإقليمى والدولى وعدم وضوح الرؤية حول التحالفات الدولية التى ترفع شعار الحرب ضد الإرهاب، إلا أن المواقف الأمريكية والبريطانية كافية لأن تتجه نحوهما سهام الاتهامات، بتورطهما الكامل فى كل ما جرى من أعمال إرهابية.
فحادث الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء لا ينفصل عن التفجيرات التى حدثت فى فرنسا، كلاهما مرتبط بـ «داعش» وكلاهما إن شئنا الدقة يحقق عدة أهداف عقابية نفذتها مخابرات بريطانية وأمريكية، انتقاما من الدول الثلاث «مصر وروسيا وفرنسا» لإحداث الفتنة بين مصر وروسيا من ناحية وفرنسا وروسيا من ناحية أخرى.
فى هذا السياق ربما يتساءل البعض عن علاقة فرنسا بالطائرة الروسية والهجمة الشرسة على مصر، الأمر ببساطة يحيلنا إلى الدعم العسكرى الفرنسى لمصر بداية من تسليح قواتنا المسلحة بطائرات «الرافال» وليس نهاية بحاملتى الطائرات «ميسترال»، فهذا التنوع فى مصادر التسليح كان بمثابة لطمة على وجه البيت الأبيض، فضلا عن أن توافقا تم بين روسيا وفرنسا حول محاربة الإرهاب والقضاء عليه وهذا التوافق يصب من جهة أخرى فى دعم الجيش المصرى الذى يواجه الإرهاب بمفرده نيابة عن العالم.. كما أن التقارب بين القاهرة وموسكو كان مربكا لحسابات واشنطن من الناحية الاستراتيجية.
من منطلق المعلومات المتداخلة فيما بينها، تعالوا نقرأ المشهد من زاوية أخرى ستقودنا إلى جملة من الحقائق المقبولة منطقيا، خاصة إذا علمنا أن التنظيمات الإرهابية فقدت قدرتها على تحمل الضربات القاسية.. قيادات داعش دخلوا فى نوبة جنون، كانت فاضحة لما يدور فى أروقة أجهزة الاستخبارات، كشفوا النقاب عن الأسرار الحقيقية للجريمة الإرهابية فى إطار الاستعراض الأحمق المشحون بالغرور، أذاعوا شريط فيديو لإثبات أنهم من قاموا بإسقاط الطائرة الروسية، الفيديو يوضح شكل القنبلة التى انفجرت فى الطائرة الروسية، وهى عبارة عن عبوة مياه غازية كانت موجودة أسفل أحد كراسى الطائرة هادفة من نشر الفيديو على الشبكة الإلكترونية أن تلك العبوة هى التى انفجرت.
هنا علينا النظر للأمر بقدر من الأهمية قبل التقليل من قدرة «داعش» على ارتكاب الفعل، أولا وحسب المعلومات المؤكدة التى جرى تجاهلها عمدا من كافة الأطراف ولم تلتفت إليها وسائل الإعلام، أثناء الصخب المشتعل، أن الطائرة القادمة من روسيا هبطت فى تركيا «ترانزيت» قبل قدومها إلى مطار شرم الشيخ.. بما يعنى أن العبوة كانت داخل الطائرة عقب إقلاعها من تركيا وتم التحكم فى تفجيرها بحساب الوقت إلى ما بعد إقلاعها من شرم الشيخ.. هذا الفعل الإرهابى يتجاوز قدرة أعضاء التنظيم منفردين على ارتكابه، هذا اليقين يقودنا إلى ضلوع أجهزة استخبارات لديها إمكانيات ضخمة، بما يعنى تورط تركيا فى الجريمة.
لذا فإن تصريحات الرئيس الفرنسى عن تورط بعض الدول فى دعم الإرهاب لا يخرج عن هذا التصور المقبول شكلا وموضوعا.
كما أن النظر للعملية من بدايتها ووصولا لتداعياتها يؤكد أن الترتيب للجريمة لم يكن داعشيا فقط بل بالتعاون مع أجهزة محترفة فى تنفيذ العمليات القذرة.
وإذا انتقلنا إلى التنسيق الروسى الفرنسى فى محاربة «داعش» سنجد أنه كان محرضا على ارتكاب جريمة باريس كنوع من الانتقام.