الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخوان الجدد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«جماعة الإخوان تمرض ولا تموت».. هذه المقولة أعلنها مؤخرا القيادى الإخوانى وعضو التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية والممول الرئيسى لها وصاحب مفاتيح خزائن تلك الجماعة يوسف ندا خلال اجتماع دعا إليه عددا من قيادات الجماعة في سويسرا عقب حادث باريس الإرهابى وتداعيات هذا الحادث على مستقبل ومصير جماعة الإخوان خاصة على الساحة الأوربية والتعامل مع هذا الحادث.
ورغم أن لقب الثعلب أطلق على نائب المرشد الهارب محمود عزت إلا أن الثعلب الحقيقى داخل هيكل تلك الجماعة هو يوسف ندا الذي استطاع الحفاظ على مركز قوته داخل الجماعة وقدرته على التأثير والإدارة بعيدا عن أي صراعات أو انقسامات، وكان دائما هو المنقذ للجماعة من بعض الأزمات التي واجهتها على الساحة الأوربية، بل هو المهندس الحقيقى للتقارب بين أردوغان والإخوان.
فخلال الاجتماع الأخير الذي دعا إليه ثعلب الجماعة يوسف ندا عرض عليهم تصورا جديدا لإنقاذ الجماعة تحت عنوان الإخوان الجدد لماذا؟ واقترح بدء ظهور وتأسيس كيان جديد يولد من رحم الجماعة وخاصة من الهاربين خارج مصر باسم الإخوان الجدد وعدم الإشارة إلى اسم «المسلمين» في هذا الكيان الجديد نظرا لما لحق باسم الإخوان المسلمين من مشاكل عديدة على الساحة العربية والأوربية.
وتضمن الطرح المقدم من يوسف ندا أن يكون كيان الإخوان الجدد لا يرتبط بالدعوة الإسلامية والمنهج الإسلامى بسبب ما لحق بهذا المنهج من أذى وضرر بسبب ممارسات تنظيم داعش الإرهابى وخاصة على الأرض الأوربية، وما سوف يلحق بالكيانات الإسلامية من أذى وضرر ورفض أوربي للتعايش مع هذه الكيانات وأن تنظيم الإخوان الجدد يسعى لإصلاح ما أفسده الإخوان المسلمين وباقى حلفائهم.
ولعل سعى ورغبة الثعلب الإخوانى يوسف ندا لإطلاق اسم الإخوان الجدد يكشف مدى الولع بمجموعة المحافظين الجدد وهى المجموعة السياسية الأمريكية اليمينية التي قامت على أساس قوة وهيمنة أمريكا على العالم وضمت مجموعة من المفكرين والمثقفين والمحاربين القدامى، يؤمنون بتحقيق أهدافهم بالقتل والتدمير على حساب الآخرين المنافسين والمعارضين لهم واستمدوا أفكارهم من المفكر اليهودى الألمانى ليوشتراوس.
والغريب أن المحافظين الجدد ظهروا في بداية العشرينيات في عام ١٩٢١ وجماعة الإخوان هي الأخرى ظهرت في عام ١٩٢٨، وربما ذلك هو الذي دفع يوسف ندا إلى إطلاق اسم الإخوان الجدد على الكيان الجديد الذي يخطط لإنشائه كبديل عن جماعة الإخوان في الاسم فقط، ولكن النهج والفكر والأسلوب والممارسات واحدة ولن تتغير وهى محاولة للاختباء بعض الوقت بعيدا عن المطاردات الأوربية لهم.
فجماعة الإخوان الجدد التي يسعى يوسف ندا للترويج لها خلال الأسابيع المقبلة هي محاولة إخوانية للتحايل والهروب من الكراهية العالمية لتلك الجماعة حاليا، فلم تعد كراهية مصرية أو عربية فقط بل أصبحت كراهية عالمية ورفضا عالميا لكل ما هو إخوانى بسبب المآسى والأضرار التي لحقت بالعالم والأبرياء من المواطنين، وأن النيولوك الجديد لتلك الجماعة الإرهابية لن يخدع العالم كما انخدع العالم من قبل.
والمحاولة الإخوانية التي يقودها الثعلب الإخوانى يوسف ندا حاليا بمساعدة عدد من مكاتب الترويج الإعلامي والعلاقات العامة الأوربية لجماعة الإخوان الجدد لا بد من التصدى لها وكشفها والقضاء عليها من المهد قبل أن تنمو وتكبر وتصبح أخطر من جماعة الإخوان المسلمين، لأن الإخوان الجدد سوف تسعى لفتح أبواب العضوية أمام غير المسلمين أيضا.
فكما أن جماعة المحافظين الجدد لديهم ميول عدائية شديدة تجاه العرب والمسلمين فإن الإخوان الجدد أيضا سيكون لديهم ميول أشد عدواة تجاه العرب والمسلمين لإحساسهم بأن العرب والمسلمين هم الذين قضوا على أحلامهم في بناء إمبراطورية إخوانية وتم إسقاطهم من فوق مقاعد حكم مصر وأن الإخوان الجدد سوف يتحالفون مع المحافظين الجدد..
فالإخوان الجدد هم الخطر القادم الذي يجب الاستعداد له من الآن وعدم إطلاق أي إشارات ترحيب بهذه الجماعة تحت ستار أنها ستقضى على الإخوان المسلمين ولا يجب احتضانها أو تقديم الدعم لها بل يجب التصدى لها ورفضها وكشف حقيقة وجودها ومخططاتها، وأنها بمثابة حصان طروادة الذي تختفى داخله الجماعة الأم الإرهابية لكى تظهر وتقود من جديد وتنقض على الفريسة والضحية فلا تنخدعوا في الإخوان الجدد واحذروهم وحاربوهم عندما يظهرون.