الأربعاء 05 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حزب النور والراقص على السلالم "3"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاد حزب النور السلفي لعادته الذميمة بالرقص على كل الحبال و النوم على كل الأسرة و الرقص لكل من يظن أن سوف يدفع ، و بعد أن كان أعلن كبير الحزب و رئيسه من خلال قناة الشر الصهيونية (قناة الجزيرة القطرية) انسحابه و انسحاب حزبه من خارطة المستقبل المصرية ، و عودتهم أدراجًا إلى أصحابهم القدامى و انضمامهم إلى معسكرهم الأصلي التابع لقوى الشر في "اعتصام رابعة" ، و سحبهم تأيدهم للسلطة الجديدة في مصر و ندمهم على المشاركة في مشهد مصر الخالد في 3/7/2013 م ، بل و تسميتهم الإطاحة بالنظام العميل للصهاينة في مصر ، بالانقلاب العسكري ، كل ذلك رقصًا للإخوان و الغرب و الصهاينة على سلالمهم و نومًا على سريرهم ظنًا منهم –و الظن في حالتهم كله إثم!- أن الحال سوف يتغير و أن الغرب سوف يتدخل عسكريًا في مصر لصالح عملائه الخونة في الحكم (الخوان للمسلمين)! و أن الجماعة ستعود لحكم مصر مرة أخرى ، فأرادوا أن يحجزوا لأنفسهم مقعدًا في النظام الجديد ، تمامًا كما فعلوا من قبل في يوم 3/7 و من قبلها كما أعلنوا دعمهم للإطاحة بنظام "مبارك" بأثر رجعي .
و لكن جاءت الأقدار بما لم يشتهيه الحزب السلفي الخسيس ، و أدارت الدولة المصرية الأمر بحرفية و خبرة ، و استطاعت أن تعيد الأمور لنصابها و لتنتهي الأزمة لصالح الدولة المصرية العريقة ، و تخيب آمال الإخوان و من ورائهم .. حزب الراقصين على السلالم ، في العودة إلى حكم مصر مرة أخرى ، ليعود الحزب السلفي مرة أخرى أدراجه يجر أذيال الخيبة و العار ، ليعلن مرة أخرى –و يا لكثرة عوداته!- اعترافه بالسلطة الحاكمة في مصر و عودته إلى أحضانها مرة أخرى ، بل و زاد في التبجح و الصفاقة ليعلن أنه سوف يشارك في لجنة الخمسين لصياغة الدستور ، ليس بعضو واحد و إنما بعضوين !!!
بل و زادوا على ذلك كعادتهم في الرقص على الحبال و استخدام كل قيمة سامية لخدمة مشروعهم و مصالحهم و خططهم الدنيئة و الخبيثة و الوضيعة و بمنتهى المنتهى في الوضاعة و بقمة القمة في الانحطاط و العهر فزعم حزب الراقصين على السلالم زعمًا كاذبًا مفاده أن مشاركتهم في لجنة الخمسين لصياغة الدستور إنما هي للحفاظ على الهُوية الإسلامية للدولة و حتى لا تحذف المادة 219 من الدستور ، و أنهم ما شاركوا و لا عادوا إلا من أجل أن يحافظوا على الإسلام في أرض مصر !
و كأن مصر بدونهم لا تعرف الإسلام و لا تحافظ عليه !! ألا شاهت الوجوه الكاذبة المنافقة المدعية !
و لكنهم لما لم تفلح تلك الحيلة و لم تَرجْ على الناس و أُلغيت تلك المادة الفتنة التي صيغت بالأساس في دستور الإخوان لإشعال نار الفتنة الطائفية و المجتمعية في مصر ، خرجوا لينافقوا كعادتهم و يرقصوا على السلالم و يعلنوا أن الدستور الجديد و الخالي من تلك المادة (و التي حاربوا المصريين جميعهم عليهم ، و صورها في صورة الفتح الذي لم يحقق النبي –عليه السلام- من فتح مكة ! بل و زعموا أن تلك المادة هي التي تجعل أهل مصر مسلمين و من دونها لا يكونون كذلك ، و أنهم لم يشاركوا في لجنة الخمسين إلا من أجل الحفاظ عليها!) يحافظ على الشريعة و يصونها أكثر من نظيرة الذي كان يحويها !
يل لصفاقة الوجوه ، و ثخانة الجلود !
ومع الانتهاء من صياغة الدستور وسط احتفاء شعبي به و حماس لإنجازه ، حيث اعتبر المصريون أن إنجاح خارطة المستقبل و إتمامها إنجاحًا لمصر و نجاة لها من الهلكة و التقسيم و خروجًا بها من عين عاصفة الفوضى الخلاقة و مشروع الشرق الأوسط الجديد (و إن كان الدستور نفسه به من المفخخات ما به ، بقدر من شاركوا به من أصحاب الهوى الأمريكي و الصهيوني) ، لكن كان لابد للدستور أن يمر على أي حال لاقتضاء المصلحة في تلك المرحلة ذلك ثم يقضي الله أمرًا كان مفعولًا !
و عندها وجد الراقصون على الحبال أن حالة الرقص على السلالم تقتضي الآن منافقة المصريين و الظهور في مظهر الحريص على مصالحهم ، دعوا مباشرة إلى الخروج في الاستفتاء على الدستور و القبول به بالمؤتمرات الانتخابية و أنفقوا على الدعاية له ببذخٍ شديدٍ من أموال مشبوهة لا حصر لها !
حتى تم الاستفتاء على الدستور ، ليخرجوا على المصريين معلنين أنهم وحدهم من كانوا سببًا في نجاح الاستفتاء ، و هو أمر –بالطبع- يخالف الواقع بل و يناقض الحقيقة ، و لكنها طبيعة حزب الراقصين على السلالم .
ثم جاءت مرحلة الانتخابات الرئاسية ليعود الراقصون على السلالم إلى عادتهم القديمة فيمارسوا النفاق مع المرشح الذي تيقنوا أنه يحظى بأغلبية ساحقة و أنه الفائز لا محالة .
فأخذ حزب الراقصين على السلالم يمدح و ينافق و يثني على المرشح الرئاسي "عبد الفتاح السيسي" بما لم يمدح هو به نفسه و لا مدحه بها أحد من حملته ، حتى بدا الأمر و كأنهم هم حملته الرسمية التي تروج له بين الناس !
بل لقد وصل الأمر بــ "د:ياسر برهامي" –و هو كبير الراقصين على السلالم ، و من علمهم الرقص على السلالم - أن أعلن في أحد مؤتمراته الداعمة –أو قل المنافقة- للسيسي :"أن السيسي هو مرشح التيار الإسلامي"!!!
و لكن الحقيقة أن ما كان منهم من دعاية –لم يكن الرجل في حاجة إليها ، و لم تزده ، إن لم تكن قد نقصت منه- لم يكن سوى محض نفاق رخيص و رياءً و مجاملة و مصانعة ليس لها من هدف إلا دفع رشوة مقدمًا للسيسي لكي يرد لهم هو الآخر الرشوة عندما يصبح رئيسًا و ذلك بتمكينهم من مفاصل الدولة و السماح لهم بالعمل السياسي على خلاف الدستور .
و هو ما نجزم نحن بأنه لن يحدث ، و حينها ، و عندما يتأكد الراقصون على الحبال من أن السيسي و الدولة المصرية لن تعطيهم ما يريدون ، سوف ينقلبون عليه و عليها ، و يمارسون الرقص على الحبال ليعودوا مرة أخرى إلى الطرف الآخر من الحبل ، ليلعبوا على حبل الإرهاب و يمارسوا العنف لا محالة .
و في الختام أقول كلمة لوجه تعالى و للتاريخ ، أنه سوف تشهد المرحلة القادمة رقصة جديدة من حزب النور و أُمِّه :الدعوة السلفية بالإسكندرية ، بالتحول إلى الإرهاب و سفك دماء المصريين دون تفرقة بيم مسلم أو غير مسلم و حينها ستكون النهاية لهم و لكنه سيكون الألم لنا .
لله و للتاريخ أقول : أن على الدولة المصرية بأجهزتها المختلفة أن تضع إستراتيجية قوية من الآن لمواجهة الإرهاب السلفي القادم لا محالة ، حتى لا تفاجئ به على غرة و حينها سيكون الأمر خطيرًا و ستكون الخسائر كبيرة .
اللهم بلغتُ ... اللهم فاشهدْ .