الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اقتراح للثقافة الجماهيرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سامحونى ما زلت أسميها الثقافة الجماهيرية، رغم أن اسمها الرسمى هو الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبعد مظاهرات يناير ١٩٧٧ سموها الهيئة العامة للمراكز الثقافية فى ذلك الوقت كنت أعمل بها، جلسنا مع مدير قصر ثقافة الريحانى الذى تم تعيينه بعد المظاهرات، جلسنا نتساءل لماذا تم تغيير اسمها من قصور الثقافة إلى مراكز الثقافة، فما كان منه إلا أن قال: «قصر كلمة أصلها من قيصر وهى كلمة شيوعية لأنها تذكرنا بقيصر روسيا». هذا ما حدث بالضبط. لم يكن ممكنا لنا استمرار النقاش معه سحبت ورقة من على مكتبه وكتبت فيها طلب نقل إلى إدارة أخرى وهى الإدارة التى انتقل إليها مديرى القديم ظللنا نضحك سنوات على رأى السيد المدير الجديد وفى داخلنا إحساس بأن الأمور ذاهبة إلى ما هو أسوأ بكثير وبالفعل مع الزمن صارت قصور الثقافة طاردة للأدباء والفنانين أكثر مما تجمعهم. عرفت الكثير من دهاليزها حين صرت مديرًا يومًا ما وكنت أفضل دائما ألا أعمل. ألوذ بإجازة أو بتفرغ أو ندب لهيئة الكتاب. لم تعد لى قدرة على الاستمرار وسط الجهل الذى يزداد وتدخل الجهات الأمنية فى الأنشطة، والسرقات فى ميزانية الأنشطة وغير ذلك مما يطول فيه الكلام. ما علينا من هذا كله ربما أكتب يوما مذكراتى فى وزارة الثقافة أو بمعنى أدق فى الحياة الثقافية كها. المهم الآن أن ما أريد أن أقوله هو مجرد اقتراح بسيط جدا.
أنا أعرف أن ميزانية الثقافة الجماهيرية يضيع سبعون بالمائة منها على المرتبات. ومن ثم فالأنشطة الثقافية ضعيفة وستظل ضعيفة. والقانون لا يمنع أن تلجأ هذه الهيئة الممتدة من حلايب إلى السلوم إلى جهات المجتمع الأهلى. هذه الهيئة المترامية تشمل حوالى ٥٠٠ قصر وبيت ثقافة طبعا القصور لا تتجاوز المائة والخمسين وهذا رقم ليس بالقليل. والباقى بيوت ثقافية فى القرى والنجوع والقصور والبيوت مقسمة إلى أقاليم شمال الدلتا ووسط الدلتا وشمال الصعيد وجنوب الصعيد وهكذا فى كل قصر ثقافى مسرح كبير أو صغير لكن هناك مسرحًا وهناك أنشطة، لكن الميزانيات ضعيفة جدا بسبب قلة الميزانيات وفى كل قصر ثقافة قاعة سينما. بعض القصور تستخدمها قاعات أفراح لتكسب منها القليل جدا الذى لا معنى له وباتساع مصر يوجد رجال أعمال وتوجد بنوك وهيئات لديها فى ميزانيتها جزء مخصص للدعاية والإعلان تجد ذلك فى حفلات الأوبرا مثلًا حيث يرعاها بعض رجال الأعمال، والبنوك أحيانا، وتجد ذلك فى ساقية الصاوى وفى أنشطة القطاع الخاص الثقافية. الهيئات والجماعات. لكن قصور الثقافة بالذات وهى الأكبر والأكثر انتشارا لا تفعل ذلك أبدا رغم أن ذلك هو أكبر وأسرع وأعظم حل لأزمتها المالية المؤثرة فى أزمتها الثقافية والفنية أفكر فى ذلك كثيرًا. كل البنوك المصرية تقريبًا لديها نسبة للدعاية ومستعدة للمساهمة حين تجد أمامها عملا جادا فهل من الصعب على هذه الهيئة أن تفعل ذلك. لا أظن. فرغم أنها طردت كثيرا من مثقفيها وفنانيها لكن لاتزال فى الأرض القدرة على الميلاد، وما زال بها، خاصة فى قطاع المسرح، طاقات طيبة وجميلة هذا مجرد اقتراح. أجل. اقتراح لهذه الهيئة لن يكلف مسئوليها فى الأقاليم إلا مشاوير قليلة فى عربة موجودة لديهم يتحركون بها ويعرضون على البنوك ورجال الأعمال وغيرهما دعم أنشطة محددة يرى فيها هؤلاء إمكانية الدعاية أكثر من غيرها، مثل المسرح والسينما والفنون التشكيلية. هل لا تزال فى قصور الثقافة إدارات للفنون التشكيلية لابد لكن السؤال هل تعمل ليست كلها طبعا ومع المجتمع الأهلى يمكن أن تجد لوحات الفنانين طريقها إلى الكفلاء بشرا أو بنوكا أو وزارت أخرى.. ذلك يحتاج حوارًا بين رئيس الهيئة، الدكتور محمد أبوالفضل بدران، وبين رؤساء الأقاليم ومديرى قصور وبيوت الثقافة يحتاج دفعة ثقة فى النفس من العاملين اتمنى أن أراها تتحقق.