الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تنظيمات الحرب على الإسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقت الهجمات الإرهابية المتزامنة التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس بظلالها القاتمة على المشهد السياسى العالمى برمته، حيث جاءت لترفع سقف التخوفات من وقوع عمليات إجرامية جديدة خصوصًا على خلفية التغيير النوعى والتحول الدراماتيكى فى أساليب التفجيرات التى باتت تستهدف ما يمكن تسميته "الأهداف الرخوة" التى تتمثل فى التجمعات المدنية المزدحمة بهدف نشر الرعب والهلع وإيقاع أكبر عدد من الضحايا.
وتشير المعلومات إلى أنه منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001، التى استهدفت عدة ولايات أمريكية مثل نيويورك وواشنطن، وأسفرت عن تدمير برجى التجارة العالمية، طفت على السطح عدة تنظيمات إرهابية تتخذ من الدين الإسلامى عباءة لجرائمها تحت مسميات الجهاد، لعل أبرزها تنظيم القاعدة بأجنحته المتعددة، وتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام الذي اصطلح على تسميته بـ"داعش" وجبهة النصرة، وجماعة الحوثى باليمن، وأنصار بيت المقدس فى مصر، وغيرها من التنظيمات التى ارتكبت مئات التفجيرات، رافعة شعار الدين الإسلامي.
وواقع الحال يشير إلى أن العالم الإسلامى يتعرض حاليًا إلى أخطر موجة عداء تستهدف تشويه صورته فى أعين الغرب وإنكار قيم الإسلام النبيلة وتعاليمه السامية وذلك من خلال التعبئة الإعلامية المتعمدة التى يشنها الغرب على الإسلام لدرجة أن تقام مظاهرات منددة فى كثير من المدن والدول الغربية يحملون فيها لافتات كتب عليها "لا مزيد من إقامة المساجد" فى مدنهم، وتساعدهم على ذلك الجماعات الإسلامية المتطرفة.
كما أن ظاهرة "الإرهاب" الذى تمارسه جماعات تتشح بعباءة الإسلام إنما تمارس إرهابها من خلال العمليات الانتحارية والتفجيرات التى عرفتها المنطقة العربية فى الآونة الأخيرة تستهدف بها الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين فى جرائم إرهابية تستنكرها وتدينها جميع القوانين والأعراف الدولية الحقوقية والإنسانية والرسالات السماوية.
وتتفق جميع الدراسات على أن الإسلام كان- ولا يزال- أكثر الأديان تعرضًا للإساءة ولم يلق دين من الأديان من التشويه والعداء الإعلامى مثل ما لقيه الدين الإسلامي، فهو يوصف بأنه إرهاب، والإرهاب يوصف بأنه إسلام، فهما وجهان لعملة واحدة، كما أنه لا يعدو مجرد إرث يفسر كراهية الغرب التاريخية ضد الدين الإسلامى ومحاولة تصويره على أنه يساند الإرهاب ولا يعترف بالتعايش السلمى وهو دين الكراهية والتعصب والتكفير واضطهاد المرأة.
وتلعب وسائل الإعلام الغربية دورًا كبيرًا فى توجيه الأذهان نحو فكرة العدو المسلم ورسم صورة للإسلام وكأنه يخيم بظلال تهديده فوق الغرب، مما يؤكد على أن ظلم الإعلام الغربى للإسلام ومحاولة تشويه صورته وتقديم مفاهيم مغلوطة عنه وغرس الكراهية فى عقول الغربيين نحو كل ما هو إسلامى بات أمرًا مسلمًّا به من قبل الغربيين أنفسهم.
الخطير فى الأمر ذلك الدور الذى تلعبه هذه التنظيمات الإرهابية التى دائمًا تبدأ جرائمها الإرهابية، أو تختتمها، سواء بذبح الضحايا أو ارتكاب عمليات انتحارية أو زرع قنابل مدمرة بتلاوة آيات من القرآن الكريم لتقديم أقذر خدمة لأعداء الإسلام بتصوير أن الدين الحنيف هو الذى يأمرهم بهذا وهو منهم براء.

كلمة أخيرة
هل يدرك قادة العالم الإسلامى خطورة وفداحة الحالة المزرية التى وصلنا إليها بسبب نمو هذه التنظيمات الإرهابية بصورة تتيح لها ارتكاب جميع الموبقات تحت عباءة الدين؟ هل أعددنا العدة ليوم الحساب الذى بات أقرب من أى وقت مضى حين يقرر الغرب وأعداء الإسلام توجيه تهمة مباشرة للعالم الإسلامى بأنه مصدر الإرهاب فى العالم أجمع خصوصًا إذا ما وضعنا فى حساباتنا أن الغرب لا تكفيه كل عبارات الشجب والإدانة؟ فى الحقيقة.. لا أعتقد.