الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"101 عام" على انتهاء الحرب العالمية الأولى.. القوات المسلحة تحتفل بالبطولات ومؤرخين يشيدون بالنصر.."وجيه": لم يقتصر دورنا على العسكري.."ربيع": للانتصار دور معنوي واعتماد الإنجليز على مصر بشكل أساسي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل تلك الأيام وفي يوم 11 من نوفمبر لعام 1918، يكون قد مر 101 عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، واحتفلت القوات المسلحة بما قدمه الجيش المصري من بطولات، حيث ألقى اللواء أركان حرب "جمال شحاتة"، رئيس هيئة البحوث العسكرية، كلمة، استعرض فيها جهود هيئة البحوث العسكرية في توثيق تاريخ مصر العسكرية الحافل بالإنجازات، وأشار إلى حرص القوات المسلحة على الاحتفال بهذه المناسبة، يأتي تجسيدًا لدور مصر المحوري في حفظ دعائم الأمن والاستقرار، وإرساء القيم والمُثل الإنسانية إقليميًا ودوليًا.

اندلعت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، بعد مقتل الأرشيدوق فرانسوا فرديناند، ولى عهد النمسا، فأعلنت النمسا الحرب على الصرب، مما جعل روسيا تتحرك لنجدة الصرب، وأعلنت الحرب على النمسا، فانتصرت ألمانيا لحليفتها النمسا، ثم وقفت فرنسا إلى جانب حليفتها روسيا، وفي 4 أغسطس 1914، دخلت بريطانيا الحرب إلى جانب فرنسا وروسيا، وكانت مصر في ذلك الوقت، والتى كانت تقع تحت الحكم البريطاني.
"مصر" البسالة، القوة، التضحية، والسلام، هكذا بدأ كلامه الدكتور "حسن محمد وجيه"، أستاذ لغويات التفاوض والعلوم السياسية، وأكمل قائلًا: لمشاركة مصر في الحرب العالمية الأولى دور معنوي بارز في نفوسنا، حيث كانت مصر تشارك الحرب إلى جانب القوى التي انتصرت، ما يعود علينا بالنصر، رغم أن مصر لم تكن عنصرًا أساسيًا في أسباب القيام بالحرب.
وأكمل "وجيه": على مر العصور كانت مصر واحدة من الدول الأساسية والجوهرية المشاركة في كل الأحداث التاريخية التي عاشها العالم بأسره، مشيرًا إلى أنها كانت دائما مُقحمة في كل المواقف السياسية خاصة عندما يتعلق الأمر بالسلام العام، وفي واحدة من المشاركات الحربية التي لن ينساها التاريخ، ضحت مصر بأكثر من نصف مليون جندي من مليون و200 ألف خاضوا الحرب العالمية الأولى، مشيرًا إلى أن المشاركة كانت فقط من أجل منح العالم سلامًا تامًا، لا من أجل التوسع والدم ونشر الذعر والإرهاب.
وأكد أيضًا على الدور البارز الذي قدمته مصر من مساعدات أخرى في المجال الزراعي، حيث كان القطن المصري يوزع عالميًا، ويغطى إيرادات مصر ونفقاتها، مما جعل منها مطمعًا للإنجليز بسبب الحرب، وانخفض سعر القطن في البورصة العالمية، مما جعل من الفلاح المصري مشاركًا أساسيًا في الحرب إجباريًا بدون اختيار، ولكن سرعان ما عاد للقطن المصري مكانته بعد قيام الحرب بعام واحد، ولم يقتصر الأمر فقط على إنتاج مصر لمحصول القطن بل اعتمد الإنجليز أيضًا على إنتاج مصر للمحاصيل الغذائية الأخرى، كالسكر والشعير والتين والبطاطس والأرز والذرة وخاصة القمح، هذا إلى جانب مشاركة مصر في إنتاج الثروة الحيوانية التي كانت تنتج الألبان ومنها صناعات الألبان، إلى جانب أسهامها في إنتاج اللحوم، وجاء ذلك لتلبية احتياجات جنودهم من الغذاء.
من جانبه أكد "محمد ربيع" المؤرخ والباحث العسكري، على أهمية ومحورية دور الجيش المصري في الحرب العالمية الأولى، حيث اعتمد الإنجليز عليه بشكلٍ أساسي، ذاكرًا المهام الحربية التي قام بها الجيش المصري، حيث اشترك في القتال إلى جانب الجيوش الإمبراطورية في ثلاث جبهات، هي الجبهة الشرقية ضد القوات التركية، والجبهة الغربية ضد قوات السنوسي، إلى جانب مشاركتها في الجبهة الجنوبية في السودان ضد قوات السلطان على دينار.
قال "ربيع" مؤكدًا: بالطبع استطاع جيشنا المصري أن يثبت مكانته وقوته كالعادة، فقام بالقضاء على حركة السلطان على دينار في دارفور بعد فتحها، حيث تحركت هذه الحملة من الخرطوم يوم 27 فبراير 1916، رغم عدم وجود طرق مواصلات ممهدة تسهل لهم الحركة كالسكك الحديدية، إلى جانب قلة المياه وصعوبات المناخ، لكن استطاعت الحملة برجال المصريين أن تحتل "الفاشر" عاصمة دارفور يوم 23 مايو 1916، بعد موقعة دموية من قبل جنود السلطان.
أكمل المؤرخ: في ذلك الوقت كان الجيش المصري يقدم لقوات البحر المتوسط كل المهمات الحربية، كالقاطرات والفولاذ، إضافة إلى 174 ألف قنبلة، إلى جانب وقوفهم وبسالتهم في الدفاع عن القناة، واستطاع المصريين أيضًا أن يرهبوا القوات التركية ويجعلوهم ينسحبوا هاربين في منتصف الليل من الإسماعيلية، وأشار إلى ثناء الجنرال السري "أرشيبالد مري" القائد العام لقوات شرق البحر المتوسط، على بعض الضباط وصف الضباط والجنود من الجيش المصري، لتفوقهم في الخدمات التي أوكلت إليهم أو لبلائهم في الحرب أحسن بلاء.
انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة ألمانيا وحلفائها، وكانت أول دولة ألقت السلاح هي بلغاريا، ثم اعقبتها تركيا، إذ عقدت الهدنة بين بريطانيا وحلفائها في 31 أكتوبر 1918، وفي 11 نوفمبر 1918 عقدت الهدنة بين ألمانيا والحلفاء، وانتهت الحرب الطاحنة بانتصار إنجلترا وحلفائها، وبهذا تم طوى صفحة مشرفة للجيش المصري يذكرها له التاريخ دائمًا.