الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الشيماء إسماعيل: احضن من يرويك ولا يؤذيك

الدكتورة النفسية
الدكتورة النفسية الشيماء إسماعيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولأن الحضن حياة ورابطة بينك وبين الآخر.. ولأن الحضن يخلق خلايا بداخلك شئت أم أبيت .. فاحذر ممن يقترب منك واحذر من تختار أن تحضتنه!
ولأن قدرتك ان تحتضن الآخر أو تضمه وسماحك للآخر بأن يرويك من أحضانه يدل على انك ترى نفسك تستحق .. نعم ! لكى تستطيع ان تحضن الآخر يجب أولا أن ترى فى نفسك انها تستحق.. الحضن اعمق العلاقات وأقواها ولكى تسمح لجسدك بأن يستقر فى مملكة أخرى فلابد ان يكون معتقدك انه يستحق وطن ويستحق الضم .. وإلا فلن تجرؤ على اقامة علاقة مع الآخر من الأصل أو ستختار ما يؤذيك و ليس ما يرويك و هنا نميز بين أمرين.. بين احتياجك للحضن الذى هو من حقك فتروى احتياجك منه من مكانه الاصلى الآمن بشكل مُشبِع وراقٍ من منبعه فيرويك ويرويك .. وبين احتياجك للحضن الذي لم تسطيع ان تأخذه من مكانه الاصلى الطيب نتيجه لخطأ ما فى استقبالك او فى ارسال الآخر فتُشبِع احتياجك من أى مكان آخر وهنا تتحول لبئر بدون قرار ..لا يشبع ابداً أحضان العالم كله لن تشبعك فضلا عن خطورة تعلقك بأحضان تؤذيك  ! فبدلا ان تتحول من انسان راقٍ قريب من احتياجه ويعلمه ويشبعه ويحنو على احتياجه ..تتحول الى مدمن لاحتياجك وأسير له مع ان ظاهرك انك تحضن وتضم وتقيم علاقات.
شتان بين هذا وذاك شتان بين ملئ كأسك ماء طيبا يرويك ويُشبِع عطشك و بين ملئها ماء نار تحتاج لألف بئر ماء لتطفئ تلك النار و المأساة ان الظاهر انك تشرب ! الظاهر انك تحضن ! احتياجك من حضن او حب او علاقات هو حقك و لكن محور الحياة فى كيف ستأخذ هذا الحق ! السرقه لا تشبع الحقوق .. وبفرض انك لم تجد مكان اصيل للاشباع فقررت ان تسرق اى حضن متاح حالياً و ذلك لن يؤدى ابدا للأمان ..ستجد نفسك خائف ..انت فى حضن و خائف ! ببساطه تتلفت و أنت تحضن و تنتظر من الآخر ان يمنع عنك ذلك متى شاء ! لأنك تشعر بداخلك انه ليس حقك ! و التسول لا يشبع الحقوق ..التسول يعنى انك ترى فى نفسك الدونيه و ان للآخر حق التفضل عليك بما لا تستحق و بالتالى ستعيش احساس المديون الذليل و ليس الآمن الشبعان !
و الحل الانسانى الوحيد لاشباع حقوقك هو بطلبها ...نعم ..بمنتهى البساطة اطلب حقك من الحضن من مكانه الذي يرويك ..و ان لم يوجد تعلم ان توجِد بدائل لاحتياجاتك على ان تكون بدائل آمنه و طيبه ! ببساطه اختيارك لبدائل غير آمنه تدل انك لازلت لاترى نفسك مستحقاً لحضن كريم و علاقه كريمة ..و دائماً هناك بدائل متاحة و هروبنا من البدائل الحقيقية يدل على زيف أو ضعف أو غُلب فينا .... و آه من طعام لا يسمن ولا يغنى من جوع ، يُثقِل الظهر و يُمرِض الجسم.