الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حزبُ "النور" والرقصُ على السلالم "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد نجاح جماعة الإخوان في الاستيلاء على رئاسة مصر لم يخرج حزب النور الإرهابي و لا أمه الهاوية "تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية" عن طريقتهم في الرقص على السلالم و اللعب على كل الحبال ، و إمساك كل العصي من المنتصف .
بدأ حزب النور على الفور يمارس حرفته و صنعته في الرقص (على الحبال بالطبع) ، فأخذ يبدي بعض الموافقة لجبهة الإنقاذ ليرضى عنه المعارضون ، و ليحجز لنفسه في وسطهم مقعدًا في حال ذهب الإخوان مع الريح ، لكنه لا يغضب الإخوان أبدًا ، فيقول الكلام الفضفاض الذي يفهمه كل طرف على حسب ما يريد هو أن يفهمه .
بل لقد كان أعضاء الحزب و قادته يتطوعون أحيانًا بتفسير هذا الكلام الواسع الفضفاض لكل طرف على حسب ما يريد .
و لعل أكبر مثال و أوضحه على ذلك هو قاله "برهامي" نفسه (كبيرهم الذي علمهم الرقص –أعني على الحبال!-) في آخر حوار قبل 30 يونيو 2013 م في حواره مع الإعلامي "أحمد موسى" ، حيث صرح صاحبنا هذا بأنه لو خرج خمسة عشر مليونًا ضد "محمد مرسي" فسنطالبه بالاستقالة فورًا .
و ناهيك عن كونهم قد خرج أكثر من ضعف هذا العدد و لم يطالبوه بشيء ، إلا أن الذي يعنينا هنا هو تلك الجملة الفضفاضة التي ترضي خصوم مرسي ، و لا تغضب مؤيديه ، و يأخذها كل فريق على هواه و مزاجه !
فالمعارضون حملوها على أنه و حزبه : "حزب الراقصين على السلالم" ، معهم و أنه و راقصيه سوف يدعون "مرسي" للتنحي" إن خرج الملايين يطالبونه بالرحيل .
و أما الموافقون له و لــ"مرسي" من الإخوان ، فحملوها على أنه لا يقصد ذلك و إنما يريد أن يقول أن مرسي مؤيد بشرعية اثني عشر مليونًا انتخبوه فإن أتيتم بأكثر من هذا العدد ( وهو أمر مستحيل الحدوث من وجهة نظره و نظرهم) فساعتها يكون لكل حدثٍ حديث .
بل لقد تطوع هو شخصيًا!! و بنفسه دون غيره! بأن فسرها لأتباعه و أتباع "مرسي" بأنه إنما "علق الأمر على المستحيل" ، حيث إن جنابه! كان لا يرى أنه من الممكن أن يخرج خمسة عشر مليونًا ضد "مرسي" ، فهذا عنده من رابع المستحيلات .
و استمر الحزب في رقصه على السلالم فلم يدعم تظاهرات 30 يونيو و لكنه أيضًا لم يعارضها ، و أصدر بيانًا يرقص فيه أيضًا على السلالم و يلعب على الحبلين ، يعلن فيه عدم مشاركته في التظاهرات (ليرضي الإخوان) و لكنه أيضًا لا يعارضها (ليرضي معارضيهم) إمعانًا في الرقص على السلالم .
إلا أنه ظل حائرًا لا يدري أين يضع بيضته و كعادته في "الرقص على السلالم" و اللعب على الحبال ، كان يغازل الطرفين انتظارًا لرسو السفينة على أحد الشاطئين ليكون هو مع الفائز الناجي .
فلما اكتشف الراقصون على السلالم زوال حكم الإخوان و أن الجميع ضدهم : شعبًا و جيشًا و شرطة و مؤسسات الدولة فألقوا بثقلهم في الكفة الرابحة و ظهر مندوبهم في المشهد الأخلد و الأعظم في تاريخ مصر الحديث و ربما القديم و هو مشهد الثالث من يوليو لعام 2013 م ، لينافق الفائز و يحجز لنفسه مقعدًا في النظام الجديد .
و أخذ قادة الحزب و الدعوة من كبار "الراقصين على السلالم" يمتدحون في النظام الجديد و يثنون على قادته و ليضفوا الشرعية عليه و ينزعونها عن سابقه ، لا حبًا في الأول أو بغضًا في الثاني و لكنه محض النفاق .
ألا إن الحزب السلفي لم يتوقف عن الرقص على السلالم يومًا من الدهر منذ تم تأسيسه و إلى يوم الناس هذا و لا أظنه يستطيع التوقف حتى و لو أراد .
و ذلك أن الحزب و بعد أن أعلن دعمه لقرارات الثالث من يوليو ، عاد مباشرة للرقص على كل الحبال و السلالم ، و ذلك بعد أن افتعلت الجماعة الإرهابية الخائنة المغرضة ما أسموه كذبًا بــ "مذبحة الحرس الجمهوري" ، و ما أسموه قتل المصلين –زعموا- ، و قتل الراكعين الساجدين –زعموا فكذبوا- .
نبضت عروق الرقص على السلالم عند قادة الحزب و الدعوة مباشرة ، حيث تصوروا - تصورًا يصل عندهم إلى حد اليقين - أن هذه الحوادث سوف يستغلها الغرب للتدخل السريع و المباشر أو غير المباشر في الشأن المصري ليعيد الإخوان إلى حكم مصر ، و لم يستطع الراقصون على السلالم صبرًا فذهب رئيس حزب الراقصين على السلالم "يونس مخيون" بنفسه ، إلى الناطق الرسمي باسم الإخوان و إعلامهم الناشر لأباطيلهم "قناة الجزيرة مباشر مصر" – لا أعاد الله محياها!- ليعلن عبر إعلام "قطر" انسحابه و انسحاب حزبه من "خارطة المستقبل" و تخندقه في خندق الإخوان في "رابعة العدوية" و عدم رضاهم و قبولهم عن ما أسماه كذبًا "مذبحة الحرس الجمهوري" ، و لا عن ما أسماه قتل المصلين الراكعين و الساجدين .
كما أعلن "مخيون" من عدم اعترافهم بالسلطة الحاكمة لمصر في ذلك التوقيت ، و المطالبة بمحاكمة المسئولين و إعادة الإخوان للحكم !!!
و ظل "حزب الراقصين على السلالم" على حالة الرقص هذه ، و في خندق الإخوان و رئيسهم و اعتصامهم أيامًا و ليالي ذوات عدد ، ينتظرون الفرج ، و لكن ليس من عند الله تعالى و لكن من عند العم "سام" !
ظل الراقصون على السلالم يحلمون بتدخل الغرب في الشأن المصري إما بضغوط أو باحتلال مباشر لمصر ليعيدوا الإخوان للحكم مرة أخرى و ذلك بعد أن أثبتوا للإخوان موقفهم من الواقع الجديد و أعلنوا لهم توبتهم من دعم قرارات الثالث من يوليو و اعترفوا لهم بذنوبهم ! و أقروا بأخطائهم و عادوا إلى جادة الصراط المستقيم! و أنهم مع الإخوان و من أتباعهم و أن ما حدث لم يكن إلا كبوة الجواد التي تداركوها في أسرع وقت و أقصره .
إلا أن الأيام مرت و لم يحث ما كانوا يتوقعون و استطاعت الدولة المصرية بقوة و ذكاء و خبرة القرون ، و قبل ذلك و بعده بالاعتماد على الله و توفيقه ، أن تدير دفة المعركة لصالحها ، و خزي الذين يمكرون السيئات و باءوا بالخسران المبين .
و تم الإعلان عن البدء في تشكيل لجنة الخمسين لإعداد الدستور ، ليجد "الراقصون على السلالم" أنفسهم في الخندق الخاطئ ، و يرقصون للذي لن يدفع ، فقفزوا قفزة كبرى إلى طرف الحبل الآخر في رقصة من أفحش الرقصات على السلالم في البشرية !
و بدون أدنى حياء من قِبَلهم و لا من قِبَل من قَبِل بمشاركتهم ، عاد "الراقصون على السلالم" مرة أخرى ليرقصوا للجنة الخمسين و يعلنوا مشاركتهم فيها و يعلنوا مرة أخرى اعترافهم بالسلطة الحاكمة بعد أن كانوا قد سحبوا منها الثقة و يعلنوا مواصلتهم في خارطة المستقبل بعد أن كانوا أعلنوا انسحابهم منها ، و أعلنوا أنهم سيشاركون في لجنة إعداد الدستور و قدموا مرشحًا بل مرشحين !
و لكن هل انتهى "الراقصون على السلالم" من الرقص على السلالم عند هذا الحد أم واصلوا رقصهم ، هل توقفوا عن اللعب على كل الحبال أم "عادت ريمه لعادتها القديمة" ؟!
هذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله.
و ..
في المقالِ القادمِ ... للحديثِ بقية ... إنْ شاءَ ربُّ البرية.