رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكتوبر العظيم "6"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاهدت عبر موقع التواصل الاجتماعى ـ فيس بوك ـ فيديو لامرأة تدعى أنها مصرية وأنها إعلامية وأظن أن شعب مصر بكل طوائفه برىء منها ومن أمثالها الذين فروا كالجرذان إلى خارج البلاد وراحوا يبثون سمومهم عبر الإنترنت والقنوات العميلة، وكانت هذه الخائنة لوطنها تتحدث عن حرب أكتوبر بتهكم واستخفاف، وهاجمت جيشنا العظيم وقادته الأبطال الذين حققوا ملحمة النصر، وعبروا بنا من محنة الهزيمة والانكسار إلى فرحة رد العزة والكرامة والاعتبار، ولم أحزن ولم أغضب لهذا الفيديو بقدر حزنى وغضبى من تعليق أحد الشباب الذى كتب بالحرف الواحد : «قولى كمان يا أستاذة واكشفيهم، أنا قرأت تاريخ هؤلاء العسكر واكتشفت أنه وهم كبير».. هنا تساءلت عن المراجع والكتب التى عاد إليها ذلك الشاب والتى تتحدث عن العسكرية المصرية، وأدركت أنه كاذب أشر، لأن جميع الكتب والمراجع العالمية والعربية تقف أمام تاريخ جيشنا بكثير من التقدير والاحترام، ووجدتنى أكتب له: يا هذا أنت مجرد ببغاء تردد ما سمعته من كارهى الجيش المصرى، وهؤلاء سنخصص لهم دراسة كاملة من عدة مقالات فى القريب العاجل، أما الحقيقة الثابتة التى اعترف بها العدو قبل الصديق، فهى تحمل تقديرا خاصا لجيشنا الباسل الذى هو خير أجناد الأرض، كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام يا من تدعون الإسلام وتأخذون منه الشكل وتتركون الجوهر، فهذا الجيش العظيم قد حقق فى السادس من أكتوبر ٧٣ نصرًا فريدًا من نوعه، وها نحن نواصل اليوم حديثنا عن تلك المعركة الفاصلة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى حيث توقفنا فى المقال السابق عند مساء يوم السبت السادس من أكتوبر والذى غربت شمسه، وقد انتقل أكثر من ٨٠ ألف جندى مصرى إلى الضفة الشرقية للقناة، وتمكنوا من الاستيلاء على ١٥ نقطة قوية وتقدموا بعمق ٤ كيلومترات، وأسقطوا ٢٧ طائرة ودمروا ٦٠ دبابة، وكل هذا تم فى ست ساعات فقط، وسط دهشة العالم أجمع، إلى جانب دهشة قادة إسرائيل الذين تصوروا أن انتصار الجيش المصرى عليهم من المستحيلات، وقبل أن يبزع فجر السابع من أكتوبر، كانت قواتنا قد عززت مواقعها شرق القناة بأعداد كبيرة من المدرعات والمدفعية والأسلحة الثقيلة، بعد أن نجحت فى إقامة عدد كبير من الكبارى، كما قامت الطائرات الهليكوبتر بإفراغ حمولتها من رجال الصاعقة فى عمق سيناء شمالًا وجنوبًا، وبعد ساعات قليلة كان رجال الصاعقة ينقضون على أهدافهم فى أعماق المعسكرات الإسرائيلية ومراكز القيادة، فأصابهم ذلك بالذهول بعدما فشلت قواتهم الجوية فى تحقيق ضربة مضادة كانت تهدف إلى اختلال توازن المعركة، ولكن رجال الدفاع الجوى المصرى عزفوا سيمفونية رائعة بين الأرض والسماء، وراحت صواريخ سام بأنواعها تطارد الطائرات الإسرائيلية كلما ظهرت فى سماء المعركة، واستمر تقدم المشاة حتى ٨ كيلومترات داخل سيناء لينتهى اليوم الثانى للمعركة، وقد أدركت إسرائيل وتيقنت تمامًا أن المصريين قد حققوا نصرًا مبينًا، وأن النجاح فاق الخيال وعليهم أن يقلبوا الدفة فى اليوم الثالث، وهو يوم الاثنين الموافق ٨ أكتوبر والذى سماه قادة إسرائيل فيما بعد الاثنين الأسود حين اضطرت قواته للانسحاب إلى خط دفاعى جديد بينما تقدم رجال جيشنا العظيم، ودمروا الكثير من الدبابات والمدرعات، وفى ذات الوقت كانت القوات البحرية تخوض معركة ضد مجموعة من الوحدات البحرية المعادية، وانتهت بإغراق خمسة زوارق لإسرائيل، أما اليوم الربع فقد شهدت فيه ميادين القتال أكبر معركة دبابات فى التاريخ الحديث، ونجحت قواتنا المسلحة فى تدمير ما يزيد علي مائة دبابة ونجحت كذلك فى تدمير لواء مدرع كامل وهو اللواء ١٩٠ وأسروا قائده العقيد عساف ياجورى، إلى جانب مئات من الضباط والجنود، واضطرت إسرائيل مرة أخرى للانسحاب إلى خط المضايق، والذى يبعد مسافة ٣٠ كيلو مترا من القناة، وفى اليوم الخامس للمعركة اضطرت إسرائيل إلى إجراء تغييرات كبيرة داخل القيادة العسكرية، بعدما تيقنت من الهزيمة التى منيت بها وطلبت جولدا مائير من أمريكا أن تتدخل فورا لوقف القتال..
وللحديث بقية