الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السيد الرئيس .. هل ستسمح بتقزيم وإهانة مصر ؟!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إن مصر عظيمة طوال تاريخها، بغض النظر عن أى صعوبات مرت وتمر بها.. وإنه لتقزيم كبير لمصر، وإنها لإهانة كبيرة لها ولقيمتها ولصورتها أمام العالم.. وإنه عارٌ يريدون إلصاقه بها أخذًا بثأر.. وجميعنا نعلم جيدًا من هم هؤلاء الذين يحملون داخلهم نيران الثأر من مصر ومن شعب مصر، ومن ثورتين شعبيتين قام بهما شعب مصر أولهما كانت ثورة ضد لصوص المال ومدمرى الوطن ومجرفيه.. وثانيهما ثورة واقتلاع للجماعة الإرهابية من لصوص الدين وخونة الوطن.

وإن لصوص المال من رجال الحزب الوطنى الفاسد، ومن المستفيدين من نظام مبارك الفاسد، لديهم ثأر وثأر كبير تجاه مصر وشعبها الذى خرج ثائرًا عليهم..

وثأرهم الشديد له دوافعه التى تزيد من ضغينتهم تجاه مصر وشعبها.. ألا يكفى توقفهم اضطرارًا عن سرقة ونهب ثروات مصر وشعبها طيلة فترة زمنية أخيرة تقترب من ثلاث سنوات؟! وهم من أدمنوا السرقة والنهب مع كل طلعة صباح، ومن اعتادوا تضخم حساباتهم فى بنوك الخارج على مدى أكثر من ثلاثين عامًا.

** أيضا داخلهم ثأر كبير نتيجة لفترات قضوها داخل السجون فى تهم فساد واستغلال لسلطة ونفوذ، حتى لو أنهم خرجوا منها كما الشعرة من العجين -مقارنة بجرائمهم فى حق مصر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا- وحتى لو كانوا يأكلون داخل السجون "كافيار وسيمون فيميه" ويرتدون ملابس السجن (السينيه) فالسجن كريه حتى فى أكثر أحواله رفاهية.

** السيد الرئيس.. المشهد فى مصر هكذا الآن :

منتج جديد (غير جديد) من هؤلاء الفسدة من الحزب الوطنى، ومعهم البعض من لصوص الدين فى منتج جديد (حزب النور) وهو المنتج الأشد خطورة من الجماعة الإرهابية، ومعهم الطابور الخامس الذى تمده أمريكا بالمال لإفساد الحال السياسية وشراء الأصوات والإنفاق على أعضاء الطابور الخامس دعائيًّا سواء داخل قوائم أو فردى.

هؤلاء (لصوص المال) ومعهم (لصوص الدين) وأعضاء الطابور الخامس هم من يتصدرون المشهد السياسى الآن!.. وهم من يسيطرون على المشهد الانتخابى الآن.. وقد يصبحون هم المسيطرين على البرلمان القادم تمامًا.

فهل يرضيك مشهد قبيح يضم:

طابورًا خامسًا أغلبه شخصيات نَكِرة بلا أى تاريخ سياسى ولا مواقف وطنية، بل مجموعة مشتراة بالمال لتخريب وزعزعة استقرار مصر.. ومنهم من يقودهم وهو يجهر باستهزائه بمصر، ومنهم من ينفق عليهم وهو أداة من أدوات الصهيونية للقضاء على مصر.

لصوصَ مال هو منتج جديد للحزب الوطنى بممارساته التى تعد جرائم فى حق مصر وشعبها.

لصوصَ دين أشد خطورة (حزب النور) متسترين بشعارات باطلة وأفعال كوميدية كما ضمهم لمسيحيين فى قائمتهم هم فى الأصل يعتبرونهم أعداءً حلال قتلهم.

** هكذا المشهد الذى يشير الى الحال التى سيكون عليها أعضاء البرلمان.. فهل ستسمح بهذا العبث بمصر؟.

وإذا كانت إجابة البعض إن الانتخابات نتيجة التصويت، والتصويت ناتج عن اختيار الشعب.. فدعنى أجيبهم أمامك سيدى الرئيس :

الشعب قال كلمته، والشعب المصرى العظيم (الشعب الحقيقى) أثبت أنه أكثر نضجًا من الجميع، كما أثبت من قبل أنه الأكثر نبلاً وتضحية.

الشعب عندما خرج للتصويت أعطى للصوص الدين صفعة قوية قائلاً رسالته البليغة (كفاكم خداعًا لنا فدماء الضحايا من شهدائنا مازالت تلوث أياديكم).

والشعب قال كلمته للصوص المال عندما خرج (غير مقبل) ليعطى صوته لقائمة لم يجد سواها (لخلو الدوائر فى المرحلة الأولى إلا منهم).. أعطاهم صوته (مضطرًا) رغم معرفته أنها قائمة تضم فى أغلبها لصوص الزمن القديم ممن نهبوا ثروات مصر دون وجه حق وأفقروا شعبها زيادة على فقره.. رغم هذه المعرفة أعطوا أصواتهم لقائمة أصحاب المال فى كل عصر وزمان، المسيطرين على المشهد، والمتصدرين شاشات القنوات ليلاً ونهارًا بأموالهم، والذين لا يخجلون من القول بأنهم سيحصلون على الـ120 مقعدًا المخصصة للقوائم، إضافة الى مقاعد الفردى المشتراة أيضًا بالأموال، إلا قلة جدًا.

هؤلاء سيدى الرئيس يريدون أن يصبح البرلمان القادم لهم فقط، يصبح برلمان الصوت الأحادى.. وبوضوح أشد برلمان الحزب الوطنى من جديد.

ولن يكون فقط برلمان الصوت الأحادى، لكنه سيكون صوتًا فيه الوبال على شعب مصر الذى طالما أعربت بنفسك عن تألمك لمعاناته وفقره وعوزه على مدى سنوات طوال.. فكيف لهؤلاء الفقراء من صوت داخل البرلمان يشعر بهم وبمشاكلهم وباحتياجاتهم ويعبر عنهم ويجاهد من أجلهم؟ وهل ينتظر ممن أصبحوا مليارديرات ومليونيرات من النهب والسرقة والتهرب من الضرائب أن يقفوا بجانب الفقراء والبسطاء؟.

** أيضًا إنهم يريدون تقزيم مصر وهذه خطوة أولى على طريق الثأر، وكيف لا وبرلمانها -وكما يقولون علنًا– سيكون مسيطرًا عليه من قائمة واحدة، وأعضاء فردى أغلبهم من أبواقهم؟.

** السيد الرئيس.. حتى مبارك ونظامه وحزبه (المتجذر) لم يفعلوا هذا، ولم يقصروا البرلمان على الحزب الوطنى فقط.. وكانوا (يجملون) وجه البرلمان بعدد من الإخوان مع عدد من المستقلين ليصبح البرلمان يبدو خليطًا من الحزب الوطنى والمعارضة والمستقلين.

لم يفعلها مبارك ونظامه، لكن رجال مبارك القادمين فى (طبعتهم الثانية) يريدونه برلمانًا مغلقًا عليهم.. يريدونه بأموالهم برلمانًا يكون لهم حق اختيار رئيسه.. وحق تشكيل الحكومة وبالطبع رئيس الحكومة (حاتم الطائى ملياردير عصره).

وقد تكون هناك مصيبة أعظم يخفونها، بأن يكون لهم حق اختيار رئيس للدولة!.. ولما لا؟ أليس برلمان (منّا فينا).

** السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى:

بربك استمع الى صرختى أنا المواطنة مديحة عمارة.. وفيها أرجوك أن تتحرك قبل فوات الأوان.. فالسيطرة والاستحواذ على مقاعد البرلمان من قائمة واحدة كل (مزاياها) أنها تمتلك المال، هو إهانة شديدة لمصر وتقزيم وتقبيح لصورتها أمام الجميع..

فهل ستسمح لهم بإهانة وتقزيم وتقبيح مصرنا؟.