الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مصطفى مختار في حواره لـ"البوابة" عن " واقعة المندرة": أعشق العمل وربنا " قدرني" على دفع السيارات قبل الغرق

المقدم مصطفى مختار
المقدم مصطفى مختار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- "عواطلية تويتر" فارغون من الداخل وضيعتم وقفتكم في كلام فارغ "مش هينفع بلدكم"
- مسئولون بالداخلية دعمونى معنويًا ونفسيًا.. وكنت بطلًا رياضيًا أوقفتني الإصابة عن مواصلة التألق
- قلت لبناتى: ارفعوا رأسكم أبوكم ضابط شرطة مصري يؤدى واجبه بشرف


رغم الجهد الذي بذله طيلة اليوم، وهو يعمل مع زملائه من ضباط الشرطة، على إنقاذ المواطنين من الأمطار الغزيرة، التي حولت شوارع عروس البحر الأبيض المتوسط، إلى برك ومستنقعات، وعلى الرغم من ذلك سخر نشطاء التواصل الاجتماعى من شكله وهيئته عبر نشر صورته من واقع العمل.
وفى حوار خاص مع "البوابة"، شكر المقدم مصطفى مختار، الضابط بإدارة المرور بمحافظة الإسكندرية، المسئولين بوزارة الداخلية، والشعب المصرى جميعًا، بعد الاعتذارات التي انهالت عليه عبر الهاتف، قائلًا: «كرامتى رجعتلي، وبناتى هيقدروا يروحوا مدرستهم، بعدما رفضوا يروحوا المدرسة بسبب السخرية من والدهم».
وأبدى «مختار» سعادته بقرر اللواء أحمد الفولى، رئيس اتحاد التايكوندو، بإرسال شهادة تقدير إليه، تقديرًا لجهوده؛ باعتباره بطلًا سابقًا للعبة التايكوندو.
وإلى نص الحوار...
■ في البداية؛ احكى لنا تفاصيل الواقعة؟
- على عادتى دائمًا، عندما أنتهى من عملى أقوم بشراء متطلبات أسرتى ثم أتوجه إلى مكان إقامتي، وعند دخولى إلى المنزل، فوجئت بتغير الحالة النفسية لزوجتي، سألتها مندهشًا ماذا حدث.. هل البنات بخير؟.. فرأيتها تبكى ومنزعجة للغاية، فهَدأت من روعها، وعرفت منها أن السبب هو انتشار صورة لى على مواقع التواصل الاجتماعى تسخر من هيئتى وبدانتي.
فاندهشت من النفس البشرية التي قامت بتلك الفعلة غير الأخلاقية، فقمت بتهدئتها، وصلينا سويًا ركعتى شكر على سلامتنا جميعًا من هول هذا اليوم والأمطار الغزيرة، ثم أقنعتها بأننى ضابط مشهود له بالكفاءة، وبطل رياضى سابق، ولا داعى للالتفات لكلام البشر، لأن الله سبحانه وتعالى عالِمٌ ومطلعٌ على ما بصدرى من حب لهذا البلد، وربنا على الظالم، مفيش حاجة في إيدى أعملها غير أن أدعو الله وأنا مظلوم، سيبك منهم ربنا معانا.
■ وما موقف بناتك مما حدث؟
- أولًا أنا ربيت بناتى على العزة والفخر بوظيفتى، ومن صغرهن غرست فيهن روح الوطنية والانتماء للبلد، لكننى فوجئت برغبتهن في عدم الذهاب إلى المدرسة، لأن صديقاتهن يعايرنهن بي، إلا أننى نهيتهن عن ذلك، وقلت لهن: «ارفعوا رأسكم، أبوكم ضابط شرطة مصري».
وأخذت أوضح لهن «إن اللى بيعمل كده ناس هايفه، وملهاش عندنا حاجة، وأى حد يضايقكوا قولولى وأنا هتصرف معاهم، كنت أقول لهم ذلك وأنا من جوايا حزين، من الموقف اللى اتحطيت فيه، رغم رجوعى من عملى منهك القوى، وأحتاج للراحة، لكننى لم أنم طوال الليل، من التوتر العصبي، والحزن النفسي، لأن الناس اللى اتريقوا عليا لا تقدر معنى العمل والوطن، وخدمة الناس، وينظرون إلى الشكليات فقط».
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
- فوجئت بتوالى الاتصالات علىّ في الساعات المتأخرة من الليل، من قيادات مديرية أمن الإسكندرية، ووزارة الداخلية، والإدارة العامة للمرور، يشكروننى على دوري في أداء عملى بكل تفانٍ، وهذا ما أسعدنى كثيرًا جدًا، وخفف عنى آلام الصدمة الأولى، فجمعت أفراد أسرتى أمامي، ليسمعوا من المتصلين والأصدقاء كم أنا محبوب ومُقدر، من كل الناس، وهو ما أسعدهم جدًا وخفف عنهم.
■ هل يمكن أن تحدث قراءنا الكرام عن تاريخك المهني؟
- قضيت سنوات عديدة من الخدمة، أعمل بمنتهى الجدية، لم يغمض لى جفن، قضيتها في محاسبة المخالف وتطبيق القانون، أكثر من ١٦ عامًا كانت الفاصل بين حياتى السابقة كبطل رياضي، أوقفته الإصابة عن مواصلة تألقه الرياضي، وممارسة تمارينه، وضابط مجتهد لا يغفل عن أداء واجبه رغم تعبه.
كالعادة أبدأ يومى في تمام السادسة والنصف صباحًا، وفى هذا اليوم فوجئت بالمياه تغرق شوارع الإسكندرية، فظللت أتنقل من موقع لآخر، في محاولة منى لإعادة الحياة لمسارها الطبيعي، وتنظيم حركة المرور، وكنت أدفع السيارات بنفسي، دون أن أكترث لإصابتى الجسدية، التي تؤرقنى حين أتعامل مع الأوزان الثقيلة، لكنه واجبى الوطنى قبل الوظيفي.
■ وماذا تقول لمن أساءوا إليك وسخروا منك؟
- أقول لهم حرام عليكم، " تضيعوا مجهودكم ونشاطكم في كلام فارغ، لا هينفعكم ولا هينفع بلدكم، بلاش تخوضوا في حياة الناس اللى انتوا متعرفوش بيتعبوا قد إيه علشان يساعدوكم، وعلشان تروحوا شغلكم وتقضوا مصالحكم، ومش بيناموا ولا بيقعدوا مرتاحين علشان انتوا ترتاحوا، حسبى الله ونعم الوكيل فيكوا، لازم تتغيروا، قبل ما تسخروا من الناس".
وهل وظيفة «الناشط» على مواقع التواصل الاجتماعى أن يسخر من أشكال الناس وهيئاتهم، دون النظر إلى المضمون أو الرسالة التي يعملون على إيصالها، مثل هذا الناشط إنسان فارغ من الداخل، ولا بد أن يعمل أو يلتحق بالجيش إذا أراد أن يعلم ما هي معانى المسئولية والانتماء للوطن.
وفى نهاية الحوار، أحب أن أؤكد على أن حياة العائلات خط أحمر، ولا بد من تقنين تلك الوقائع، حتى لا يتعرض أي زميل لما حدث معي، لأنهم ظلمونى رغم أننى على يقين بأن التفانى في العمل أساس السمعة الطيبة، التي تدافع عن الفرد وتحميه، في مواجهة كل جاهل أو حاقد.