الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اجتثاث الإسلام السياسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس الحكم بحظر جماعة الإخوان سوى تحصيل حاصل لما حكم به الشعب المصري في الثلاثين من يونيو لعام 2013، وهذا مالم يدركه كثيرون من أعضاء التنظيم الإرهابي وبعض أطراف النخبة السياسية من غير المنتمين لما يسمى بجماعات الإسلام السياسي.
لقد قرر المصريون اجتثاث واستئصال كل حركات الإسلام السياسي من أرضهم وليس فقط تنظيم الإخوان الإرهابي، لأنهم وببساطة خرجوا وبوضوح ضد شعارات ومفاهيم “,”الإسلام دين ودولة- الإسلام هو الحل – الإسلام وطني- إحياء الخلافة الإسلامية).
وترجموا كل هذا بالتصدي لكل محاولات الإسلاميين لإثارة الفوضى، إما بمواجهة تظاهراتهم الهزيلة والتعامل معها وتفريقها، وإما بالإصرار على ممارسة حياتهم بكامل تفاصيلها دون الخوف من دعاوى الترهيب والتهديد والوعيد التي يطلقها الإسلاميون بين الحين والآخر، تارة بإثارة الفوضى في الأماكن العامة وتارة أخرى بوضع قنابل هنا وهناك.
نذكر جميعا عبارة “,”اجتثاث البعث“,” والتي شاعت قبل عشر سنوات في العراق بعد احتلاله، حيث قرر الأمريكيون وأذنابهم العراقية اجتثاث حزب البعث الحاكم، لم يكن القرار شعبيا إنما كان قرار الاحتلال، ورغم ما قد تلقاه من انتقادات حادة لممارسات وأسلوب حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والتي ربما ساعدت على احتلال العراق إلا أنه لم يكن نظاما خائنا أو عميلا.
الأمر ذاته حدث في مصر فقد ساعد استبداد وفساد الرئيس السابق مبارك على فتح أبواب جهنم لتعبر منها الشياطين لتحاول احتلالنا على مدار عامين ونصف، أيضا بمساعدة الأمريكان.
لكن سرعان ما أدرك المصريون الذين توسموا خيرا في ذوي اللحى وحفظة القرآن أنهم ليسوا سوى جماعة احتلال أجنبي تتوفر فيها كل مقومات وصفات المحتل الخارجي لذلك جاء قرار استئصال ما يسمى بالإسلام السياسي من الأرض المصرية مجتمعيا وهو حكم نهائي وبات ولا مجال لاستئنافه.
بعض المثقفين تفاجوا بأن أصدقائهم في جماعة الإخوان بلغوا من الخسة والوضاعة حد استعداء التدخل العسكري الأجنبي، لكن الملايين التي خرجت في الثلاثين من يونيو كانت تعي هذه الحقيقة قبل أن يتبجح بها قادة التنظيم الإرهابي ومفتيهم وشيخهم الخرف يوسف القرضاوي.
يخطأ من يعتقد أنه سيبقى للإسلام السياسي في مصر أصل أو فرع، فالشعب المتدين بفطرته علم أن السياسة إذا تلبست الدين شيطنته وجعلت منه عجلة للتخلف والتراجع، وحزاما ناسفا يرهب الآمنين ويستبيح قيم الإنسان قبل دمه.
ولأننا أضحينا بصدد حرب تحرر وطني شاملة من الإرهاب والجهل والتخلف، فليس من مجال للحديث عن حيادية فكرية أو موضوعية صحفية تفتح الباب للحوار مع عدو يدعى زورا أنه طرف آخر في المعادلة.
الأعداء ليسوا إلا أعداء، ولا يمكن أن يكونوا طرفا في معادلة سياسية أو جزءا من مشهد في المجتمع لذلك أظن أن مجرد الحوار مع أي من المنتسبين لما يسمى بحركات الإسلام السياسي جريمة في حق الوطن وبامتياز.
هل كان من المقبول مثلا أن تجري صحيفة مصرية حوارا مع مسؤول أو وزير إسرائيلي أثناء حرب 67 أو 73 من باب الحيادية المهنية...؟!!.
عندما نحارب التخلف والجهل فإنه لا مجال للحديث أيضا عن حرية التعبير عن الرأي، فلا حرية لإذاعة الخرافات والأوهام، فلم يعد من المقبول أن يكون الحديث عن شعارات مثل “,”الإسلام هو الحل“,” أو أنه “,”دين ودولة“,” من باب حرية التعبير، لأن هذه الشعارات والمفاهيم تم ترجمتها على أرض الواقع بارتكاب جرائم الجاسوسية والخيانة العظمى والإرهاب والقتل.
الأمر ذاته عندما يعتلي أحدهم منبرا يحرم فيه تعليم أو عمل المرأة كما يفعل المدعو إسحاق الحويني ذلك الشيخ المزيف.
لا حق للإرهاب والجهل في التعبير عن نفسه فكلاهما يمارس العنف وإن اختلفت أشكاله و يبقى أن النتيجة واحدة، وهي القتل والخراب، فدعاة الجهل وشيوخ التخلف إنما هم كالدجاج يضعون بيضا يفرخ إرهابيين صغارا يرسلهم تباعا إلى أباطرة الإرهاب في أحزاب وجماعات الإسلام السياسي.
مجمل القول سيستأصل المصريون الإسلام السياسي من أرضهم وسيجرف طوفان وعيهم كل متشدق بحقوق الإنسان ويمضي للدفاع عنهم، فلا حق يعلو فوق حق المصريين في الحياة أصحاء بلا مرض اسمه الإرهاب.