الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من يونيو 67 إلى أكتوبر 73 أعظم سنوات مصر (2 - 2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى عمود «معكم» الأسبوع الماضى الذى خصصناه كحلقة أولى من حلقات الحديث عن أعظم السنوات فى تاريخ مصر «من يونيو ٦٧ إلى أكتوبر ٧٣».. تلك الفترة التى حفلت بسلسلة من الانتصارات العسكرية حققها جيش مصر العظيم مباشرة عقب هزيمة الخامس من يونيو ٦٧ بأيام تقل عن عدد أصابع اليدين، مكبدا العدو سلسلة من الخسائر الفادحة بشكل أنساه نصره المزعوم وأفقده صوابه.. وما كان هذا ليحدث لولا حالة التماسك والثبات على مستوى الجبهة الداخلية، والثقة التى أولاها الشعب المصرى العظيم لجيشه ولقيادته بعد أن رفض تنحى الزعيم جمال عبد الناصر عن الرئاسة وعودته إلى الجيش جنديا وسط الجنود.. 
وقد خصصنا حلقة الأسبوع الماضى للحديث عن «المعجزات» وأؤكد على وصف المعجزات التى حدثت على مستوى الجبهة الداخلية التى كان الشعب هو بطلها الحقيقى.. 
** واليوم نتحدث فى سرد سريع، لكنه موثق ومؤرخ بالتواريخ والأسماء عن معجزات الانتصارات العسكرية على العدو الصهيونى، وأكثر ما يجعلها جديرة بوصف المعجزات هو قصر الفترة بين يوم الخامس من يونيو وتاريخ أول يوم لأول انتصار لقواتنا المسلحة فى ردها على العدو الذى كان مباغتا وغير متوقع لأى راصد أو محلل أو مهتم بالشئون العسكرية على مستوى العالم.. 
وإليكم ما حدث فى «ملحمة سنوات انتصارات حروب الاستنزاف» الذى آليت على نفسى تذكير أنفسنا به منذ ما يزيد على العشر سنوات فى كل ذكرى، حتى نظل دائما مدركين لقيمة وقدر وعظمة جيشنا المصرى العظيم الباسل:
١- حدثت الهزيمة فى الخامس من يونيو - كما يحلو للشامتين تسميتها– وبعدها بـ«ثلاثة أيام» قام ضابطان من جنود مصر بالعبور بجنودهما إلى الضفة الغربية عبر نهر الأردن، مخترقين الأراضى الفلسطينية المحتلة رافضين أن تقهرهم أى هزيمة. 
٢- وفى شهر يونيو نفسه.. قام لواء مدرع بقيادة «كمال حسن على» بالدخول إلى عمق ١٤ كيلومترا داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، متحديين عدوا يزعم أن جيش مصر قد انتهى. 
٣- وعقب الخامس من يونيو بأيام.. وفى محاولة لتدمير معنويات جيش مصر وشعبها.. أعد العدو احتفالية دعا إليها وسائل الإعلام العالمية، لتصوير الذخيرة المصرية التى استولوا عليها فى الخامس من يونيو.. وللمزيد من الإذلال وضعوها على شكل «هرم».. لكن أبطال المخابرات الحربية تحت قيادة الفريق «محمد صادق» ومعهم أبطال قوات الصاعقة المصرية تحت قيادة الشهيد «إبراهيم الرفاعى» بالوصول إلى شرق القناة حيث مكان الذخيرة ونسفوها تماما قبل موعد الاحتفال.. وفشل العدو فى إذلال مصر العظيمة..
٤- فى الأسبوع الأول من يوليو ٦٧.. قام الطيار «مدكور أبو العز» باستخدام طائرات مصر.. وشن غارة ضربت فيها طائرات العدو الرابضة فوق مطاره داخل الأرض الفلسطينية المحتلة.. فى رسالة واضحة للعدو أن طائرتنا استطاعت بعد أقل من شهر أن تصل إلى طائرتكم وتدكها فى عمقكم..
٥- وفى يوليو أيضا، أراد العدو الاتجاه بدباباته شمالا من شرق القناة لاحتلال بور فؤاد، فقامت قوات الصاعقة بتدمير دباباته وهزيمته فى معركة «رأس العش» المجيدة..
٦- وتعددت كمائن قوات الصاعقة المصرية، وكان من أبرزها كمين نسفوا فيه قطارا متجها من القنطرة إلى العريش يحمل أول دفعة من جنود العدو لقضاء أول إجازة، وقتل كل من فيه.. 
٧- قبل نهاية عام ٦٧، وفى توقيت واحد قامت الطائرات المصرية بضرب مطار «الطور».. وقامت قوات الصاعقة بضرب موقع «عيون موسى» بقيادة الشهيد «إبراهيم الرفاعى» وتم تدميره..
٨- فى عام ٦٨ تولت مجموعة من جنود مصر البواسل تحت قيادة الشهيد «إبراهيم الرفاعى» القيام بأول عملية إغارة عسكرية كاملة على موقع للعدو «شرق بحيرة التمساح»، ودمر الموقع بأكمله بدباباته ومدرعاته.. وفى هذه الملحمة البطولية استشهد بطل مصر ونمرها الأسمر الفريق «عبد المنعم رياض»، وكان آنذاك رئيس أركان قوات مصر المسلحة، لكن حب الوطن والثأر للوطن، جعله ينسى كل شيء، ولا يكتفى بالإشراف، بل يكون فى مقدمة جنوده فى الإغارة ليذهب شهيدا نبيلا باسلا..
٩- عام ٦٨ حدث التدمير الأول لخط بارليف وفقا للخطة «جرانيت ١»، وأعاد العدو بناءه.. ليدمر ثانية فى انتصار أكتوبر المجيد عام ٧٣..
١٠- نجحت قواتنا المسلحة فى تدمير ميناء إيلات الحربى للعدو ثلاث مرات فى سنة واحدة، وهو أمر لم يحدث فى تاريخ العالم العسكرى..
١١- نسف البارجة إيلات وهى البارجة المصرية «إبراهيم» التى استولى عليها العدو وسماها إيلات، فقامت الضفادع البشرية لقواتنا البحرية الباسلة بنسفها فى مشهد لم ولن ينساه العدو أبدا..
١٢- وفى العامين ١٩٦٩ و١٩٧٠، ومع تواصل انتصارات مصر المتلاحقة على العدو الصهيونى، ومع تواصل هزائمه بدأ العدو فى رد وحشى بشن غارات جوية متتالية، مركزا غاراته فى العمق على مواقع مدنية، مستخدما طائرات الفانتوم والسكاى هوك الأمريكية، وبلغت الطلعات الجوية للعدو فى الأشهر الأربعة الأولى من عام ١٩٧٠ «٨٨٣٨ طلعة جوية» على طول خط الجبهة والمواقع الحيوية، إضافة إلى ٣٦ طلعة جوية على مواقع مدنية.. بعدها قرر الرئيس جمال عبد الناصر السفر إلى الاتحاد السوفييتى لمطالبة القادة السوفييت بأسلحة ومعدات دفاع جوى و«صواريخ وطائرات ورادارات» أكثر تقدما مما كان متوفرا لدى مصر آنذاك.. 
وفى ٢٠ يناير ١٩٧٠ سافر الرئيس عبد الناصر إلى موسكو فى زيارة سرية على متن طائرة روسية، مصطحبا معه القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق أول محمد فوزى، لتبدأ هنا ملحمة أخرى هى «ملحمة بناء حائط الصواريخ»..
ومرار وتكرارا تحدثت وكتبت عن تفاصيل «ملحمة حائط الصواريخ ».. ولن أكل ولن أمل من كتابة تفاصيلها، لتكون لنا فخرا بجيش مصر العظيم الذى أبدا لم ولن ينكسر..
** وهنا سوف أتوقف «نظرا للمساحة» لأواصل فى عمود الأسبوع القادم إن شاء الله، وأخصصه للحديث عن تفاصيل دقيقة عن «ملحمة حائط الصواريخ».. تفاصيل نعرف منها كيف كانت المفاوضات بين الطرف المصرى الذى ذهب إلى روسيا حاملا شروطه متمسكا بها رغم أنه هو من ذهب ليطلب ويريد، وكيف تعامل الطرف الروسى مع المطالب الصعبة والشروط المصرية الأشد صعوبة تعامل الصديق الحليف المتجاوب المتفهم والحريص على مصلحة مصر، وفيها ما يتوافق مع مصالحه أيضا كقوة عظمى.. 
** ومن الماضى إلى حيث الحاضر ندرك أهمية الدور الروسى مع مصر، ومدى عمق العلاقات بين روسيا ومصر التى لم تضعفها سنوات تباعد ولا إنكار «قميء» للدور الروسى المميز معنا، ووقوفهم العظيم بجانبنا فى السابق..
نتحدث عن كل هذا الأسبوع المقبل بإذن الله فى نفس المكان فى «معكم ».