الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

يا خـراشي‏!‏

الشيخ محمد الخراشي
الشيخ محمد الخراشي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هذا النداء يعرفه كل المصريين ولكن الكثيرون منهم لا يعرفون مناسبته أو سببه‏.‏ ويحكي أنه قيل لأول مرة من الناس في مصر قبل مئات الأعوام كإستغاثه بالامام الاكبر للجامع الازهر وأول مشايخه‏ وينبع أصلها من أن شيخ للأزهر كان يسمي بالشيخ محمد الخراشي وكان شيخا ينتصر للحق ولا يخاف الظلم مهما كانت قوته‏.‏
فكانت استغاثه- يا خراشي- هي النداء الشعبي للشيخ كي ينصرهم علي الظلم الواقع عليهم من الحكام أو من الناس حتي لوكان خلافا بسيطا, أو مصيبه كبيره. وفي ذلك دلالة علي مدي قوة الجامع الأزهر في ذلك الوقت, والخراشي هو هو الإمام الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي المالكي, ولد الشيخ سنة1010 هـ=1601 م, أقام بالقاهرة, وتوفي ودفن فيها سنة1101 هـ=1690 م.وسمي بالخراشي نسبة إلي قريته التي ولد بها, قرية أبو خراش, التابعة لمركز شبراخيت, بمحافظة البحيرة, وكان السلطان العثماني سليمان القانوني قد أصدر فرمانا بضرورة تنصيب شيخ للأزهر يختاره العلماء يتفرغ للإشراف علي شئونه الدينية والإدارية.. وبالفعل تم اختيار الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي المالكي كأول شيخ للأزهر(1656 م ـ1690 م).
تولي مشيخة الأزهر بصفة رسمية وقبله لم تكن مشيخة الأزهر منصبا رسميا بل كان السلاطين والأمراء يشرفون علي الأزهر ويديرون شئونه وكانت طبيعة أعماله المحدودة تمكنهم من القيام بهذا العبء وعندما ازداد عدد الطلاب وكثرت المسئوليات والأعباء رؤي تعيين شيخ الأزهر ليواجه المسئوليات المتزايدة وكان ذلك في أواخر القرن الحادي عشر الهجري( السابع عشر الميلادي). وكان رحمه الله من العلماء المشهود لهم بالتقوي والورع وكان حجة في الفقه المالكي. وتوفي في يوم الأحد السابع والعشرين من شهر ذي الحجة1101 هـ/1690 م عن عمر يناهز التسعين عاما.
ذاع صيت الخراشي وسمت مكانته بين العامة والخاصة على حد سواء، فكان الحكام يقبلون شفاعته، وكان الطلبة يقبلون على دروسه، وكان العامة يفدون إليه لينالوا من كرمه وعلمه.
قال عنه الجبرتي: هو الإمام العلامة والحبر الفهامة، شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين، وقد ذاعت شهرته أيضًا في البلاد الإسلامية حتى بلغت بلاد المغرب وأواسط أفريقيا حتى نيجيريا، وبلاد الشام والجزيرة العربية واليمن، وقد مكَّن الشيخ من بلوغ هذه الشهرة انتشار طلابه وكثرتهم في أقطار عديدة، واشتهاره بالعلم والتقوى.
وقال عنه المرادي في سلك الدرر: الإمام الفقيه ذو العلوم الوهبية والأخلاق المرضية، المتفق على فضله، وولايته، وحسن سيرته.
واشتهر في أقطار الأرض كبلاد المغرب، والشام، والحجاز، والروم، واليمن، وكان يعير من كتبه، ومن خزانة الوقف بيده لكل طالب، إيثارًا لوجه الله.