وأكد الكاشف أن السيولة المرورية تجعل الاسفلت يعيش فترة زمنية أكبر، وهذا كله ناتج عن ثقافة مغلوطة غرزت في الشعب المصرى وهى ثقافة التملك بحيث يمتلك كل فرد شقة في القاهرة، ففى الاربعينات والخمسينات كانت القاهرة جميلة لكن في السبعينات قامت الحكومات ببناء أحياء مجاورة للقاهرة وتوسعت أكثر فأكثر، وكانت لديها غياب للرؤية المستقبلية، ولم تحافظ على القاهرة الجميلة، إضافة إلى عمل الكبارى والانفاق، وحتى المدن الجديدة تم بناؤها ولم يراعَ فيها البناء الصحيح أو مسارات للعجل وغيره، فما وظيفة هيئة التخطيط العمرانى بعد كل هذه الكوارث إذا؟!
وأضاف الكاشف أن الثقافة التي وضعت خلال الخمسين سنة الماضية من خلال الأجهزة المتملثلة في المحليات والنقل والجمارك والمرور، جعلت القاهرة وكل عواصم المحافظات مزدحمة جدا، حتى اصبحت المساحة الموجودة حاليا لا تكفى لترخيص سيارات جديدة فكان يجب على المؤسسات المعنية أن تقوم بعمل مشاريع تنموية جاذبة للشباب في مناطق نائية لخلق مجتمعات عمرانية جديدة وهذا سيجعل الشباب يبدع في العمل؛ لأنه بعيد عن الزحمة وضياع الوقت، كما أن قوانين اشغالات الطرق لا تنفذ وقوانين المرور لا تنفذ وفحص السيارات أيضا ليس سليما، فتعطل سيارة قديمة في الطريق من الممكن أن يوقف طريق كاملا لعدة كيلو مترات، فأين كاميرات المرور التي ترصد ذلك لتسيير الطريق، مؤكدا أن تطبيق القانون أهم من وضع القانون، وهنا تقصير من إدارة المرور في تنفيذ القانون، متابعا أنه عند ترخيص سيارة في الدول المحترمة لا ترخص السيارة إلا إذا كان لها مكان لركنها فيه.
وقال
الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والمرور والمطارات بكلية الهندسة جامعة عين شمس: إن الخسائر متمثلة في الوقود نتيجة الزحام الذي يأخذ وقتا أطول في الرحلات فنستهلك
وقودا زائدا بأرقام كبيرة، إضافة إلى ضياع ساعات عمل كثيرة إضافة إلى خسائر في
البيئة والصحة ما يتكلف الملايين للعلاج، إضافة إلى استهلاك الإطارات وقطع الغيار
في السيارات هذه جميعا تشكل خمسين مليار خسائر سنويا، مضيفا أنه لتجنب الزحام
المرورى في القاهرة، فهناك العديد من الحلول التي عرضناها على الحكومة ولكنها لم
تنفذ منها شيئًا، أبرز هذه الحلول هو تشجيع النقل الجماعى وأن يصبح النقل في مصر نقلًا
جماعيًا فقط، وأن تشجع الحكومة أصحاب السيارات الخاصة أن يتركوا سياراتهم ويستقلوا
النقل الجماعى وهذا موجود في كل مدن العالم، ففى باريس ونيويورك ستجد الناس
يستقلون المترو أو القطار أو النقل الجماعى ولا يستقلون سياراتهم الخاصة، وهذا
يتطلب من الحكومة توفير وسائل نقل جماعى محترمة ومريحة وتعمل بالغاز الطبيعى
للحفاظ على البيئة للمواطنين، وهذا سيؤدى لحل المشاكل لأن هذا سيؤدى لتقليل عدد
السيارات في الشوارع فمثلا استقلالهم للمترو والنقل الجماعى سيقلل عدد السيارات
الخاصة بالشوارع مما يؤدى لتقليل الاختناقات المرورية وكذلك استهلاك الوقود، كما
أنه لو أن هناك خمسين سيارة خاصة اصحابها استقلوا اتوبيسًا فسيؤدى لتوفير وقود
لخمسين سيارة وهى كمية كبيرة، إضافة إلى تقليل التلوث البيئى لأنه سيمنع العادم الخارج
من السيارات والاتوبيس يعمل بالغاز الطبيعى، اما موضوع انشاء طرق أو عمل محاور
جديدة فليس لها أي قيمة لأنه عبارة عن نقل الاختناق من مكان لمكان آخر.
وقال
الدكتور مجدى صلاح، استاذ هندسة الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة القاهرة: لا
يمكن منع ترخيص النقل الخاص لكن يمكن تنظيم مسار الاتوبيسات معزولة عن النقل الخاص
وكل هذا يؤدى لتحسين أداء شبكة الطرق.