الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كورة وشوية سياسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أنا الحاكم بأمرى.. لا أنصاع لتظاهرات أو مطالبات للجماهير العريضة، فلا شعب يؤرقنى ولا هتافات تهز قراراتى» هكذا هو الحال فى جمهورية أو دولة الأهلى كما يشيع بين جماهيره العريضة، وهو أمر لا يتعدى كونه «سلو حياة» فى مصر، فالشعب الذى تمت تنحيته بفعل فاعل عن العملية السياسية، باعتبار الديمقراطية فى تعريفها الأولى هى الحكم للشعب، بينما التطبيق بعيد كل البعد عن هذا التعريف، فما أن يعلو المنتخب سدة الحكم حتى يستدير إلى من انتخبه قائلًا: «انتهت مأموريتكم فلا هتاف إلا لى ولا رقص إلا فرحا بحكمى.
وما يدور الآن داخل دولة الأهلى لحاكمه المهندس محمود طاهر، إلا صورة طبق الأصل مما يحدث خارجه، فلا صوت للشعب إلا هتافًا باسم حكومته التى رفعت أسعار كل شيء حتى الموت، اللهم المجانى منه، وما يقال داخل القلعة الحمراء عن التظاهرات الممولة هو نفسه ما قيل ولايزال يقال، فى وسائل الإعلام عن كل معارض للحكومة، مطالب برفع البلاء عن كواهل الناس، والبلاء هنا هو نفسه ما يراه الناس هناك، فالمدير الفنى الذى تعاقد معه محمود طاهر فى لندن وقت أن كان هناك، يراه الناس أو لنقل الجماهير هو بلوى حطت على رءوسهم، بينما فى المقابل فإن عودة مانويل جوزيه هى المنقذ لكل مصيبة هبطت على الأهلى منذ مجىء مجلس الحاكم بأمره فى الأهلى.
الناتج النهائى فى حالة الأهلى أن الشعب لا مكان له فى منطقة القرار، تماما كما أن الشعب خارجه منحى عن أى قرار تتخذه الحكومة أو القائمون على الأمر فى البلاد، فيما تبقى المادة الإعلامية واحدة فى الحالتين الأصل والصورة، كلما اعترض امرؤ على قرار تم اتخاذه وهو يرى «من وجهة نظره»، أن القرار مخالف للدستور تارة أو ضار بالنظام العام أو بمعدة الناس قبل جيوبهم تارة أخرى، تجد القذائف من هنا وهناك تضربه بكل تهمة تقذف به إلى غياهب النسيان، أو إلى زنزانة الخيانة والكفر أو التمويل من الخارج، أى خارج عبر الحدود أو أسوار النادى، وما مصر إلا نادٍ أو مسرح كبير على رأى فنان الشعب يوسف بك وهبى.
الحاصل أن ما يحيط بنا فى بعض الأحيان ليس سوى شغل للأذهان، وتعمية للعقول من أن تعى ما يحدث حولها، وكأن هناك من يمسك بكشاف فى مكان مظلم، يضىء هنا فينظر الناس، فيما هو يفعل فى الخفاء ما يؤلم الناظرين إلى الجهة المضاءة،.. الأفعال هى نفسها لم تتغير ولا إبداع فيها منذ عصر ما قبل الأهلى، مرورًا بكل العصور التى تلت تأسيسه، هى ذات الطبخة وإن تغير الشيف، فأزمة مدرب الأهلى ورئيس مجلس إدارته، هى ذاتها أزمة فتاوى الراقصات وحكاية شيخ الأزهر الراحل مع طفلة الحجاب، ثم الخناقات الإعلامية وغيرها، مما احتل مساحة واسعة فى خيالات الناس وتفكيرهم، بينما على الجانب الآخر تعلو الأسعار وترتفع، وتضيق الحياة خناقها حتى على من هتف مؤيدًا، وتموج الأرض بمن عليها من كثرة ما احتلهم من أحزان.
الكرة وما يحدث فيها الآن، من أزمة فى الأهلى وأخرى داخل الاتحاد الذى يديرها، هى تماما كدائرة أو ككأس يدور على الناس،.. كل الناس لينال كلٌ حظه ونصيبه، مما فيها من شراب مرّ، رغم أن صُنّاعه منذ البدء كانت نيتهم التسلية، وهى كذلك فى العالم كله إلا عندنا، فهو كالساقية تأتى بالأسفل إلى الأعلى فما أن يشتم رائحة الهواء، حتى تكتم أنفاسه مرة أخرى سواء فى ماء الرى أو مياه الصرف.
■ ■ فجأة وجدتنى أخرج من تخيلات استاد «التيتش» حيث كان الأولتراس هناك معارضًا لمجلس طاهر، وأنا أتساءل: ماذا حدث بعد مؤتمر شرم الشيخ؟ وهل تم إنقاذ الاقتصاد المصري؟ وماذا تم فى مفاوضات السد إياه؟
ثم أجد نفسى أتساءل هل يمكن أن يقود وزير ما قاطرة التعليم وهو يخطئ فى اللغة العربية؟ ثم أعود لسؤال قديم وهو لماذا لا يصبح التعليم مشروعًا قوميًا فى مصر، إذا ما علمنا أن هذا المشروع هو المنجى من كل سوء.. لماذا ولماذا ؟ الله ورسوله أعلم.