الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

فيديو.. مشهد مؤلم لأب فلسطيني مكلوم يودع طفلته الشهيدة بغزة

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار مشهد توديع الأب الفلسطيني يحيى حسان، لطفلته الصغيرة رهف التي استشهدت في غارة إسرائيلية على غزة فجر اليوم الأحد مشاعر الحزن، والألم، والغضب لدى أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع الساحلي، والضفة الغربية، والقدس، وداخل الخط الأخضر (عرب 48).
ونشر ناشطون فلسطينيون مقطع فيديو قصيرا لم يتجاوز الدقيقة يظهر الأب المكلوم (30 عاما)، وهو يحتضن جثمان صغيرته رهف ذات الأربعة أعوام، ويقبلها قبيل تشييع جثمانها.
كما أظهر الفيديو الأب الحزين، وهو يرفض ترك ابنته وسط مناشدات من أهله، وجيرانه لتركها حتى يتم تشييع جثمانها قائلا "اصحي يابا.. اتركوها معي قليلا" في مشهد مؤثر، ومؤلم، وإنساني.
وشيعت جماهير فلسطينية غفيرة بعد ظهر اليوم، جثماني الطفلة رهف حسان، ووالدتها نور حسان (30 عاما) إلى مثواهما الأخير وسط حالة من الغضب، والاستنكار لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى الشفاء غرب غزة مخترقا شوارع المدينة باتجاه مسقط رأس الأم نور في منطقة المغراقة وسط القطاع وسط هتافات تندد بجرائم الاحتلال بحق الأطفال، والفتية الذين يدافعون بصدورهم العارية عن المسجد الأقصى المبارك في هبة جماهيرية بالضفة، والقدس، وغزة.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر في مسجد الإيمان بالمغراقة، ووري جثمان الأم، وابنتها الثرى في مقبرة الشهداء بالمنطقة.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز إف16 في الساعات الأولى من فجر اليوم بالصواريخ موقعي تدريب تابعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بحي الزيتون جنوب مدينة غزة؛ ما أدى إلى انهيار منزل يعود لعائلة حسان على رءوس قاطنيه بالقرب من مكان القصف، واستشهاد الزوجة نور وهي حامل في شهرها الخامس، وطفلتها رهف فيما أصيب الأب يحيى حسان، وطفله الآخر بجروح مختلفة.
المفارقة أن الأم نور حسان نجت من موت محقق عندما قصفت طائرات الاحتلال منزلها في منطقة المغراقة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في صيف 2014، والذي استمر 51 يوما، وأسفر عن استشهاد نحو 2200 فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين، وتدمير آلاف المنازل.
وقال أقارب الأم الشهيدة إنها كانت تسكن مع عائلتها في منزل استأجرته في حي الزيتون بعد أن دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلها بالمغراقة.
وعبر حقوقيون، وإعلاميون، ونشطاء فلسطينيون على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، و(تويتر) عن الحزن، والألم العميق لما حل بالأسرة الغزية التي لا ذنب لها..مستنكرين جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وقال الصحفي بلال جاد الله رئيس مؤسسة بيت الصحافة بغزة " حكاية عائلة حسان تدمي القلوب..اللهم جنبنا الحرب وويلاتها"، فيما قال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية " يا دمعة شقت صدري، وسقطت في وداع صغيرة، وأطفال هم الأجمل يا وجعي...".
وعلق الصحفي صالح المصري رئيس تحرير موقع (فلسطين اليوم) قائلا" يا جرح تفتح ياجرح..يا أهلي هاتو الملح..حتى يبقى حيا هذا الجرح..لن أغفرها لك لن أغفرها لك..تلعنني أمي أنك كنت غفرت..تلفظني القدس أن كنت نسيت".
أما الإعلامية ومخرجة الأفلام القصيرة بالضفة امتياز المغربي قالت" حدث في فلسطين فقط...الأطفال هم الخصم الأول في نظر الاحتلال...رهف، وعلي، ومحمد، وغيرهم شهداء كثيرون...الله يرحمهم".
وقال الصحفي إياد القرا" العمليات الاستشهادية هي حق مشروع للفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وجرائمه بعد عمليات الإعدام الميداني للنساء، والشباب، وقصف المنازل، كما حدث لعائلة حسان واستشهاد الأم الحامل، وابنتها، وقبلها حرق عائلة دوابشة واستشهاد الطفل على وأمه وأبيه".
ومنذ مطلع أكتوبر الجاري استشهد العشرات، وأصيب المئات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، والقدس، وقطاع غزة في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، ومخططات تقسيمه زمانيا ومكانيا.
وبحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية اليوم فإن عدد الضحايا في الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة وصل منذ بداية شهر أكتوبر الجاري إلى 23 شهيدا بينهم 11 من قطاع غزة، وأكثر من 1100 مصاب بالرصاص الحي، والمطاطي، والاختناق بقنابل الغاز.

https://www.youtube.com/watch?v=wNOtwmkxc4I