الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بذاءة إسرائيل بدعم الميديا الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندى مصادر للأخبار من حول العالم، أكثرها أمريكى، وعندما قتِل زوجان إسرائيليان تلقيت فى يوم واحد بضعة عشر خبراً عن الموضوع، وأخباراً إضافية فى الأيام التالية. ثم قتل الإسرائيليون مراهقاً فلسطينياً فى الثامنة عشرة وطفلاً فى الثانية عشرة برصاص فى الصدر على حواجز إسرائيلية، وتلقيت خبراً أو اثنين عن قتلهما.
كل أخبار الأسبوع الماضى من الأمم المتحدة، والأخبار التالية، لم تجعل «واشنطن بوست» تنسى مراسلها جاسون رضائيان المسجون فى إيران، وكان رأيها فى مقال أن استمرار سجنه يثبت أنه لا يمكن الثقة بإيران، وربطت بشكل فاشل مفضوح فى مقال آخر بين سجنه وحصار ٥٢ ديبلوماسياً أمريكيا فى سفارتهم فى طهران قبل ٣٥ سنة.
«نيويورك تايمز» ليست أفضل عندما يكون الخبر عن فلسطين أو إسرائيل فأسرة الشهيد فادى علون وكبار القوم اختلفوا هل يُدفن فى مدافن الأسرة فى باب الساهرة أو فى شعفاط حيث هناك مقبرة للشهداء. خلاف يحدث كل يوم إلا أن الجريدة الرصينة فى كل شيء باستثناء الأخبار الفلسطينية قالت: الخلاف على دفن يكشف الانقسامات الفلسطينية. أقول: هو يكشف انفصام أو انفصال الجريدة عن الحقيقة. أصلاً، الاستخبارات الإسرائيلية لم تسلّم جثمانه لأهله حتى كتابتى هذه السطور الأربعاء.
مجرم الحرب بنيامين نتنياهو تعهد بشن «هجوم عنيف» رداً على العنف وقتل الزوجين. هذا الإرهابى لم يذكر أن مسلحين قتلا إسرائيلياً وزوجته، وأن الضحيتين الفلسطينيَيْن قتِلا برصاص على نقاط تفتيش عسكرية إسرائيلية. ربما كان يهدد بقتل ٥١٧ طفلاً فلسطينياً آخر انتقاماً كما فعل الصيف الماضى فى قطاع غزة.
هو يمثل حثالة البشر، والإرهابيون مثله تظاهروا أمام بيته، وكان بينهم ثلاثة من وزرائه. ماذا طلبوا؟ وزير الرفاه حاييم كاتز قال (حرفياً): «جئنا نطلب من حكومة إسرائيل تشديد العقوبات وتحميل الوالدين المسؤولية عن أفعال أبنائهم. الأبناء الذين يقتلون ليسوا محصنين (من العقاب). البناء يجب أن يتوسع فى جميع أنحاء إسرائيل، وأنا لا أعنى تل أبيب بل اليهودية والسامرة والقدس. تجميد الاستيطان يُفسَّر على أنه ضعف».
نتنياهو تجاوب مع الإرهابيين مثله من داخل حكومته وخارجها، وقرأت عن تشكيل لجنة لتسريع هدم بيوت فلسطينية فى القدس يتَّهَم أصحابها بارتكاب «عنف»، أى بالدفاع عن بلادهم، وهذا عذر لبناء منازل للمستوطنين اليهود. الهدم القادم وكثير غيره لن يغيّر التاريخ: فلسطين للفلسطينيين، والمستوطنون غرباء سرقوا بلاداً من أهلها. قرأت أن إسرائيل ستهدم ١٣ ألف منزل للفلسطينيين فى القدس. أين العرب؟ أين المسلمون؟
إسرائيل خرافة أو بدعة على أساس دين يحرِّض على إبادة الجنس، مع صفحات فى التوراة تضم قصص مومسات. لا آثار يهودية فى فلسطين، ولا جبل هيكل أو هيكل سواء كان الأول أو الثانى أو العاشر. لا أنبياء ولا ممالك ولا ملوك يهود فى فلسطين أو غيرها، بل نقل خرافات بابلية وأشورية وكلدانية وسريانية ويونانية وجعلها من أحداث دين مزوَّر كاذب. فى المقابل الحرم الشريف تاريخه معروف، ولا خلاف عليه بين مؤرخ عربى وغربى. وعندما حفر إسحق رابين تحته وجد قصراً أموياً.
إسرائيل ترتكب جرائم حرب كل يوم بدعم أمريكى علنى وسرى، وتجاهل غربى، وتقاعس عربى. وهكذا تمارس إسرائيل الإرهاب ثم تشكو منه.
نقلا عن الحياة اللندنية