الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"نوبل" تتجاهل العرب بعد "محفوظ".. صويلح: الأدب العربي خارج نطاق اهتمام الغرب.. بيضون: العرب لا يترجمون.. بوماد: لجان الجوائز تتبع معايير خاصة.. وناصر عراق: الجائزة لأصحاب المهارات الخارقة

نوبيل
نوبيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن موقع جائزة نوبل صباح اليوم أن الأكاديمية الملكية السويدية، منحت الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا آليسكيفتش، جائزة نوبل للآداب لعام 2015، وذكرت اللجنة الدائمة لجائزة نوبل في المؤتمر الصحفى الذي عقد اليوم الخميس، أن لجنة الجائزة منحت الكاتبة البيلاروسية قد حصلت على الجائزة تقديرًا لكتاباتها متعددة التناول عن المعاناة والشجاعة في عصرنا.
ومنذ أن فاز الكاتب العربي الوحيد نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الآداب عام 1988 لم يفز كاتب عربي آخر بهذه الجائزة، أي أن نوبل الآداب قد ابتعدت عن العرب لمدة 27 عاما.
وفي هذا السياق قال الكاتب السوري خليل صويلح أن الأدب العربي خارج نطاق اهتمام الغرب، مؤكدًا أن أدبنا غير موجود على خريطة الغرب، والذي اتفق معه الكاتب السوداني أمير تاج السر مؤكدًا أن الأدب العربي حتى الآن ورغم حصول محفوظ على نوبل ما زال بعيدا عن اهتمام الغرب ولا يتم تداوله كأدب رائد وصاحب شخصية.
وأضاف صويلح: إن الترجمات ازدادت مؤخرا من العربية للغات الأخرى، ولكنها للأسف لم تساعد كثيرا، مؤكدًا أن الأدب العربي في أشد أحتياج لحملة ترويج واسعة للحصول على مفاتيح جيدة ندخل بها للغرب.
وعن فوز الكاتبة البيلا روسية سفيتلانا آليسكيفتش، أكد تاج السر، إن الجوائز تخضع إلى مسألة التذوق، وأن الأمر ليس بغريب لأن الأعمال الأدبية في العموم تخضع إلى هذه الإشكالية، وتختلف من شخص لآخر، وهذا هو حال لجان التحكيم، مشيرًا إلى أنهم يختارون من يرون أنه الأفضل، والأعمال الغير مختارة ليس معناها أنها رديئة.


وعن ترجمة الأعمال العربية إلى لغات أجنبية قال الروائي والشاعر اللبناني عباس بيضون، أنه لا يظن أن العرب يترجمون كما ترجمت آداب أمريكا اللاتينية، مضيفًا في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الأعمال الادبية العربية تترجم على انها وثائق اجتماعية وتاريخية، وذلك حتى يلقى ضوء على الواقع العربي، ليس الأمر هكذا في ماركيز مثلًا، أو بالنسبة إلى الأدباء اللاتينيين أو لآخرين يترجمون لقيمتهم الأدبية.
وأكد بيضون أن أعماله قد ترجمت إلى أكثر من لغة بدرجات متفاوتة، ولكنها ليست معيار على حكم قيمة، موضحًا أننا لا نستطيع أن نقيم نصًا من منطلق إذا كان مترجمًا أو غير مترجم، ولا نستطيع أن نحول الترجمة إلى وجاهه أدبية، ولا نستطيع أن نرفض الترجمة أو نقبلها أو نذم الترجمة أو نمدحها، فهي ما زالت ملتبسة.
وعن غياب نوبل عن الكتابات العربية أوضحت الروائية اللبنانية سونيا بوماد، أن نجيب محفوظ لم يحصل على نوبل بسهولة، مؤكدة أن لجان الجوائز تتبع معايير خاصة بها، إضافة إلى أن الحركات الثقافية العالمية شبه مفقودة، ووزارات الثقافة العربية تهتم بالشأن الداخلي فقط، على حساب إبراز الأعمال الأدبية بالخارج.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه من النادر أن تجد كتابا أدبيا حقيقيا مترجما، ونضيف على ذلك أن الغرب يهتم بترجمة نوعين من الكتب، الأولى هي "البيست سيلر" والتي تحقق مبيعات حقيقية حتى لو كانت بعيدة عن الأدب الحقيقى، والثانية هي الأعمال التي تسلط الضوء على سلبيات المجتمع العربى، حتى يصرخ بصوت عال ويقول هذا المجتمع به سلبيات.
مؤكدة أن جائزة نوبل لم تبعد تمامًا عن العرب، لأن العالم أحمد زويل حصل على نوبل كما حصل عليها نجيب محفوظ، ولكن في مجال مختلف وفى النهاية لكل مجتهد نصيب.


وأوضح الكاتب اليمني على المقري أنه لا يعرف معايير جائزة نوبل، ولكن هناك الكثير من الكتاب العرب يستحقون الجائزة، ولا استطيع أن أذكر أسماءهم لأنه سوف ينسى بعضهم، مضيفًا في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هناك تجارب جديدة في الشكل الروائي والمواضيع، إضافة إلى تنوع الخبرات الأدبية، ومن المؤكد أنه سيأتي يوم وسيكرم الأدب العربي لأنه يستحق ذلك.
واستبعد المقري أن ـكون الترجمة هي سبب ابتعاد نوبل عن العرب حيث أوضح أن تجربته مع الترجمة كانت جيدة، موضحًا أن أعماله تمت بمهنية عالية، لأنه عرف مستوى ترجمته من خلال أصداء الصحافة الأجنبية.
وبادر الكاتب الجزائري "عبد الرزاق بو كبة"، بتهنئة الكاتبة المتوجة، في انتظار أن تصلنا كتبها القليلة، لأن الحصول على نوبل، هو طريق إلى الترجمة، ويطرح سؤال لماذا نغضب نحن العرب، كلما ذهبت نوبل إلى غيرنا، منذ حصول نجيب محفوظ عليها، ونحن لا نعمل على ترجمة تجاربنا الأدبية ذات القيمة الإبداعية إلى اللغات الحية؟.
وأكد "بو كبة" أن العرب ليست أمة فقيرة من حيث المال والكفاءات، ولا أمة مستغنية عن ذلك، خاصة في هذا المفصل التاريخي بالذات، ونحن في اشد الاحتياج إلى تصحيح صورتنا عند الآخرين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن مؤسساتنا المختلفة تنفق من المال، ما لو أنفق عشره في هذا المجال، لترجمنا كل ما يكتب عربيًا، ولكننا لم نفعل، ولن نفعل، ما دمنا لم نكتسب الوعي الكافي بأهمية الترجمة الجيدة لأعمالنا العربية،
وتساءل لماذا لا نبادر نحن إلى إنشاء جوائز عالمية وازنة على غرار نوبل؟، وما مدى نزاهة الجوائز المتوفرة لدينا؟ وهل نحن مستعدون لأن نمنحها لغيرنا إن ترشحوا لها؟ مطالبًا بضرورة أن نجيب على هذه الأسئلة، حتى لا ننفق أوقاتنا في التهجم على جائزة تبقى ـ مهما يقال عنها ـ الجائزة الأدبية الأهم في العالم.


فيما أوضح الروائي الكبير ناصر عراق في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن العرب ما زالوا بعيدين عن نوبل حتى الآن، لأن اللغة العربية في مأزق محزن منذ عقود، لأنها تجمدت وتحجرت رغم التطورات المذهلة على مستويات أخرى شهدها العالم، ولم نكن للأسف مشاركين في إحداث هذه التطورات.
وأكد عراق، أن نوبل تمنح لأفراد أتوا بمهارات خارقة، وهؤلاء غالبًا أبناء دول قوية، وبالتالي نحن غير مرشحين لقطف نوبل في الأدب، مثلما لم نكن مرشحين للفوز بها في الطب أو العلوم، وما حدث مع محفوظ أو زويل كان استثناء من القاعدة.
وأضاف، أن فوز محفوظ كان خاصا بعبقريته فقط، والعبقريات نادرا ما تتكرر، لذا فوز الكاتبة البيلاروسة اليوم بنوبل يؤكد أن البلدان القوية اقتصاديا وسياسيا وتكنولوجيا، قوية أيضا على مستوى الأدب والخيال واللغة، وبيلاروسيا كانت تابعة للاتحاد السوفيتي سابقا، أي جزء من إمبراطورية خضع لها نصف أوربا تقريبا، فجاءت الجائزة لسيدة من بلد قوي وعريق.


فيما أوضح الكاتب الجزائري بشير المفتي، أن أمر نوبل صراحة محير لنا نحن العرب فلم يكن يستحقها الكبير نجيب محفوظ فقط، بل هناك عدد كبير من العلامات الأدبية والشعرية، ولكن مع هذا غابت عنا نحن العرب لفترة طويلة.
وأضاف المفتي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الجائزة كانت يمكن أن تعود إلى أحضان العرب مرة أخرى مع الكاتبة الجزائرية آسيا جبار رحمة الله عليها، حتى لو أنها تكتب بالفرنسية، إلا أن ذلك لم يحدث، كما أن شاعرا مثل محمود درويش أو أدونيس أهلا لها لكن لم يحدث هذا أيضا.
وتساءل المفتي، هل بغيابها نقول أن أدبنا العربي لم يحقق عالميته بعد، وأن كتابتنا لا تخاطب القراء غير العرب، لقد تزايدت وتيرة ترجمة الروايات العربية مؤخرا لكن قلة هي التي اشتهرت ونالت مكانة عند القراء والنقاد على السواء، مثل روايات علاء الأسواني الاسثنائية في الذيوع الجماهيري لكن هل تملك مؤهلات النص الأدبي "الأمريكو لاتيني" الذي حاز على نوبل عدة مرات.
وأكد، لكن يظل العزاء أن كتاب كبار من العالم مثل كونديرا مثلا أو فيليب روث، لم ينالوها أيضا وهذا يعني أن الجائزة ظالمة إلى حد ما وهي تظلمنا نحن العرب أكثر من غيرنا.