الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد حسين.. أول شهداء أكتوبر الذي كشف سر تفخيخ مياه القناة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد البطل محمد حسين محمود مسعد، ابن قرية سنديون بالقليوبية، وهو أول شهداء القوات المسلحة في حرب أكتوبر، يوم 11 مارس عام 1944، وفى عام 1968 حصل على بكالوريوس الزراعة والتحق بالقوات المسلحة وتم تجنيده عام 1968 وتوزيعه على سلاح الاستطلاع بالجيش الثاني الميداني.
كان البطل ينظر لشقيقه الأكبر عبد الحميد باعجاب عندما كان يراه بالزي العسكري والذي شارك مع القوات المدرعة المصرية ضد القوات الإسرائيلية في معركة جبل لبنى التي جرت عام 1967 والتي تدرسها الاكاديميات العسكرية. 
قال ( محمد ) لوالدته: "يا أمي سوف أحارب في معركة من أحسن المعارك وسوف تفوق المعركة التي اشترك فيها اخى عبد الحميد".
شارك البطل محمد حسين محمود مسعد في حرب الاستنزاف خلف خطوط العدو عدة مرات وتعلم اللغة العبرية لكي يعرف لغة العدو وألحق بفرق الاستطلاع المكلفة بالاستماع إلى الاتصالات اللاسلكية بين وحدات العدو الإسرائيلي لمعرفة اتجاهاتها ونواياها وأوضاعها وإبلاغ قيادة المخابرات العسكرية لتوجيه القيادة العسكرية العليا التي تدير المعركة للتصرف العاجل واتخاذ القرار المناسب.
أخبر البطل القيادة عن وجود مواسير النابالم التي أمدتها إسرائيل أسفل مياه قناة السويس قبل معارك أكتوبر 1973 لتحول صفحة المياه إلى جحيم إذا فكر جيشنا المصري في اقتحام قناة السويس.


وبعد أن ادي البطل محمد حسين محمود مسعد تجنيده خرج إلى الحياة المدنية عقد قرانه على مدرسة تعمل في مدرسة سنديون الاعدادية في الثاني من أغسطس عام 1973، ولم يمكث مع عروسه الا ايامًا قليلة واستدعته القوات المسلحة وأثناء وداعه لعروسته قال لها "اشعر اننى على ابواب عالم جديد يضاء بقناديل من نور.. عالم يسبح فيه كل شىء في حواصل طيور خضراء مغردة.. فسامحينى على فراقك السريع فأنا اشعر أن وطني يناديني وحدتى العسكرية بحاجة إلى".
وبعد أن وصل إلى وحدته قام بمهامه الاستطلاعية ورصد القوات الإسرائيلية وابلغ عنها.. وفى الأول من شهر رمضان عام 1393 هجريا تم السماح له بزيارة اسرته وفى المساء عاد إلى وحدته وأثناء وداع زوجته قال لها: ( اوعى تنسى قراءة الفاتحة وخلى بالك من نفسك)، وقام بعد ذلك بتقبيل امه الحاجة زينب علم، وقال لها "ادعيلي يا امي انا وزملائي على الجبهة مصر وأولادها محتاجة دعواتكم"، وخرجت كل العائلة تودعه وهذه هي أول مرة تخرج العائلة لوداعه منذ التحاقه بالخدمة العسكرية وكان البطل يعلم بان هذا الوداع هو الوداع الأخير له مع اسرته.
وعندما اندلعت المعارك يوم السادس من أكتوبر عام 1973 كان البطل ( محمد حسين محمود مسعد ) ضمن الصفوف الامامية الأولى لقواتنا الضاربة في مواجهة العدو الإسرائيلي.
يذكر أن البطل قام وبمهارة الجندي المصري الجسور تعامل البطل مع القوات الإسرائيلية وماهى الا سويعات حتى استشهد بمنطقة التمساح بسيناء، وكانت آخر إشارة بعث بها إلى قائده: ( العدو يافندم على بعد 10 امتار"، وبهذا يكون أول شهيد على ارض سيناء خلال معارك أكتوبر عام 1973 واسمه مسجل بالموسوعة العالمية.
وفى الرابع والعشرين من شهر يونيو عام 1974 ارسل وزير الحربية نعيا إلى والدته ( زينب محمد علم) وفى نفس العام قامت اسرة البطل الشهيد بنقل جثمانه من مقابر الشهداء إلى مقبرة خاصة بسنديون وخرجت جموع الأهالي في موكب مهيب يهتف ( لااله الا الله الشهيد حبيب الله ).


وذكر شقيقه أحمد مسعد، أن البطل الشهيد عندما تم نقل جثمانه كان كما هو وكأنه توفى بالامس وكانت رائحته تفوح عطرا ومسكا... اما سلاحه فقد أصابه بعض الصدأ، وسجل بالموسوعة العالمية كأول شهيد على أرض سيناء خلال معارك أكتوبر 1973.
وكرم البطل الشهيد "محمد حسين محمود مسعد " من قبل الجهات الرسمية وتحدثت عنه وسائل الإعلام وأذكر منها: مجلة النصر في عددها الصادر في شهر سبتمبر عام 1975 ومجلة المصور في عددها الصادر في أكتوبر عام 1975. 
وأصدرت دار الهلال في شهر أكتوبر عام 1976 عددا ضخما عن حرب أكتوبر ومجلة التطبيقيين في عددها الصادر في شهر أكتوبر 1978 ومجلة المجاهد في عددها الصادر في شهر أكتوبر عام 1997 وأيضا عددها الصادر في شهر يوليو عام 1998.
وقدم ابن الكويت العظيم ( محمد الصالح آل إبراهيم ) عشرة آلاف جنيه هدية منه إلى أسر أول عشرة شهداء في حرب أكتوبر 1973، كما تم إطلاق اسم شقيقي البطل الشهيد على مدرسة بسنديون وفقا لقرار المجلس الشعبي المحلي بسنديون وتصديق المجلس الشعبي المحلي لمركز قليوب في الثاني والعشرين من شهر يوليو عام 1993.